قال الاتحاد الأوروبي -الذي يمثل الدول الكبرى في المفاوضات مع إيران- إنه جاهز لاستئناف المحادثات المعلقة منذ عام، لكن دون شروط مسبقة، في وقت حذرت فيه فرنساوالإمارات من العمل العسكري، وواصلت واشنطن جهودها لإقناع العالم بعدم شراء النفط الإيراني، الذي قد يخضع أيضا لحظر أوروبي. وقال بيان لمكتب كاثرين آشتون مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد إن القوى الست (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن مع ألمانيا) ما زالت تتمسك بمقاربةٍ مزدوجة قوامها مواصلة الحوار والاستمرار في العقوبات، لحمل إيران على وقف تخصيب اليورانيوم، لتحقيق "حل تفاوضي طويل المدى وشامل" يعيد للمجموعة الدولية ثقتها في سلمية النووي الإيراني. وقال المكتب إنه يرد ببيانه الرد على تكهناتٍ راجت عن استئناف وشيك للمفاوضات. وأضاف أنه ينتظر ردا إيرانيا على رسالة أوروبية في الموضوع أرسلت قبل ثلاثة أشهر. وقالت الخارجية الأميركية إن رسالة آشتون تحدد بوضوح ما تتوقعه القوى الكبرى، التي تبقى متحدة في موقفها كما ذكرت. " دبلوماسيون تحدثوا عن خلافات بين القوى الكبرى بشأن التحفيزات التي ستمنح مقابل استئناف المفاوضات " وقال وزير الخارجية التركي داود أوغلو هذا الأسبوع إن طهران والقوى الكبرى جاهزتان للحوار وراغبتان في استئنافه. لكن بيان آشتون لم يؤشر على تحقيق تقدم. وقال مسؤول أوروبي إن المفاوضات لن تستأنف قبل الرد على الرسالة. ويتحدث دبلوماسيون عن خلافات بين القوى الكبرى بشأن التحفيزات التي ستمنح مقابل استئناف المفاوضات، خاصة ما يتعلق بالسماح باستمرار التخصيب بدرجات متدنية، أو عدم السماح به أصلا، علما بأن إيران أعلنت أنها أصبحت تخصب بنسبة 20%. الحظر النفطي ويبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين فرض حظر نفطي على إيران. ويحاول الاتحاد إقناع اليونان -التي تعاني مشاكل مالية كبيرة وتستورد 23% من بترولها من إيران- بأنه سيمكنها رغم الحظر شراء النفط بأسعار تفضيلية، حسبما ذكر دبلوماسي أوروبي كبير. وتسعى واشنطن –التي فرضت عقوبات على نفط إيران وعلى مصرفها المركزي- لإقناع بعض الدول بالتوقف عن استيراد الخام الإيراني. وحتى الآن قالت الصين والهند إنهما لا تنويان خفض وارداتهما من النفط الإيراني، لكنهما تنشدان بدائل عنه رغم هذه التصريحات. أما اليابان، وفي أوضح مساندة علنية من دولة آسيوية لجهود واشنطن، فقد أعلنت أنها ستواصل خفض مشترياتها من نفط إيران، وهو موقفٌ أُبلغ به مسؤولون أميركيون اليوم في طوكيو، كما قال وزير تجارتها، الذي طلب مرونة تشمل استثناء بلاده من قانون العقوبات الأميركية. وتقول مصادر إن كوريا الجنوبية تعتزم أيضا طلب استثنائها من القانون، علما بأن سول لم تحدد موقفها بعدُ من الحظر، وإن بدأت تنشد بدائل للنفط الإيراني. صالحي: لم نسعَ قط لغلق مضيق هرمز(الفرنسية) وترفض الصينوروسيا تشديد العقوبات الأممية على إيران التي تقول إن برنامجها لأغراض سلمية، ويقول الغرب إنه غطاء لتصنيع القنبلة الذرية. وفُرضت على إيران أربع حزم من العقوبات الأممية بسبب تخصيبها اليورانيوم. الخيار العسكري وتقول واشنطن إنها تفضل الدبلوماسية في التعاطي مع الموضوع لكن الخيار العسكري قائم. وحذر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم من ضربة قد تفجر حربا وفوضى يتعديان حدود المنطقة، وقال إن الحل الوحيد لتجنب ذلك هو نظام عقوبات أقوى يشمل حظرا نفطيا، داعيا روسياوالصين إلى تعزيز الإجراءات الردعية في مجلس الأمن، وإلا تحملتا مسؤولية اندلاع عمل عسكري. كذلك حذر وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد من مخاطر التصعيد، وأشاد بتصريحات لنظيره الإيراني علي أكبر صالحي قال فيها إن بلاده لم تسعَ قط لغلق مضيق هرمز، وإنها ترى أن السلام والهدوء من مصلحة الجميع. وتزامن تحذير فرنساوالإمارات مع محادثات عسكرية إسرائيلية أميركية في تل أبيب تصدرها النووي الإيراني. اخبارية نت / الجزيرة نت