قال مسؤولون أميركيون إن إدارة الرئيس باراك أوباما تبذل جهودا مكثفة حاليا مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لإيجاد مكان يلجأ إليه حتى يستطيع اليمن الذي أنهكته الاضطرابات التقدم نحو الانتقال إلى الديمقراطية، ويُفضل ألا يكون هذا المكان الولاياتالمتحدة. ويقود مستشار الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب جون برينان هذه الجهود الدبلوماسية التي يبدو أنها تقدمت كثيرا هذا الأسبوع عندما طلب علي صالح السفير الأميركي لدى اليمن جيرالد فايرستاين ليناقش معه أمر المكان الذي يمكن أن يذهب إليه. وقال مسؤولون أميركيون لوكالة أسوشيتدبرس إن الاجتماع بين صالح وفايرستاين تم بعد فترة وجيزة من تصريح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حول عدم التزام صالح بتعهده بمغادرة اليمن للسماح للانتخابات بإنهاء فترة حكمه التي استمرت أكثر من ثلاثة عقود. رئيس "مراوغ" وقالت أسوشيتدبرس إن علي صالح ليس أمامه خيارات كثيرة، الأمر الذي يقيد واشنطن في محاولتها العثور على دولة ترغب في استضافة رئيس "مراوغ" متهم بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان طوال عام كامل من النزاع الداخلي. وأضافت أن منح الولاياتالمتحدة حق اللجوء السياسي لصالح أو الظهور بأنها تعامله معاملة تفضيلية، وهي الإدارة التي ظلت تنادي بالتغيير السلمي والديمقراطي، لن يجد الترحيب من القوى السياسية اليمنية التي ستشارك في حكومات قادمة، كما أنه سيثير غضب الناس في الدول العربية الذين يناضلون للتخلص من الحكام الفاسدين المتسلطين. ويحاول بيرنان والمسؤولون الآخرون العثور على طرق لإبعاد صالح من اليمن في أسرع وقت ممكن حتى تتمكن النخبة السياسية اليمنية من العودة إلى العمل من أجل مكافحة الإرهاب بدلا من محاربة بعضهم بعضا. يُذكر أن تنظيم القاعدة الموجود باليمن استولى الأسبوع الماضي على مدينة رداع التي تبعد 160 كلم جنوبصنعاء. وبدون إنهاء فراغ السلطة في اليمن يخشى المسؤولون الأميركيون من أن تستطيع القاعدة في جزيرة العرب الحصول على تبرعات مالية والنجاح في تجنيد الشباب الأمر الذي يزيد من احتمالات حدوث هجوم عالمي جديد من قبل القاعدة. يُشار إلى أنه بموجب اتفاق انتقال السلطة الذي توسطت فيه دول الخليج بدعم من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة سيتنحى صالح وستجرى انتخابات لاختيار خليفة له الشهر القادم. ونائبه القائم بأعماله عبد ربه منصور هادي هو المرشح الوحيد البارز لتلك الانتخابات. مناقشة الحصانة وتعد حصانة صالح من المحاكمة بندا أساسيا في الاتفاق ومن المقرر أن يناقش البرلمان اليمني مسودة قانون الحصانة اليوم السبت. وكان أنصار الثورة قد احتشدوا في أكثر من ثلاثين ساحة في المحافظات اليمنية في جمعة شعارها "بعزيمة الثوار نواصل المشوار"، للتنديد بقانون منح الحصانة لصالح ومساعديه. ردد المحتشدون شعارات ضد منح صالح حصانة من الملاحقات القضائية وطالبوا بمحاكمته وأعوانه وتعهدوا بمواصلة نضالهم السلمي. وكانت توكل كرمان اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام قد قالت في مقابلة بعد عودتها إلى بلادها الخميس الماضي إنه يجب منع صالح والدائرة المقربة منه من السلطة إلى الأبد حتى تكون هناك فرصة لاستعادة استقرار البلاد. وأوضحت أن هذه الحصانة المنتظر أن تمنحها الحكومة الانتقالية لصالح ورجاله للمساعدة في إزاحته من السلطة يجب أن تكون مصحوبة بمنعهم من شغل مناصب رسمية. اخبارية نت / الجزيرة نت