أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالعقوبات الجديدة التي أعلنها الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين على إيران بسبب برنامجها النووي، في وقت أبدت روسيا تحفظا على تلك العقوبات، واعتبرت بريطانيا أن الفرصة لا تزال متاحة أمام طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات. وأشار أوباما في بيان له إلى أن العقوبات الجديدة جاءت "بسبب الفشل المستمر للنظام (الإيراني) في احترام التزاماته الدولية المتعلقة ببرنامجه النووي". واعتبر أن قرار دول الاتحاد الأوروبي فرض حظر نفطي تدريجي غير مسبوق على إيران يدل "مرة أخرى على وحدة المجتمع الدولي في وجه التهديد الخطير الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني"، ووعد بأن بلاده "ستواصل فرض عقوبات جديدة لزيادة الضغوط على إيران". وأشار في هذا السياق إلى العقوبات التي فرضت على "بنك تجارت" الإيراني المملوك للدولة الذي أضيف أمس إلى اللائحة السوداء الأميركية للشركات التي شملتها العقوبات بسبب دعمها للبرنامج النووي الإيراني. وعقب تبني الاتحاد الأوروبي للعقوبات طلبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من إيران "التعليق الفوري" لبرنامجها النووي، بحسب بيان مشترك نشرته الرئاسة الفرنسية. وحمل البيان مطالبة لإيران بتبديد شكوك الغربيين والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشتبه في أن طهران تسعى إلى امتلاك القنبلة الذرية تحت غطاء أنشطة مدنية. فرصة لإيران من ناحيته قال وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني أليستر بيرت إنه لا يزال أمام إيران فرصة للعودة إلى طاولة المفاوضات حول ملفها النووي وإن العقوبات الجديدة هدفها تحقيق ذلك. وأوضح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن "هذه العقوبات غير المسبوقة ستشل تدريجيا النشاط الاقتصادي لإيران وتحرم البلاد من قسم من مواردها". وبالرغم من ارتفاع أسعار النفط عقب الإعلان عن العقوبات، فإن جوبيه اعتبر أن آثار الحظر على الأسعار ستكون "شبه معدومة" لأن دولا أخرى منتجة أعربت عن استعدادها لتعويض النقص في الإنتاج. وبدوره أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن العقوبات "خطوة في الطريق الصحيح"، وذكر أمام الهيئة البرلمانية لحزب الليكود أن من الضروري فرض ضغط قوي وسريع على إيرن، ودعا إلى تقييم العقوبات على أسس النتائج. تنديد روسي في المقابل ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ب"العقوبات الأحادية الجانب" ضد إيران. واعتبر أنها "لا تدفع الأمور قدما". وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنه "من الواضح أن ما يحدث هو ضغط صريح ومحاولة لمعاقبة إيران على سلوكها العنيد"، واعتبرت ذلك "نهجا مخطئا للغاية"، لأن إيران "لن توافق في ظل مثل هذا الضغط على تقديم أي تنازلات أو إدخال أي تعديلات على سياستها". وكانت إيران قد نددت بالعقوبات الجديدة، واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن القرار الأوروبي "غير منصف ومآله الفشل" . وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون آسيا عباس عراقجي إن "لغة الضغوط والتهديد لن تثني الشعب الإيراني عن مواصلة مسيرته وستجعله أكثر عزما وثباتا". ووافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس على حظر استيراد النفط الإيراني، ونص القرار على أن الحظر سيفرض تدريجيا بحيث يحظر على الفور على الدول الأعضاء توقيع أي عقود إمدادات جديدة على أن يتم إنهاء العقود القائمة بحلول الفاتح من يوليو/تموز القادم. وتبيع إيران نحو عشرين بالمائة من نفطها لدول الاتحاد الأوروبي وخصوصا اليونان وإيطاليا وإسبانيا. أما القسم الأكبر من صادراتها فيرسل إلى آسيا، لذلك يسعى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشكل مواز إلى إقناع الدول الآسيوية مثل الهند بالحد من وارداتها من النفط الإيراني. اخبارية نت / الجزيرة نت