بدأ الفلسطينيون اليوم الأحد سلسلة اجتماعات لبحث طبيعة التحرك المقبل بعد توقف المحادثات التي جرت مع إسرائيل هذا الشهر برعاية أردنية، في حين تم الكشف عن اتصالات تجرى لترتيب موعد لعقد اجتماع بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل من أجل بحث خيارات المرحلة المقبلة. وتعقد اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) اجتماعا برئاسة محمود عباس على أن يعقد اجتماع مماثل للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينيةغدا الاثنين، من أجل الاستماع إلى تقرير عن سير لقاءات عمان، على أن تقدم لجنة سياسية مشكلة من أعضاء في اللجنتين تقريرا عن تصورات تم بحثها للخيارات المتاحة. وعقد مفاوضون فلسطينيون وآخرون إسرائيليون ست جولات من المحادثات "الاستكشافية" برعاية أردنية منذ الثالث من الشهر الجاري كان آخرها الأربعاء الماضي انتهت دون تحقيق أي نتائج إيجابية، وفق ما أكده أحد المسؤولين الفلسطينيين. وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة واصل أبو يوسف إن هناك إجماعا داخل القيادة الفلسطينية على رفض أي عودة للمفاوضات مع إسرائيل أو تمديد المحادثات الاستكشافية لأنه لم يتمخض عنها أي جديد في المواقف الإسرائيلية. وأوضح أبو يوسف أنه ستجري مناقشة جدية وتقييم لقاءات عمان التي قال إن محصلتها صفر وإنها أفادت الاحتلال الإسرائيلي بعد أن أوهم المجتمع الدولي بأنه يفتح مسارا سياسيا وأنه حريص عليه. وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية ستحدد طبيعة خياراتها المقبلة تمهيدا لنقلها إلى اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية المقرر في الرابع من الشهر المقبل، وشدد على أنه لن يتم القبول بأي مقترحات من اللجنة الرباعية الدولية بتمديد محادثات عمان من دون استجابة للمطالب الفلسطينية بوقف البناء الاستيطاني والالتزام بحل الدولتين وفق الحدود المحتلة عام 1967 وإطلاق إسرائيل سراح كبار وقدامى المعتقلين لديها. خيارات وهدد الفلسطينيون مرارا بانتهاج خيارات بديلة بعد هذا الموعد، ترتكز على تفعيل طلب العضوية الفلسطيني لدى مجلس الأمن الدولي وباقي المؤسسات الأممية الأخرى، وتفعيل "المقاومة الشعبية" السلمية لمناهضة الاستيطان إلى جانب تحقيق المصالحة الوطنية. كما تشمل الخيارات دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند (الاتحاد من أجل السلام) إلى عقد مؤتمر يبحث الانتهاكات الإسرائيلية واتخاذ قرارات ملزمة بوقفها وبينها إمكانية إرسال قوات دولية إلى الأراضي الفلسطينية، إلى جانب إمكانية دعوة أطراف الدول السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة إلى الاجتماع، ووضع مشروع قرار فوري حول الاستيطان في مجلس الأمن ودعوة إسرائيل إلى وقفه. واتهم عباس أمس السبت إسرائيل بإفشال اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية التي جرت في عمان، قائلا إن تعنت الجانب الإسرائيلي ورفضه تقديم تصورات واضحة لقضيتي الحدود والأمن كما طلبته اللجنة الرباعية الدولية سد الطريق أمام استمرار الجولات الاستكشافية. وجاءت لقاءات عمان لإنقاذ المهلة التي حددتها اللجنة الرباعية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي طلبت من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تسليمها تصوراتهما حول الحدود والأمن في موعد ينتهي في 26/1/2012. عباس ومشعل ومن جهة أخرى، كشف مصدر مسؤول في حركة فتح أن اتصالات تجرى مع حركة حماس لترتيب موعد لعقد اجتماع بين الرئيس عباس وخالد مشعل من أجل بحث خيارات المرحلة المقبلة. وأضاف المصدر للوكالة الألمانية أن الاجتماع سيبحث سبل المضي في تحقيق اتفاق المصالحة خاصة تشكيل حكومة التوافق التي تم الاتفاق على إرجائها إلى ما بعد 26 يناير/ كانون الثاني الجاري. وكان الاجتماع بين الرجلين مقررا يوم الأربعاء المقبل، لكنه أرجئ إلى وقت لاحق بسبب انشغال عباس بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للأراضي الفلسطينية هذا الأسبوع، وزيارة مشعل لعمان التي بدأت اليوم. اخبارية نت / الجزيرة نت