شددت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على ضرورة وقف الاستيطان واعتماد حدود العام 1967 كشرط أساسي لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، بينما اعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الأحد في عمّان أنه لا بديل عن العودة إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى حل الدولتين. وقال الناطق باسم حركة فتح نبيل أبو ردينة -عقب اجتماع اللجنة أمس الأحد- إنهم بصدد تقييم لقاءات عمّان الاستكشافية، واستعراض ما سيتم طرحه على لجنة المتابعة العربية لاتخاذ التوصيات والقرارات اللازمة. وكان مسؤول فلسطيني قد صرح لوكالة الصحافة الفرنسية بأن إسرائيل قدمت خلال المفاوضات الاستكشافية التي عقدت في عمان مشروعا لرسم حدود دولة فلسطينية "من المستحيل" قبوله. وأوضح أبو ردينة أن اللجنة المركزية موقفها ثابت "بوجوب وقف الاستيطان وقبول مبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967 من أجل العودة إلى المفاوضات المباشرة"، وألمح إلى ضرورة "استشارة الأشقاء العرب والأصدقاء الدوليين قبل العودة إلى اجتماعات اللجنة المركزية ومن ثم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لاتخاذ قرار بشأن خطة التحرك المستقبلية". بدوره شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بداية الاجتماع على ضرورة تقييم اللقاءات الاستكشافية التي جرت بحضور اللجنة الرباعية أولا ثم بحضور ورعاية من الأردن. وأضاف عباس "سنُطلع المركزية كذلك أننا سنذهب إلى لجنة المتابعة العربية لاتخاذ القرار الذي يمكن اتخاذه بهذا الشأن بعد أن حصل ما حصل في اللقاءات الاستكشافية التي قمنا بها مؤخرا". وجاء اجتماع مركزية فتح استباقا لاجتماع لجنة المتابعة العربية الذي سينعقد بالقاهرة في الرابع من الشهر المقبل لمناقشة وتقييم لقاءات عمّان، حيث يسعى الفلسطينيون إلى توحيد الموقف الفلسطيني والعربي حول مطالبهم بضرورة أن توقف إسرائيل الاستيطان قبل استئناف المفاوضات. تشاؤم إسرائيلي في المقابل أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تشاؤمه بشأن مستقبل المباحثات المباشرة مع الفلسطينيين، وأبلغ مجلس وزرائه أمس الأحد "بأن البوادر ليست طيبة على وجه الخصوص". ووجه نتنياهو اللوم إلى الفلسطينيين واتهمهم بأنهم "حتى هذه اللحظة رفضوا حتى مناقشة المتطلبات الأمنية لإسرائيل". وعقبت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها الأحد على المواقف التي طرحها نتنياهو الأسبوع الماضي أمام الفلسطينيين بواسطة مبعوثه مولخو في محادثات الأردن واعتبرتها محاولة مكشوفة لتمهيد الأرضية لإلقاء مسؤولية الفشل ونتائجه على الجانب الفلسطيني. ورجحت الصحيفة الإسرائيلية أن نتنياهو يعلم أن رفضه طرح خريطة تستند إلى حدود 4 يونيو/حزيران 1967 وإلى اقتراح واقعي لتبادل الأراضي، هو وصفة لاستمرار الجمود في المفاوضات. حل الدولتين وفي سياق مواز قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله إن المفاوضات هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل الدولتين. وأكد فيسترفيله خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمان، أن بلاده تدعم الجهود الأردنية بقيادة الملك عبدالله الثانيلتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، لاسيما المبادرة الأردنية الساعية لإحياء المفاوضات الجادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. من جهته، أكد جودة حرص الأردن على بذل كل الجهود اللازمة والممكنة من أجل محاولة إعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى مفاوضات مباشرة تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون عاصمتها القدس الشرقية. وتأتي زيارة فيسترفيله للأردن في إطار جولته بالمنطقة التي تشمل مصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية يذكر أن الأردن رعى اجتماعات استكشافية في إطار محاولة من جانب اللجنة الرباعية الدولية لإعادة تحريك محادثات السلام المباشرة المتوقفة منذ أواخر سبتمبر/أيلول 2010. وقد قدمت إسرائيل في لقاءات عمّان وثيقة من 21 نقطة رفضها عباس قائلا إنها لا قيمة لها. وتقول إسرائيل والسلطة إن لقاءات عمّان لا ترقى إلى استئناف المفاوضات التي انهارت بسبب تمسك إسرائيل بمواصلة الاستيطان. اخبارية نت / الجزيرة نت