فشلت المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية التي عقدت الليلة الماضية في العاصمة الاردنية عمان في إحراز أي تقدم باتجاه استئناف المفاوضات، بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان. وأكد مسؤول فلسطيني طلب عدم الكشف عن اسمه أن الاجتماع السادس والأخير بين الجانبين الذي عقد مساء أمس في العاصمة الاردنية انتهى دون تحقيق أي نتائج إيجابية. وأضاف أن الاجتماعات انتهت ولن تكون هناك أي "اجتماعات استكشافية" أخرى مع الجانب الإسرائيلي. وتابع قائلا إن مرحلة تقييم ما جرى انطلقت الآن، وسيكون هناك "تنسيق تام مع الأشقاء العرب ومع لجنة المتابعة العربية وستكون هناك اجتماعات للقيادة الفلسطينية واتصالات مع أعضاء الرباعية والمجتمع الدولي لوضعهم في صورة ما تم". وقال المسؤول أنه بدلا من تحقيق تقدم، صعدت إسرائيل مواقفها وإجراءاتها الاستيطانية في هذه الاجتماعات من مواصلة الاستيطان والاعتقالات والاقتحامات، وقامت بكل ما بوسعها لتدمير فرص إحياء مفاوضات جادة وحقيقية على أساس حل الدولتين على حدود عام 1967. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال بعد اجتماعه مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني" إن الحكومة الإسرائيلية لا تزال ترفض الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية، ونحن لا مانع لدينا من العودة للمفاوضات في حال الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية". واضاف" بعد انتهاء اللقاءات الاستكشافية ستكون مرحلة تقييم ولدينا تشاور مع الملك عبد الله الثاني، ولدينا لقاء مع لجنة المتابعة العربية في الرابع من الشهر المقبل وهناك يؤخذ القرار". وسيكون هذا الموضوع في صلب اجتماع لجنة منظمة التحرير الفلسطينية المقرر ان ينعقد في القاهرة في الثاني من شهر فبراير ، حيث تشارك جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس والجهاد الاسلامي، في هذا الاجتماع. وتضغط الولاياتالمتحدة باتجاه مواصلة هذه اللقاءات دون ان تطالب الحكومة الاسرائيلية بأي خطوات وبالمقابل فان الاتحاد الاوروبي يطالب باستمرار هذه اللقاءات ولكنه يطالب الحكومة الاسرائيلية بوقف الاستيطان وتنفيذ خطوات "بناء ثقة" تجاه السلطة الفلسطينية. ووصف مسؤولة السياسة والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون المحادثات التي جرت بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأنها تشكل "فرصة هامة" لتحريك عملية السلام المتعثرة بين الطرفين. وأعلن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن اللقاءات الاستكشافية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستتوقف الأسبوع المقبل لفتح المجال لمرحلة تقييم النتائج التي تحققت منذ انطلاقها بعمان مطلع الشهر الجاري وكيفية الانتقال إلى المرحلة المقبلة". وقال جودة في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الاردنية الرسمية أن "هذه الاجتماعات، ومع تباين المواقف، اتسمت بالوضوح والصراحة والجدية"، مضيفاً: "إننا الآن في مرحلة تقييم نتائج هذا الجهد بالتشاور في الايام المقبلة مع الأطراف المعنية والرباعية الدولية ولجنة المبادرة العربية للسلام". وأكد جودة أن الاجتماعات التي عقدت في عمان مؤخراً جاءت "إنطلاقاً من قناعتنا المشتركة بأن الجمود يعود بأثر سلبي، وأن المفاوضات هي السبيل الامثل للوصول إلى الهدف المنشود الذي نسعى اليه جميعاً وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني استناداً إلى الشرعية الدولية والمرجعيات المتفق عليها ومبادرة السلام العربية وبيان اللجنة الرباعية الدولية في 23 سبتمبر الماضي". وشدد جودة على "استمرار الاردن بإجراء الاتصالات والاجتماعات وبذل كل الجهود للوصول إلى تقييم شامل حول آلية الاستمرار بهذه المفاوضات وكيفية التحرك بالمرحلة المقبلة". وأكد جودة أن الاجتماعات اتسمت بالصراحة والوضوح والموضوعية والجدية اللازمة على الرغم من تباين مواقف الطرفين حيال المواضيع التي تم مناقشتها. وقال إن الجهد الأردني جاء لكسر الجمود في عملية السلام منذ اكثر من عام ونصف العام، مشددا على أن الجمود في عملية السلام أمر مقلق ويعود بأثر سلبي على الجميع وأن المفاوضات هي السبيل الامثل للوصول الى الهدف المنشود المتمثل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات سيادة على الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 . وتابع ان هذا الجهد الاستكشافي يهدف الى الانتقال الى مفاوضات جادة ومباشرة تعالج كافة قضايا الوضع النهائي "الامن والحدود واللاجئين والقدس " والتي تشكل مصلحة عليا للامن الوطني الأردني وان حل القضية الفلسطينية هو مفتاح لحل جميع القضايا الاقليمية في المنطقة . وأشار إلى أن القضية الفلسطينية كانت حاضرة بقوة خلال زيارة العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الأخيرة الى الولاياتالمتحدةالامريكية ، حيث تم التأكيد على ضرورة عدم تجاهلها ووضعها على رأس سلم الاولويات خاصة أن الحل القضية الفلسطينية يشكل مصلحة للمجتمع الدولي الذي يؤيد حل الدولتين لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة . وقال مسؤول فلسطيني ، " منذ البداية لم يساورنا اي شك او اوهام بشأن هذه الاجتماعات ومع ذلك فقد استجبنا للمبادرة الاردنية الكريمة والحريصة وايضا من اجل كشف الوجه الحقيقي للاسرائيليين امام العالم وكي لا يوجه لنا احد اللوم او يتهمنا بإضاعة فرص غير قائمة اصلا". ودعا المسؤول المجتمع الدولي لتوجيه اللوم الى الجانب الاسرائيلي على اخفاق المساعي التي بذلت على مدار 3 اشهر ماضية في محاولة لاعادة اطلاق المفاوضات وقال"الحكومة الاسرائيلية لم تقدم موقفها من مسألتي الحدود والامن وفي ذات الوقت فقد صعدت من خطواتها الاستيطانية على الارض". من جانبها قالت مصادر مطلعة في منظمة التعاون الإسلامي ان الرئيس محمود عباس ابلغ الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلى، "أن الفلسطينيين يعتبرون موعد 26 يناير الجاري يوما حاسما، سيقومون بعده بتقييم خياراتهم ودراستها على المستوى الداخلي، ومع لجنة المتابعة العربية، التي من المرتقب أن تنعقد في الرابع من شباط المقبل". وكان الرئيس عباس، قد استقبل إحسان أوغلى في مقر إقامته في العاصمة الأردنية، عمّان الثلاثاء. واضافت المصادر " إن الجانبين بحثا ضرورة استمرار العمل مع الدول الأعضاء بالمنظمة، لضمان تأييدها لصالح القرارات المتعلقة بفلسطين في جميع المحافل الدولية، بما في ذلك عضوية فلسطين في الأممالمتحدة"واضافت" وكشف الرئيس عباس خلال اللقاء عن أن الجولة أثمرت عن قيام عدة دول من بينها ألمانيا بمطالبة الحكومة الإسرائيلية، بوقف الاستيطان، والالتزام بمتطلبات عملية السلام". وذكرت ان الرئيس محمود عباس واوغلي "اتفقا على استمرار حشد الدعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة".