طالب متظاهرون موريتانيون حكومة بلادهم بالإغلاق الفوري للسفارتين السورية والروسية في البلاد وقطع كل أشكال العلاقات الدبلوماسية مع البلدين، احتجاجا على "المجازر التي يرتكبها نظام الرئيس بشار الأسد ضد مواطنيه العزل "بدعم وحماية من روسيا". ونظم المتظاهرون وقفة في العاصمة نواكشوط بعد صلاة الجمعة تنديدا بمجزرة الحولة التي راح ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء والعجزة، واعتبروا أن تلك المجزرة تمثل أبرز مثال على حجم الجرائم التي ينتهكها النظام السوري بحق مواطنيه. وردد المحتجون شعارات مناوئة للنظامين السوري والروسي، معتبرين أنه لولا الحماية التي يوفرها الروس والصينيون لنظام الأسد لما استطاع الإفلات من العقاب، ولما تمكن من البقاء في السلطة "يقتل شعبه بدم بارد". رفع الحماية وقال لمرابط ولد الحاج -وهو أحد المتحدثين في المظاهرة- إن "على روسيا أن تغير مواقفها الحالية مما يجري في سوريا، إذا كانت راغبة في استمرار علاقاتها مع العرب والمسلمين الذين لم يعودوا يقبلون التعامل مع قضاياهم بمنطق الانحياز إلى الحكام الظالمين". وأضاف أن "الشعب السوري الذي استمر لأكثر من عام يدفع الثمن غاليا من دمه وعرضه بشكل يومي، قادر على إزاحة نظام بشار عن كاهله إذا رفعت عنه الحماية الدولية والإقليمية". وطالب ولد الحاج حلف شمال الأطلسي بالتدخل عسكريا على غرار ما فعل في ليبيا، مبديا تخوفه من أن يكون الحلف ما زال يتعامل بازدواجية مع قضايا المسلمين، و"إلا فما معنى التجاهل الذي يواجه به الحلف ما يتعرض له السوريون منذ أزيد من عام من تقتيل وتشريد، في حين سارع وبشكل مبكر إلى التدخل العسكري في ليبيا". وقال متحدث آخر هو الحضرامي ولد أحمد الطلبة إن السلطات الموريتانية سبق أن قطعت العلاقات مع إسرائيل وطردت سفيرها في نواكشوط بسبب ما يقوم به الاحتلال من تقتيل وتشريد للفلسطينيين، واليوم فإن النظام السوري يقوم بالفعل ذاته ويقتل بشكل شبه يومي عشرات المواطنين السوريين وهو، ما يدعوا لمعاملته بنفس المعاملة قطعا للعلاقات الدبلوماسية معه، وطردا لدبلوماسييه المقيمين في موريتانيا. تحرك فوري من جهته طالب مفتى موريتانيا وإمام مسجدها الجامع أحمدو ولد لمرابط في خطبة الجمعة، المسلمين جميعا بالتحرك الفوري لنصرة إخوتهم المستضعفين في سوريا كل حسب طاقته وجهده، وقال إن ما أقدم عليه نظام بشار الأسد من قتل لعشرات الأطفال والنساء والعجزة في مجزرة الحولة أمر تنفطر له القلوب، ولا يمكن قبوله أو السكوت عنه. وذكر ولد لمرابط أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مطالب هو الآخر بالتحرك وبتحمل المسؤولية تجاه الدم المنسفك على الأرض السورية، وذلك من خلال القنوات الرسمية العربية والإسلامية مثل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. ونظمت في موريتانيا الكثير من الوقفات والمظاهرات التضامنية مع الشعب السوري ومع الثورة السورية في وجه القمع الذي تتعرض له من قبل النظام السوري المدعوم من قبل إيران، وفق ما يقوله نشطاء الثورة السورية.