عقد العديد من الشخصيات والهيئات الاقتصادية والاجتماعية في مدينة طرابلس شمالي لبنان اجتماعا للتشاور بهدف معالجة أسباب تجدد الاشتباكات في المدينة، بالتزامن مع الإعلان عن إضراب عام اليوم الاثنين احتجاجا وحدادا على الاشتباكات الأخيرة. وكانت اشتباكات عنيفة وقعت ليل السبت الماضي بين مؤيدين ومعارضين للنظام السوري ضمن نطاق منطقتي جبل محسن وباب التبانة في المدينة، مما أسفر عن سقوط 12 قتيلا وأكثر من خمسين جريحا. المجتمعون طالبوا بعدم الاكتفاء بإصدار البيانات (الجزيرة نت) صندوق بريد وعقب الاجتماع، قال رئيس بلدية طرابلس نادر غزال إن جولة العنف الأخيرة التي اجتاحت الأحياء الشمالية الشرقية للمدينة نجمت عنها خسائر بشرية ومادية ومعنوية جسيمة، فضلا عن التدهور الاقتصادي والإنمائي والاجتماعي في المدينة برمتها. وصدر عن الاجتماع بيان -حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- اتهم جهات لم يسمها باستمرار استخدام طرابلس "كصندوق بريد"، مطالبا كافة الجهات "برفع الغبن عن المدينة والكف عن إصدار البيانات التي لم تعد تجدي نفعا". ودعا المجتمعون في البيان إلى اعتصام في "ساحة التل" مساء الخميس المقبل، للتعبير عن الاستياء العارم الذي يلف كافة أحياء مدينة طرابلس جراء الأحداث التي تعصف بها وتأتي على كل إمكانية لتحسين أوضاعها المعيشية، حسب قولهم. كما اتفق المجتمعون على دعوة العديد من الشخصيات والفعاليات والهيئات لمتابعة كافة شؤون المدينة، مطالبين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالدعوة إلى جلسة طارئة لمجلس الوزراء تعقد في طرابلس لبحث الوضع الأمني ووضع خطة تنموية تبدأ من الأحياء الأكثر فقرا. مصارحة ومصالحة وفي السياق نفسه، دعا البيان للعمل فورا على تنظيم لقاء "مصارحة ومصالحة" بين الفعاليات في أحياء باب التبانة وجبل محسن والقبة، والتأكيد على تثبيت السلم الأهلي، وإطلاق يد الجيش والقوى الأمنية الرسمية لوضع حد للاقتتال. كما ناشد المجتمعون كافة القوى السياسية للالتزام بما أعلنوه عن رفع الغطاء السياسي عن المسلحين، ووقف كل أشكال المساعدات المالية وغير المالية التي تقدم لهم في كافة أحياء المدينة. شندب: الاجتماع مهم وأتوقع أن نلمس نتائجه على الأرض (الجزيرة نت) ومن جهته، رأى المحامي والمحلل السياسي طارق شندب في الاجتماع فرصة لإنهاء حالة التوتر المتفاقمة في المدينة، ولضمان مشاركة جميع الفئات في إيجاد حل للأزمة. واعتبر شندب في حديث للجزيرة نت أن المجتمعين أرادوا إرسال رسالة للجميع بأن الكل معنيون بلعب دور في إنهاء الحالة القائمة بعد إدراكهم عدم جدوى التمترس خلف لغة البيان والشجب فقط دون فعل على الأرض. وأضاف أن هذا الاجتماع مهم جدا لما سيتمخض عنه من أفعال على الأرض "لأننا نتحدث عن نخبة المدينة التي تعرف أمورها، وخصوصا بعد قرار رفع اليد عن المسلحين ومموليهم". يذكر أن الاجتماع ضم قطاعات غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، والاتحاد العمالي العام في الشمال، وكلا من نقابات موظفي المصارف والأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة، إلى جانب العديد من مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية. اخبارية نت – الجزيرة نت