أعلنت وزارة الدفاع اليمنية استعادة السيطرة صباح اليوم على مدينة جعار بمحافظة أبين جنوبي البلاد المعقل الرئيسي لجماعة أنصار الشريعة الموالية لتنظيم القاعدة. وجاء دخول الجيش ومقاتلي اللجان الشعبية المساندة له المدينة بعد قتال شرس أوقع عشرات القتلى من الجانبين وفر المئات من عناصر القاعدة إلى مدينة شقرة الساحلية. وقالت وزارة الدفاع اليمنية في موقعها على الإنترنت إن قوات من الجيش اليمني ومقاتلي اللجان الشعبية، المساندة له تمكنوا من الدخول إلى جعار بعد نحو عام من سيطرة القاعدة عليها. وأشار مدير مكتب الجزيرة في صنعاء سعيد ثابت نقلا عن مصدر عسكري في جنوبي اليمن إلى قيام القوات المسلحة ومقاتلي اللجان الشعبية بعملية تمشيط في جعار لمطاردة بقية العناصر المسلحة وبسط السيطرة الكاملة على المدينة. وأوضح أن السيطرة على جعار جاءت بعد يوم من سيطرة القوات اليمنية على مدينة شقرة الإستراتيجية التي كانت بمثابة مركز إمداد وتموين لعناصر القاعدة في جعار، مشيرا إلى أن اللواء 119 يمشط أيضا مدينة زنجبار ويطارد عناصر القاعدة الذين فروا إما إلى المناطق الجبلية البعيدة أو عبر البحر. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن البحرية اليمنية أغرقت عشرة قوارب، كان على متنها عناصر من تنظيم القاعدة، أثناء هروبهم من مدينة جعار. في حين قالت مصادر محلية إن الكثير من المسلحين فروا من المدينة في العملية التي أطلق عليها الجيش "عملية السيوف الذهبية". ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول عسكري يمني أمس الاثنين مقتل 44 من الجانبين بينهم 28 من عناصر القاعدة في معارك جعار. وبدأ دخول الجيش اليمني وقوات اللجان الشعبية إلى جعار بعيد منتصف الليلة الماضية والسيطرة على العديد من الأحياء السكنية وسط المدينة عقب معارك استمرت حتى فجر اليوم تعد الأعنف مع عناصر تنظيم القاعدة أدت إلى مقتل العشرات منهم وفرار المئات وفق ما نقلت وكالة يونايتد برس إنترناشونال عن مصدر أمني يمني. وأشار شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن عناصر تنظيم القاعدة شوهدوا يغادرون جعار في مركبات باتجاه مدينة شقرة المجاورة. كما ذكر الشهود أن عناصر القاعدة وزعوا منشورات في جعار اعتذروا فيها من السكان بسبب إدخال المدينة في القتال مع الجيش مما أسفر عن أضرار بالغة. وكانت وزارة الدفاع اليمنية أعلنت أمس الاثنين أن الجيش حقق تقدما نوعيا كبيرا عقب تمكنه من بسط السيطرة على مناطق الحصن والروة وباتيس القريبة من جعار بعد معارك مع عناصر القاعدة. وسبق لتنظيم القاعدة السيطرة على ثلاث مدن بمحافظة أبين منذ مايو/أيار 2011 مستغلا موجة احتجاجات تطالب بإسقاط نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح. ويشن الجيش اليمني منذ 12 مايو/أيار الماضي حملة عسكرية ضخمة يشارك فيها 25 ألف جندي هدفها استعادة المناطق والمدن والبلدات لتي سيطر عليها تنظيم القاعدة في أبين وسقط خلالها مئات القتلى والجرحى من الجانبين. ومنذ بدء الهجوم قتل 485 شخصا طبقا لإحصاءات وكالة الصحافة الفرنسية المستمدة من مصادر مختلفة. ومن بين هؤلاء 368 من مقاتلي القاعدة و72 جنديا و26 مسلحا تابعين للجيش و19 مدنيا. اخبارية نت – الجزيرة نت