سيطر الجيش اليمني الثلاثاء على مدينة جعار الجنوبية بعد انسحاب مسلحي "القاعدة" منها تحت وطأة المعارك، بحسب ما اعلنت مصادر رسمية، فيما افاد شهود ان" السكان يحتفلون بخروج المتطرفين من مدينتهم بعد اكثر من سنة". واعلن قائد عسكري يمني الثلاثاء السيطرة الكاملة على زنجبار عاصمة محافظة ابينالجنوبية وفرار عناصر "القاعدة" منها بعدما سيطروا عليها منذ نهاية ايار (مايو) 2011. وقال قائد اللواء 25 ميكانيكي محمد الصوملي لوكالة "فرانس برس" ان "زنجبار حاليا يسيطر عليها الجيش وعناصر (القاعدة) فروا من المدينة بعد تضييق الخناق عليهم". ويأتي ذلك بعد ساعات من سيطرة الجيش على مدينة جعار المجاورة. وقال الصوملي ان انسحاب القاعدة اتى "بعد اشتداد المعارك في المدن الثلاث التي كانت تحت سيطرة القاعدة في ابين"، وهي زنجبار وجعار وشقرة. واكد القائد العسكري الموجود في الميدان ان عناصر القاعدة "فروا وتركوا عبوات ناسفة والغاما". وشدد على ان "الجيش منتشر الآن في جميع احياء المدينة". واعلن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء الركن سالم علي قطن في بيان اصدره موقع وزارة الدفاع "26 سبتمبر" انه "بعد ملحمة بطولية واستبسال كبير، تمكن ابطال القوات المسلحة والامن واللجان الشعبية (التي تقاتل الى جانب الجيش) من السيطرة على مدينة جعار وتكبيد "عناصر الارهاب والشر ممن يسمون أنفسهم ب(أنصار الشريعة) وعناصر تنظيم (القاعدة) خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد". واكد مقتل 20 مسلحا من "القاعدة" وفرار العشرات، اضافة الى مقتل اربعة جنود، وذلك في المعارك للسيطرة على جعار التي كانت تعد من اهم معاقل "القاعدة" في جنوباليمن. كما اعلن قطن ان "القوات الحكومية تمكنت من فتح طريق عدنابين المغلق منذ اشهر"، مؤكدا ان "عمليات تمشيط ومطاردة تجري حاليا لتعقب فلول العناصر الارهابية التي فرت من جعار للقبض عليها وأحالتها لأجهزة العدالة". بدورهم، اكد شهود عيان ان مدرعات الجيش دخلت الى المدينة من الجهة الشمالية الغربية. وذكر سكان لوكالة "فرانس برس" ان "مئات من اهل جعار يحتفلون بخروج القاعدة من مدينتهم بعد سيطرة استمرت اكثر من سنة". واكد شاهد عيان لوكالة "فرانس برس" ان "عربات الجيش دخلت المدينة من الجهة الشمالية الغربية وبدأت المدرعات تتمركز داخل جعار". وياتي ذلك بعد ان شوهد مقاتلو "القاعدة" يغادرون المدينة باتجاه مدينة شقرة المجاورة التي يعتقد ان قياديين في التنظيم يتحصنون فيها. وقال سكان لوكالة "فرانس برس" ان "مركبات كانت تنقل مسلحين من (انصار الشريعة)، وهو الاسم الذي تتخذه (القاعدة) في جنوباليمن، مع اسلحتهم وقطع من الاثاث الى مدينة شقرة شرقا". من جهته، قال ضابط ميداني لوكالة "فرانس برس" ان "الجيش يتقدم بحذر شديد خوفا من عمليات قد ينفذها عناصر القاعدة". وقال الضابط: "دخلنا الاحياء الواقعة في شمال غرب المدينة ونحن مع اللجان الشعبية ولدينا معلومات مؤكدة ان القاعدة انسحبت نتيجة المعارك". واضاف: "نتعامل بحذر لان هؤلاء ارهابيون يمثلون خطرا على مستوى العالم". وتسيطر "القاعدة" على جعار منذ اكثر من سنة. وقال احد الشهود لوكالة "فرانس برس" ان "مسلحي القاعدة اخلوا المدينة بعد ان احتدم القتال مع الجيش". وبحسب الشهود، وزع عناصر "القاعدة" منشورات في جعار اعتذروا فيها من السكان بسبب ادخال المدينة في القتال مع الجيش ما اسفر عن اضرار بالغة. من جهة اخرى، اكد مصدر عسكري ان الجيش اليمني بات في وسط مدينة زنجبار وهو يواجه مقاومة من مقاتلي "القاعدة" الا انه يتوقع السيطرة على المدينة في غضون ساعات. وقال المصدر العسكري المنتمي الى اللواء 25 ميكا ان "الجيش دخل زنبجار وبات في وسط المدينة بعد ان كان متمركزا في اطرافها". وقال المصدر: "الان نحن متواجدون في مبنى المحافظة القديم والجديد والصالة الرياضية وبجوار منزل طارق الفضلي"، وهو زعيم قبلي محلي. واضاف: "نواجه مقاومة وتنفجر بين الحين والآن الغام مزروعة" مشيرا الى العثور على ست جثث لعناصر من "القاعدة" فضلا عن اصابة خمسة جنود بجروح جراء انفجار الغام. وتوقع المصدر "سقوط المدينة خلال الساعات المقبلة". بدوره، اكد مصدر في اللواء 119 المرابط في بلدة الكود التي تبعد خمسة كيلومترات جنوب زنبجار، "السيطرة الكاملة" على البلدة و"التقدم منها باتجاه زنجبار" التي سقطت بيد "القاعدة" في 29 ايار (مايو) 2011. واكد محافظ ابين جمال العاقل في تصريح نقله موقع وزارة الدفاع ان "الانتصارات تحققت بفضل تكاتف الجهود وتلاحمها ما بين دعم القوات المسلحة والأمن وجهود اللجان الشعبية والالتفاف الشعبي الكبير في ملاحقة ومقارعة فلول العناصر الإرهابية وتكبيدها الكثير من الخسائر في الأرواح والعتاد والذي اجبر تلك العناصر على التقهقر والانسحاب من مدينة جعار وجر ذيول الهزيمة والخيبة". واكد المحافظ "اننا ماضون في تطهير كامل محافظة أبين من تلك العناصر الإرهابية التي أقلقت الأمن والاستقرار والسكينة العامة وأفسدت الحرث والنسل في محافظة أبين". كما اشار الى "فرار ما بين 200 و300 ارهابي ممن يسمون أنفسهم بأنصار الشريعة وعناصر (القاعدة) بينهم قيادات خطيرة في التنظيم وأجانب من جنسيات مختلفة، من مدن جعار وزنجبار وشقرة ويجري حاليا تعقبهم للقبض عليهم". وكانت معارك قاسية دارت امس الاثنين في محيط جعار اسفرت عن سيطرة القوات الحكومية على مصنع للذخيرة كان مركزا للقاعدة على اطراف المدينة، كما افادت مصادر محلية وعسكرية. واكدت المصادر العسكرية ان الجيش "يضيق الخناق" على مقاتلي "القاعدة" ايضا في زنجبار، عاصمة ابين التي سقطت بيد "القاعدة" نهاية ايار (مايو) 2011، وكذلك في شقرة. وشنت القوات اليمنية حملة شاملة في 12 ايار (مايو) بهدف استعادة البلدات والمدن التي وقعت في ايدي القاعدة خلال العام الماضي. ومنذ بدء الهجوم قتل 515 اشخاص طبقا لاحصاءات وكالة فرانس برس المستمدة من مصادر مختلفة. ومن بين هؤلاء 394 من مقاتلي "القاعدة" و76 جنديا و26 مسلحا تابعين للجيش و19 مدنيا.