مع تأكيد طهران على أنها مجرد وهم أعلن المجلس الوطني السوري نيته إجراء محادثات حول تشكيل حكومة انتقالية، بالتزامن مع دعوته إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمنع ارتكاب مجازر بحق المدنيين. وفي الأثناء أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم من طهران أن بلاده ملتزمة بتطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي أنان، بينما أكد مضيفه وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن فكرة نقل السلطة في سوريا إلى نظام آخر هي "وهم". وقال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا إن المعارضة ستجري محادثات خلال أسابيع لتشكيل حكومة انتقالية لإدارة البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وإلى حين إجراء انتخابات ديمقراطية، مؤكدا ضرورة تشكيلها قبل سقوط النظام بوصفها البديل في المرحلة القادمة. وأضاف سيدا أن غالبية أعضاء الحكومة ستكون من المعارضة وأنها قد تضم بعض أعضاء حكومة الأسد الحالية "ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين ولم يشاركوا في قضايا الفساد الكبرى". وأشار إلى ضرورة مشاورة مختلف الفصائل مع "مراعاة شق الكفاءة بالدرجة الأولى"، ولم يستبعد أن يكون للعميد المنشق مناف طلاس دور في الحكومة، نافيا أن يكون طلاس رئيسا لها. من جهته، قال عضو المجلس الوطني خالد خوجه في إسطنبول إن من المنتظر عقد أول لقاء لمباحثات تشكيل الحكومة الثلاثاء المقبل في القاهرة. سيدا طالب بتسليح الجيش الحر لإيقاف دبابات وطائرات النظام (الجزيرة) نداء للتحرك وفي الأثناء حذر المجلس الوطني في نداء عاجل إلى المجتمع الدولي "من مجازر جماعية يخطط لها النظام على غرار مجازره في الحولة والقبير والتريمسة"، ودعا مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة لبحث الوضع في كل من حلب ودمشق وحمص واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية للمدنيين. كما حث المجلس "الدول الصديقة للشعب السوري على التحرك الجاد والفاعل من أجل فرض حظر لاستخدام الطيران من قبل النظام، وإقامة مناطق آمنة توفر الحماية لنحو مليوني نازح". وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، طالب سيدا بوجوب محاكمة الأسد، وجدد رفض المعارضة منح الأسد ملاذا آمنا قائلا إن التجربة اليمنية -التي قضت بمنح عفو للرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد تنحيه- لا يمكن أن تطبق على بلاده بسبب "المجازر التي يرتكبها نظام الأسد". ودعا سيدا إلى تسليح الجيش الحر لتمكين السوريين من الدفاع عن أنفسهم في مواجهة "آلة القتل" التابعة للأسد، وحمل الدول الشقيقة والصديقة مسؤولية ما يمكن أن يقع من مجازر في حلب إذا لم يتحركوا لمنعها، وأضاف أن عليهم العمل خارج مجلس الأمن كي لا يعرقله حق النقض (الفيتو). المعلم: الكون بأكمله يتآمر على سوريا (الأوروبية) مؤامرة ووهم من جهة أخرى، قال المعلم إن "مجموعات إرهابية مسلحة" خططت لمعركة سموها دمشق الكبرى، لكنهم اندحروا في أقل من أسبوع فانتقلوا إلى حلب، حسب قوله. وأضاف المعلم -في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي في طهران- أن بلاده تواجه "كونا بأكمله يتآمر على سوريا" وأن الشعب السوري سينتصر على هذه "المؤامرة". وأوضح وزير الخارجية السوري أن بلاده ملتزمة بتطبيق خطة أنان لوقف العنف، وأعرب عن اعتقاده بأن "أصحاب المؤامرة شرسون حتى لو انتهى وضع المواجهة واستتب الأمن"، لأن إسرائيل هي المحرك لها إلى جانب بعض الدول العربية في الخليج، حسب قوله. من جانبه، قال صالحي إن فكرة القيام بعملية نقل منظم للسلطة في سوريا هي "وهم"، ووصف الحديث عن احتمال تعرض سوريا لفراغ في السلطة وصعود حكومة أخرى بأنه تفكير "ساذج ومخطئ". وفي سياق الحديث عن الأسلحة الكيميائية، قال المعلم إن حكومة بلاده سبق لها أن طرحت على مجلس الأمن جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ولكن واشنطن عطلت الأمر خدمة لإسرائيل، مؤكدا أن دمشق ملتزمة بالمعاهدات الدولية الخاصة بهذا الأسلحة. العربي: ما يجري في حلب يرقى إلى جرائم حرب (الجزيرة-أرشيف) مواقف دولية وتزامنت هذه التصريحات مع وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ما يحدث في سوريا -لا سيما في حلب- بأنه يرقى إلى جرائم حرب. وأشار العربي إلى أن هناك جهودا تبذل لاستصدار قرار من الجمعية العمومية للأمم المتحدة "بثقل قانون وأخلاقي وسياسي" لحل الأزمة. وفي الفاتيكان، أطلق البابا بنديكت السادس عشر نداء من أجل وضع حد للعنف في سوريا، وطالب بأن يحظى اللاجئون السوريون بالإعانات الإنسانية اللازمة. وفي سياق ذي صلة، نقلت رويترز عن متحدث باسم وزارة الخارجية السعودية أن موقف بلاده هو إمداد الشعب السوري بالمساعدات المالية والإنسانية ودعوة المجتمع الدولي لتمكينهم من حماية أنفسهم، مشيرا إلى أن النظام السوري يستورد ويستخدم كل أنواع الأسلحة ليقمع شعبه. وكانت رويترز قد نقلت عن مصادر خليجية الجمعة أن السعودية وقطر وتركيا أقامت قاعدة في جنوبتركيا لمساعدة الجيش الحر في الاتصال والتسليح، لكن السلطات السعودية رفضت التعليق مباشرة على هذه الأنباء. اخبارية نت – الجزيرة نت