قال مسؤولون وخبراء أميركيون إن مخططين عسكريين أميركيين بدؤوا في وضع السيناريوهات المحتملة لتنفيذ مهمة لا سابق لها في سوريا، تتمثل في تأمين الأسلحة الكيميائية هناك في ضوء الاضطرابات التي يشهدها البلد. وفي حين كان التخطيط العسكري الأميركي يركز في السابق على البحث عن أسلحة الدمار الشامل في أيدي حكومة معادية، ينصبّ البحث الآن على احتمال وقوع المخزونات الكيميائية في أيدي "مجموعات" ناشطة أو "أفراد" يائسين من نظام مهدد. وبحسب تشارلز بلير -من اتحاد العلماء الأميركيين- فإن "هذه قضية جديدة تماما تاريخيا. لم يحدث أبدا في التاريخ أن دخلت دولة تملك أسلحة دمار شامل في حرب أهلية". واستنادا إلى التجربة الأميركية في العراق، حيث لم تتمكن واشنطن من ضمان أمن بعض مواقع الأسلحة التقليدية الحساسة بعد الاجتياح عام 2003، فإن موضوع الأسلحة غير التقليدية في سوريا يصبح أخطر، حيث "من الصعب الحصول على معلومات استخبارية وثيقة"، وفق تصريح بلير. وأوضح أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية سبق أن عثرت على متفجرات قوية وختمت الموقع في قاعدة كانت تابعة للنظام العراقي، لكن عدة أطنان من متفجرات "أتش أم أكس" فقدت. وتابع أنه "بالإضافة إلى ذلك فإن أكبر منشأة نووية تم نهبها" في التويثة بالعراق. وقال بلير إن "الأمر الوحيد الذي يمكن أن نكون متأكدين منه هو أنه ستحصل عدة مفاجآت غير سارة". وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد حذر من أن استخدام أسلحة كيميائية أو بيولوجية أو حتى نقلها قد يؤدي إلى تدخل عسكري أميركي. لكن الإدارة الأميركية تقول حاليا إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يحتفظ بالسيطرة على الترسانة الكيميائية، وإنه ليست هناك أي مؤشرات على أنه سيستخدم مثل هذه الأسلحة قريبا. وقال مسؤول كبير رفض الكشف عن اسمه "ليس لدينا اطلاع كامل على كل مواقع الأسلحة الكيميائية، لكن لدينا وسائل فعالة جدا في مراقبة مخزونات الأسلحة الكيميائية". وأضاف "في الوقت الراهن، يبدو أن النظام يسيطر على المواقع". قوات خاصة وأوضح أنه من المرجح أن تلعب قوات العمليات الخاصة الأميركية دورا أساسيا في أي خطة محتملة لضمان أمن الأسلحة الكيميائية، رغم أن الأمر قد يتطلب قوة تقليدية أكبر لتأمين القوة البشرية اللازمة من أجل حماية المواقع. وقال إنه "من المحتمل ألا يقتصر الأمر على القوات الخاصة، تبعا لما سيكون عليه الوضع". وتابع المسؤول نفسه أنه فيما تراقب الولاياتالمتحدة الترسانة الكيميائية بواسطة أقمار التجسس الاصطناعية، فإنه على المسؤولين أن يأخذوا في الاعتبار "ما إذا كان النظام ينوي استخدامها، وما إذا كانت سقطت في أيدي مجموعات أخرى، وما إذا كانت هناك ثغرة أمنية في محيط المواقع". ومخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية الذي يعود إلى السبعينيات يعتبر الأكبر في الشرق الأوسط، لكن حجمه غير معروف بحسب محللين. ويقول خبراء إن سوريا تملك مئات الأطنان من مختلف المكونات الكيميائية، بما فيها غاز السارين وفي أكس الأعصاب، وكذلك مواد مثل غاز الخردل، موزعة في حوالي 50 موقع تصنيع وتخزين. وأعلن النظام السوري الذي يواجه ثورة عارمة أنه قد يستخدم أسلحته الكيميائية إذا تعرض لهجوم خارجي، لكن ليس ضد شعبه، حسب الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي. وقالت المسؤولة السابقة في البنتاغون والمتعاونة مع مركز الأمن الأميركي الجديد ميليسا دالتون إن "الحد الذي يمكننا فيه استخدام شبكة المنشقين لتحديد ما تشكله هذه المخزونات" قد يشكل أفضل أمل لتأمين حماية للترسانة. وتتخوف ميليسا من أن النظام قد يعمد إلى نقل مخزونات الأسلحة الكيميائية إلى حليفه حزب الله اللبناني. وترى أن أي مهمة عسكرية لضمان أمن المواقع السورية الكيميائية ستكون على الأرجح عبر تحالف يشمل حلف شمال الأطلسي وإسرائيل ودولا عربية. اخبارية نت – الجزيرة نت