ساد هدوء حذر مناطق الكولا والقصقص والطريق الجديدة بالعاصمة بيروت التي شهدت ليلة أمس اشتباكات مسلحة، فيما فرض الجيش طوقا أمنيا حول مقر السراي الحكومي وسط بيروت بعد محاولة متظاهرين اقتحامه عقب تشييع جثمان رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن الذي اغتيل في تفجير سيارة مفخخة الجمعة. وأفاد مراسل الجزيرة بأن الهدوء عاد إلى هذه المناطق الواقعة بالضواحي الجنوبية لبيروت بعد أن دفع الجيش اللبناني بتعزيزات عسكرية لوقف الاشتباكات التي استخدم فيها مسلحون بنادق وقذائف صاروخية. وفي طرابلس أفاد مراسل الجزيرة بتجدد الاشتباكات في منطقة جبل محسن بالمدينة الواقعة شمال لبنان. محاولة اقتحام تأتي هذا التطورات بعد ساعات من فرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا حول مقر السراي الحكومي وسط بيروت، إثر محاولة متظاهرين اقتحامه عقب تشييع جثمان اللواء الحسن. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وأطلقت الرصاص في الهواء لتفريق المحتجين، وأشارت حصيلة أولية -وفق مراسل الجزيرة وشهود عيان- إلى جرح رجل أمن وإصابة اثنين من المحتجين بالإغماء نتيجة استنشاق الغاز المدمع. لكن مراسل الجزيرة أفاد لاحقا بعودة الهدوء لمحيط مقر الحكومة، وسط معلومات عن امتداد الاضطرابات إلى خارج العاصمة، حيث أفاد بقطع طريق الناعمة التي تصل بيروت بالجنوب، وقطع طريق صيدا. وسارعت قيادات المعارضة بدورها للتدخل، ومن بينهم زعيم تيار المستقبل سعد الحريري الذي طالب أنصار المعارضة بالانسحاب من أمام القصر الحكومي ومغادرة الشوارع. وقال الحريري في كلمة متلفزة إن "الحكومة يجب أن تسقط، ولكن هذا يجب أن يحدث بطريقة سلمية، وأنا أطالب كل المناصرين وكل الموجودين في الطرقات الآن أن ينسحبوا". من جهتها حمّلت رئاسة الحكومة اللبنانية من قالت إنها الجهات التي حرضت بالشعارات والممارسات مسؤوليةَ محاولة اقتحام السراي الحكومي في وسط بيروت. تشييع الحسن وكان آلاف من اللبنانيين شاركوا أمس في مراسم تشييع اللواء الحسن التي انطلقت من مقر قوى الأمن الداخلي بالأشرفية. كما جرى تشييع رسمي بمقر قوى الأمن الداخلي بحضور الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وأقيمت صلاة الجنازة على الحسن في ظل حالة احتقان ما لبثت أن تحولت سريعا إلى غضب مع تكرار الدعوات أثناء مراسم التشييع من قبل رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتقديم استقالته. وقال السنيورة "لا حديث قبل رحيل هذه الحكومة ولا حوار على دماء الشهداء"، وردد الحشد هتافات تقول "الشعب يريد إسقاط الحكومة" و"ارحل ارحل يا نجيب". تعيين من جهة أخرى أفاد مراسل الجزيرة في بيروت بأن مدير قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي عين العقيد عماد عثمان رئيسا لفرع المعلومات في لبنان, خلفا للواء الحسن. وفي إطار التصعيد الكلامي، حمل زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "الأكثرية النيابية وأهلها بشكل مباشر وغير مباشر المسؤولية عن اغتيال اللواء الحسن". وقال إن "التزامات وارتهانات الحكومة الحالية هي التي عرضت أمن المواطن اللبناني للخطر". واعتبر زعيم حزب القوات بكلمة متلفزة أن "عملية اغتيال الحسن ما كانت لتحصل لولا وجود تواطؤ واختراق للأجهزة الأمنية اللبنانية". ودعا اللبنانيين إلى البقاء مستعدين "لمحاولة الخلاص من الوضع الحالي". من جهته، قال رئيس حزب الكتائب أمين الجميل "إن من الطبيعي أن تتجه أصابع الاتهام إلى سوريا في قضية اغتيال اللواء الحسن، نظرا للسوابق المسجلة في هذا المجال". وتوقع أن تسفر الأزمة الراهنة عن استقالة الحكومة، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني. جاء ذلك بينما يواصل أنصار المعارضة اعتصامهم وسط بيروت لليوم الثاني على التوالي مطالبين برحيل حكومة ميقاتي وسط إجراءات أمنية مشددة. في المقابل قال فارس الجميل المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء للجزيرة إن خيارات ميقاتي مفتوحة بعد أن ترك البت في استقالته بعهدة رئيس الجمهورية. وأشار إلى إضرابات وسط بيروت الأحد بقوله إن "الشهيد ورمزية الشهادة ضاعت في خضم هذه الشوشرة". اخبارية نت – الجزيرة نت