سلمت السلطات السورية اليوم جثامين أربعة لبنانيين قضوا في بلدة تلكلخ بالأراضي السورية، ويتوقع أن تشيع جنازتهم في طرابلس شمال لبنان وسط مخاوف من تجدد أعمال العنف بالمدينة التي تشهد انقساما على خلفية الموقف من الثورة السورية. ويتهم ذوو القتلى النظام السوري بتصفية أبنائهم لدى دخولهم الأراضي السورية قبل عدة أسابيع بينما قال النظام السوري إنهم قتلوا في كمين قرب مدينة تلكلخ بحمص. وأفادت مراسلة الجزيرة إلسي أبي عاصي التي كانت تتحدث من معبر العريضة على الحدود اللبنانية السورية أن حالة من الخوف والحذر تسود طرابلس ترقبا لاندلاع أعمال عنف خلال تشييع الجثامين. وتعتبر هذه هي الدفعة الثانية من 22 شابا لبنانيا قتلوا قبل أسابيع في سوريا. وكانت مدن المنية والضنية وحي المنكوبين بطرابلس قد شيعت قبل نحو أسبوع جنازات ثلاثة شبان سلمتهم السلطات السورية، وقالت إنهم قتلوا مع لبنانيين آخرين في كمين نصب لهم قرب مدينة تلكلخ بحمص، وهم أول دفعة من مجموعة الشبان اللبنانيين الذين فقدوا أثناء تسللهم للانضمام للثوار السوريين، ويعتقد أن بعضهم ما زال حيا. وعلى خلفية فقدان أولئك الشبان شهدت طرابلس موجة من المواجهات والاشتباكات بين سكان جبل محسن، وهم من الطائفة العلوية المؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وسكان باب التبانة وهم سنة يؤيدون الثورة المتواصلة في سوريا والمطالبة برحيل الأسد. وتتفاوت إحصاءات قتلى تلك المواجهات وفق مصادر محلية خلال أسبوع بين 14 و17 قتيلا، كما ترفع بعض المصادر عدد الجرحى إلى أكثر من 150. وفي رد فعل سكان طرابلس على تلك الاشتباكات، نفذت هيئات المجتمع المدني بالمدينة قبل أيام اعتصاما احتجاجا على أعمال العنف، وطالبت الدولة بحفظ الأمن وحسم المشكلة الأمنية بما يضمن عدم تكرارها. وكان مجلس الأعلى للدفاع الأعلى بلبنان قد التأم قبل أيام، وقرر إبقاء جلساته مفتوحة لمتابعة الوضع الأمني بطرابلس. كما أعطى التوجيهات اللازمة للجيش، وقام بتوزيع المهام على الوزارات والإدارات والأجهزة المعنية لمتابعة الموقف بالمدينة. اخبارية نت – الجزيرة نت