طالب منسق الاتحاد الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب جيل دي كيرشوف دول منطقة الساحل بتعزيز التعاون الاستخباراتي والأمني فيما بينها ومع شركائها، لمواجهة الجماعات المسلحة الناشطة في المنطقة، ورفع التحديات الأمنية المتفاقمة. وقال المسؤول الأمني الأوروبي أمام ندوة نظمت في نواكشوط لمناقشة سبل مواجهة "الإرهاب"، إن التقييمات أثبتت أن الفشل في إحباط هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 كان بالدرجة الأولى استخباراتيا وبسبب عدم تقاسم المعلومات الأمنية المتوفرة، سواء بين الأجهزة الأمنية والعسكرية داخل الدولة الواحدة، أو بين أجهزة الدول التي تشترك في محاربة "الإرهاب". " دي كيرشوف: الأوروبيون قدموا مؤخرا للسلطات في مالي خطة جاهزة لتطوير قدرات جيشها، وللوقاية من كل أنواع التهديدات بما في ذلك الوقاية من العمليات الإرهابية، وخطة لتأمين المطارات والمناطق الحساسة، وهو ما سيقومون به في موريتانيا " وأشار إلى أن الخطة الأمنية التي يلزم اتباعها تستلزم من بين أمور أخرى ثلاث مراحل, هي جمع المعلومات، ثم تقاسمها، ثم تحليلها، مبينا أن الفشل في تحقيق المستويين الأخيرين بدرجة ناجعة هو السبب في نجاح بعض العمليات التي تقوم بها ما يصفها بالجماعات الإرهابية، ومن بينها الهجمات على واشنطن ونيويورك. تدخل أوروبي وكشف دي كيرشوف عن بعض ملامح التدخل الأمني للاتحاد الأوروبي في منطقة الساحل، مشيرا إلى أنه "في السابق كان يصعب توجيه الاستثمارات الأوروبية الكبيرة حاليا في مجال الأمن بالمنطقة, ولكن بسبب المعطيات الحالية بات الجميع مقتنعا بخطورة الوضع وبضرورة توجيه مزيد من الجهود الأوروبية لمساعدة دول وحكومات الساحل على مواجهة تلك المخاطر المحدقة". وأوضح أن الاتحاد بدأ منذ ثلاث سنوات تمويلَ أنشطة وبرامج لتعزيز الأمن بمنطقة الساحل، واختار النيجر حيث أطلق بها برنامجا أمنيا نموذجيا لتطوير المنظومة الأمنية بما يتلاءم مع التحديات الجديدة، "ولتحقيق ذلك الغرض أرسل الاتحاد أربعين خبيرا أمنيا للقيام بتلك المهمة". وقال إنهم أيضا يقومون حاليا ببرنامج مماثل في مالي، وسينتقلون لاحقا إلى موريتانيا لعمل الشيء ذاته، متوقعا أن تضمن تلك الجهود الأمنية الأوروبية تحقيق جملة أهداف من بينها وضع منظومة أمنية نموذجية بهذه الدول تقوم بأدوار الوقاية والمواجهة في الوقت ذاته. وذكر أن الأوروبيين سيساعدون هذه الدول على اقتناء أجهزة ومعدات متطورة لجيوشها وأجهزتها الأمنية. كما أشار إلى أن الأوروبيين قدموا مؤخرا للسلطات المالية خطة جاهزة لتطوير قدرات جيشها، وللوقاية من كل أنواع التهديدات بما في ذلك الوقاية من العمليات الإرهابية، وخطة لتأمين المطارات والمناطق الحساسة، وهو ما سيقومون به أيضا في موريتانيا لأن أمن المنطقة مهم للجميع. تحديات بموريتانيا وبشأن التحديات الأمنية التي تواجهها موريتانيا، قال المسؤول الأوروبي إن منها ما يتعلق بتمويل "الإرهاب"، مسجلا مع ذلك إعجابه بجوانب من الإستراتيجية التي تبنتها نواكشوط من حيث الشمول والتنوع، وهو ما يتماشى -برأيه- تماما مع الإستراتيجية الأوروبية في هذا المجال. وثمن دي كيرشوف التحسن الملحوظ في أداء الأجهزة الأمنية الموريتانية، مشيرا إلى إعادة هيكلة المنظومة الأمنية حتى تستطيع التفاعل بسرعة مع التحديات ومع المخاطر الأمنية حتى قبل وقوعها. على صعيد آخر, نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قضائي موريتاني تأكيده اتهام موريتانييْن وتوقيفهما مساء الثلاثاء "لمحاولتهما الانضمام إلى صفوف القاعدة في شمال مالي". وذكرت الوكالة أن المتهم الأول هو إبراهيم ولد حميدة الذي اتهم بالإرهاب قبل بضعة أعوام قبل أن يمنح عفوا رئاسيا, وهو الشقيق الأكبر لعبد الله ولد حميدة أحد أفراد المجموعة التي احتجزت في يناير/كانون الثاني الماضي رهائن في صحراء الجزائر. أما المتهم الثاني فهو محمد الأمين ولد شيخاني الذي كان اعتقل عام 2006 بتهمة "الإرهاب"، قبل أن تبرئه المحكمة الجنائية في نواكشوط عام 2007. وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، أكد وزير الدفاع الموريتاني أحمد ولد إدي أن بلاده فككت عددا كبيرا مما سماها الخلايا الإرهابية النائمة. اخبارية نت – الجزيرة نت