قال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي إن الإدارة الأميركية الحالية "حذرة جدا" في الملف السوري بسبب الأخطاء التي ارتكبت أثناء غزو واحتلال العراق عام 2003، وفيما أشارت الأممالمتحدة إلى أن الموفد المشترك الأخضر الإبراهيمي وافق على تمديد مهمته بسوريا، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أنه يريد "فتح باب المقاومة" في بلاده وتحويل "سوريا كلها" إلى "دولة مقاومة". وأكد بايدن في مقابلة مع صحيفة "رولينغ ستون" نصف الشهرية أن فريق الرئيس باراك أوباما رمم صورة الولاياتالمتحدة في العالم، ولا تريد "تخريب كل شيء" مثلما فعلت الإدارة السابقة بقيادة جورج بوش الابن في العراق بحديثها عن وجود أسلحة دمار شامل. وأثارت الحكومة الأميركية مؤخرا احتمال لجوء الحكومة السورية إلى مخزونها من الأسلحة الكيمياوية، ولكن أوباما أكد أن الأدلة ليست صلبة بما فيه الكفاية. وقال بايدن إن الإدارة الأميركية لا تعلم ما إذا كان الأمر "قد عرض" من قبل النظام أو المعارضة. وأكد أنه في حال تم تأكيد استعمال هذه الأسلحة فإن "الرئيس سيتخذ بالتأكيد إجراءات مناسبة". وأوضح بايدن أن معالجة الأزمة السورية ستؤدي إلى فترة من عدم الاستقرار، وأشار إلى أن الإدارة الأميركية تسعى للحفاظ على مؤسسات الدولة قائمة خلافا لما تم في العراق. وأضاف "نعلم أننا قادرون على معالجة هذا الأمر في حال كنا مستعدين لصرف مليار دولار وإرسال 160 ألف جندي وتحمل 6000 قتيل، ولكننا لا نستطيع ذلك"، في إشارة إلى الحصيلة البشرية والمالية للحرب في العراق من الجانب الأميركي. الإبراهيمي باق من جانب آخر قالت الأممالمتحدة إن وسيط الأممالمتحدة والجامعة العربية بشأن الصراع في سوريا الأخضر الإبراهيمي وافق على الاستمرار في منصبه. وقال يان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة للصحفيين إنه يوجد كثير من العمل الذي ينبغي إنجازه بسوريا، وأشار إلى أن الأمين العام يتعامل مع الأمر بجدية وطلب من الإبراهيمي البقاء، وقد قبل. وقال دبلوماسيون إن الإبراهيمي هدد عدة مرات بالتنحي عن المهمة، وفي الآونة الأخيرة أبلغ بان كي مون وأعضاء في مجلس الأمن بأنه يريد التخلي عن المهمة، رغم أن الجميع حاولوا إقناعه بالبقاء. غير أن التطور الحاصل بعد اتفاق أميركي روسي على عقد مؤتمر بشأن سوريا قد يكون دافعا للدبلوماسي الجزائري لمواصلة مهمته المتعثرة، وقال دبلوماسيون بالأممالمتحدة إن الإبراهيمي سيقوم على الأرجح بدور كبير في المساعدة على تنظيم المؤتمر الذي أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه يمكن أن يعقد اعتبارا من هذا الشهر. وقال الإبراهيمي في وقت سابق إن الاتفاق على عقد المؤتمر يمثل خطوة أولى "مهمة للغاية" إلى الأمام، وشدد على أهمية أن يعمل الجميع على دفع العملية إلى الأمام. والهدف من المؤتمر هو إحياء اتفاق لتشكيل حكومة انتقالية تم التوصل إليه في جنيف في يونيو/حزيران الماضي، لكنه لم يوضع على الإطلاق موضع التنفيذ لأنه ترك مسألة ما سيحدث بعد الأسد. وأكد جون كيري أمس الخميس أنه لا يرى إمكانية لمشاركة الأسد في أي حكومة انتقالية في سوريا. في السياق أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق الروسي الأميركي، وعبر في اتصالين منفصلين مع كل من كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استعداد الأممالمتحدة للقيام بدورها للمساعدة في التوصل إلى تسوية سلمية لأزمة سوريا. الأسد والمقاومة من جانب آخر نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية القريبة من دمشق عن شخصيات زارت الرئيس السوري أن الأسد أعرب عن "ثقة عالية جدا وارتياح وشكر كبيرين لحزب الله على عقلانيته ووفائه وثباته"، وقال "لذلك قررنا أن نعطيه كل شيء". وحسب "زوار دمشق" الذين لم تحددهم الصحيفة، فإن الأسد قال "بدأنا نشعر للمرة الأولى أننا وإياه نعيش وحدة حال"، وأن حزب الله "ليس فقط حليفا ورديفا نساعده على مقاومته. وعليه، قررنا أنه لا بد أن نتقدم إليه ونتحول إلى دولة مقاومة تشبه حزب الله من أجل سوريا والأجيال المقبلة". وأوضح الأسد، حسب المصدر نفسه، أن سوريا كانت "قادرة بسهولة على أن ترضي شعبها وتنفس احتقانه واحتقان حلفائها وتشفي غليلها بإطلاق بضعة صواريخ على إسرائيل، ردا على الغارة الإسرائيلية على دمشق" في نهاية الأسبوع الماضي. لكنه أشار إلى أن ذلك سيكون "انتقاما تكتيكيا. أما نحن، فنريد انتقاما إستراتيجيا"، موضحا أن "الانتقام الإستراتيجي" سيكون "عبر فتح باب المقاومة، وتحويل سوريا كلها إلى بلد مقاوم". اخبارية نت – الجزيرة نت