اقتحمت قوات الأمن والجيش المصري فجر اليوم الاثنين قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا (جنوب)، وفرضت حظرا مؤقتا للتجوال، واعتلقت عشرات المطلوبين في اعتداءات وقعت على كنائس ومنشآت قبطية. وقال شهود عيان إن قوات الشرطة والجيش استخدمت مروحيات، وأطلقت قنابل الغاز في العملية، مما أسفر عن وقوع إصابات، كما أكد الشهود انقطاع خطوط الإنترنت والاتصالات عن القرية. وأكدت مصادر أمنية إلقاء القبض على عشرات المطلوبين والمتهمين باقتحام وحرق مركز شرطة دير مواس، ونقطة شرطة دلجا، ودير السيدة العذراء، والأنبا إبرام الأثري، وبيوت الأقباط بالقرية. وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية فقد استعادت قوات الأمن السيطرة على مداخل البلدة حيث يقيم 120 ألف نسمة، وأغلقتها أمام حركتي الدخول والخروج، كما فرضت حظر تجول فيها. وقالت مصادر محلية وحقوقية إن مروحيتين حلقتا فوق أجواء القرية بالتزامن مع عمليات مطاردة لبعض العناصر الذين فرَّ بعضهم إلى المناطق الزراعية والجبلية المتاخمة للقرية. وأشارت إلى أن تشكيلات من الجيش والأمن مدعومة بآليات مدرعة انتشرت حول المراكز الأمنية والكنائس بجميع مدن المنيا، خاصة بطريق كورنيش النيل أمام مقار المحافظة ومديرية الأمن ومقار أجهزة أمنية بمحيط مدرسة المنيا الثانوية وشارع المديرية. الجدير بالذكر أن القس أيوب يوسف راعي كنيسة مار جرجس بالمنيا، كان قد أكد في أغسطس/آب الماضي أن البلطجية هم الذين أحرقوا الكنائس في المنيا، بينما كان الشيوخ ينادون بحمايتها في خطب صلاة الجمعة. وقال في مداخلة هاتفية له مع إحدى القنوات المصرية الخاصة، إن الأحداث التي تقع في قريته لا صلة لها بالإسلاميين بل بمن قال إنهم بلطجية يستغلون الأحداث الجارية للنهب والسلب. وأضاف الأب يوسف أن البلطجية اعتادوا الاعتداء على الكنائس منذ الأحداث التي أعقبت الثالث من يوليو/تموز، مؤكدا أنهم نهبوا ديرا أثريا عمره 1500 عام. وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية قد أكدت وقوفها مع الشرطة والقوات المسلحة في مواجهة من سمتهم جماعات العنف المسلح والإرهاب الأسود في الداخل والخارج. وعزل الجيش الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز بعد مظاهرات تطالب برحيله، وعيَّن حكومة مؤقتة كلفت بتعديل الدستور وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في مطلع 2014. لكن منذ 14 أغسطس/آب الماضي، وهو التاريخ الذي فضت فيه قوات الأمن والجيش اعتصام مؤيدي مرسي في رابعة العدوية وميدان نهضة مصر مخلفة آلاف القتلى والجرحى، تشن قوات الجيش والشرطة حملة قمع دامية تستهدف المتظاهرين المناصرين لمرسي، لا سيما من حركة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي والتي فازت بفارق كبير في الانتخابات التشريعية عام 2012.