أفاد مراسل الجزيرة في اليمن أن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين الحوثيين والسلفيين في دماج في محافظة صعدة بشمال اليمن قد تعثر، وأن أجواء الحرب عادت من جديد. ونقل المراسل أحمد الشلفي عن الناطق باسم السلفيين في دماج سرور الوادعي أن مسنا في الثمانينات من عمره قتل اليوم برصاص قناصة حوثيين. وأضاف الوادعي أن الحوثيين يواصلون إطلاق النار على المنطقة رغم الاتفاق المبرم بين الطرفين. كما نقلت وكالة "خبر" المقربة من الرئيس المخلوع علي صالح أن سلفيين منعوا أمس موكبا يضم برلمانيين وشيوخ قبائل من الوصول إلى مداخل صعدة من الغرب, حيث تدور مواجهات بين السلفيين والحوثيين منذ أيام. وعن تدخل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بالأحداث، أوضح الشلفي بأن السلفيين في منطقة دماج أفادوه بتلقي رسالة من التنظيم تعدهم بالدعم في مواجهة الحوثيين. ونقل موقع سايت لمراقبة المواقع الإسلامية في ساعة متأخرة من الليلة الماضية أن تنظيم القاعدة توعد بالثأر من المقاتلين الحوثيين لهجومهم على مدرسة سلفية في دماج. وتسبب القتال بين الحوثيين والسلفيين في دماج في مقتل أكثر من مائة شخص على مدى الأسبوعين الماضيين، ويهدد بتصعيد التوترات الطائفية في اليمن. وعادة ما ينأى السلفيون في مدرسة دار الحديث بدماج بأنفسهم عن تنظيم القاعدة، وكانوا انتقدوا سابقا أسامة بن لادن الزعيم الراحل للتنظيم. وكان أعلن في الخامس من الشهر الجاري عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحوثيين والسلفيين بتدخل من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي طالب حينها بتعاون المجموعات المسلحة من الطرفين المقتتلين مع أجهزة الدولة. كما حذر هادي مما وصفه بالعنف الطائفي. وأكد في تصريح له أن القتال الطائفي لا يخدم الأمن والاستقرار في البلاد. وتشهد دماج مواجهات متقطعة بين السلفيين والحوثيين منذ عام 2011، اشتدت أثناء الاحتجاجات التي شهدها اليمن ضد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، واحتدمت وتيرتها مؤخرا بموازاة عدم التوصل إلى توافق نهائي في مؤتمر الحوار الوطني اليمني. وصعدة هي معقل الحوثيين الذين خاضوا ست حروب مع الحكومة اليمنية منذ 2004، ويشاركون حاليا في العملية السياسية الانتقالية.