أجرت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس سلسلة لقاءات الأسبوع الماضي مع مسؤولين إسرائيليين لتطمينهم بشأن الاتفاق المرحلي الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بين إيران والقوى الكبرى، بينما أكدت طهران أن الاتفاق لم يمت رغم غضبها من العقوبات الأميركية الأخيرة. وقال البيت الأبيض أمس في بيان إن تلك اللقاءات -التي تهدف إلى الحصول على تأييد الإسرائيليين لاتفاق مؤقت مع إيران- نجمت عن محادثات بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي، تعهد خلالها أوباما بالتشاور مع إسرائيل المتشككة من الاتفاق مع إيران. وجاء في البيان أن رايس ونائبها طوني بلاينكن وعددا من كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة استضافوا مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يوسي كوهين وعددا من المسؤولين الإسرائيليين، لعقد اجتماعات خلال الأسبوع الماضي. وقال البيت الأبيض إن الفريق الأميركي بقيادة رايس أكد في هذه الاجتماعات أن هدف أوباما هو منع إيران من الحصول على سلاح نووي. ويسعى أوباما منذ إبرام الاتفاق إلى إقناع إسرائيل به، وكذلك أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي -الذين يحرصون على فرض عقوبات جديدة على طهران- بأنه من المهم استغلال الأشهر الستة المقبلة لاختبار مدى جدية إيران في التوصل إلى حل شامل لملفها النووي. وكان الاتفاق -الذي تم التوصل إليه في جنيف الشهر الماضي بين إيران ومجموعة "5+1″، وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا- يهدف إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني خلال ستة أشهر مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران. تصرف خاطئ يأتي ذلك في وقت أكد فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن المحادثات بشأن البرنامج النووي لم تمت رغم غضب طهران من العقوبات الجديدة الصادرة عن وزارة الخزانة الأميركية. وفي مقابلة ضمن برنامج واجه الأمة على شبكة "سي بي سي" الأميركية، وصف ظريف إعلان الخزانة الأميركية عن فرض عقوبات على شركات وأفراد لدعمهم البرنامج النووي الإيراني بأنها خطوة خاطئة جدا. وقال ظريف إنه حزن من هذه الخطوة، لكنه ملتزم على الرغم من ذلك بالاتفاق مع مجموعة 5+1 وبالمفاوضات حول النووي الإيراني. وذكر أن العملية "خرجت عن مسارها، لكنها لم تمت، ونحن نحاول إعادتها إلى السكة الصحيحة وتصحيح المسار، ونستمر في المفاوضات لأننا نعتقد أن ثمة أمورا كثيرة على المحك بالنسبة للجميع". وفي وقت سابق، كتب ظريف على صفحته على فيسبوك "سنواصل جديا المفاوضات، وسنرد بشكل مدروس ومحدد ومناسب على كل خطوة غير مناسبة وغير بناءة". وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت الخميس الماضي إضافة عشرة أسماء لشركات وأفراد إيرانيين، معظمهم على قائمتها السوداء، للاشتباه في قيامهم بالاتجار بشكل غير مشروع مع إيران. زيارات المفتشين وفي هذا السياق أيضا، أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أمس الأحد أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف يقومون بزيارة منجم كالشين لليورانيوم جنوبي إيران في المستقبل القريب، دون أن يحدد موعدا ثابتا. وكان مفتشو الوكالة الذرية قد زاروا مفاعل آراك للماء الثقيل -الذي يشكل أكبر قضية خلافية مع الغرب- في مطلع الشهر الحالي، وذلك بموجب اتفاق مشترك وقع عليه مدير منظمة الطاقة الذرية الإيراني على أكبر صالحي والمدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو في الحادي عشر من الشهر الماضي. ونص الاتفاق على زيارة مفاعل آراك ومنجم كالشين في بندر عباس. غير أن كمالوندي شدد لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) على أنه لن يتم القيام بأي عمليات تفتيش أخرى بعد زيارة مفاعل آراك ومنجم كلجين. وبشأن الجولة القادمة من المحادثات بين إيران والوكالة الذرية، قال المسؤول الإيراني إن المحادثات سوف تُجرى في يناير/كانون الثاني المقبل.