حذر ساسة وكتاب إسرائيليون من خطورة أن تتحول موجات المقاطعة الدولية التي تواجهها إسرائيل حالياً، إلى حملة عالمية غير مسبوقة لنزع الشرعية عن مجرد وجود الدولة العبرية. وحمل كبير محرري النسخة الإنجليزية لصحيفة "هآرتس" برادلي بورستون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية المباشرة عن حملات المقاطعة التي تتسع حالياً، مشيراً إلى أن "إنجاز" حكومة نتنياهو الوحيد يتمثل في توسيع دائرة مقاطعة إسرائيل. وفي مقال نشره موقع الصحيفة اليوم الخميس، أوضح بورستون أن موجات المقاطعة ستتعاظم إذا لم يكف نتنياهو عن تصوير إسرائيل كضحية، في الوقت الذي لا تفوت فيه فرصة دون استفزاز العالم. وأشار بورستون إلى أن نتنياهو مسؤول عن تدهور العلاقة مع هولندا التي تعتبر من أوثق أصدقاء إسرائيل لرفضه طلبها السماح بتصدير منتوجات قطاع غزة إلى الضفة الغربية. كما أشار إلى أن العالم لم يعد ينطلي عليه حديث نتنياهو عن عراقة الديمقراطية الإسرائيلية بينما تتجه حكومته إلى طرد عشرات الآلاف من البدو في النقب من بيوتهم، رغم أنهم يعدّون "مواطنين إسرائيليين"، وبينما تقرر حكومته اعتقال طالبي حق اللجوء من الأفارقة لمدة عام وبدون محاكمة. وفي ذات السياق، قال إيتان هابر مدير مكتب رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين إن قرارات المقاطعة التي صدرت من جهات أوروبية وأميركية يمكن أن تتحول إلى "طوفان" يعمق عزلة إسرائيل الدولية وينزع الشرعية الدولية عنها. وفي مقال نشرته أمس صحيفة "يديعوت أحرنوت"، توقع هابر أن تتعاظم حملات المقاطعة الأوروبية على إسرائيل في حال وصول المفاوضات بينها وبين السلطة الفلسطينية إلى طريق مسدود. " إسرائيل تتكبد خسائر كبيرة لاضطرارها تعويض أصحاب المصانع المقامة في المستوطنات بسبب المقاطعة الأوروبية لمنتوجاتها " اللاسامية الجديدة وحذر هابر من خطورة التداعيات الاقتصادية الهائلة التي يمكن أن تنجم عن اتساع دائرة المقاطعة، محذراً من أن العالم بأسره سيسير في أثر أوروبا إذا قررت مقاطعة إسرائيل. ويذكر أن صحيفة "هآرتس" كشفت أمس أن الاتحاد الأوروبي حذر إسرائيل من أنه سيعتبرها المسؤولة عن فشل المفاوضات إذا قررت استئناف البناء في المستوطنات. وكان نتنياهو قد أعلن مساء أمس أن إسرائيل ستواصل البناء في مستوطنات الضفة الغربية. وفي كلمة له أمام أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب "الليكود" الحاكم، قال نتنياهو إن تواصل الاستيطان في الضفة الغربية يمثل تجسيداً لحقيقة أن إسرائيل هي "الدولة القومية للشعب اليهودي". وفي سياق متصل، شدد وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق يوسي بيلين على أن العالم لن يعترف بشرعية المستوطنات حتى بعد 46 عاماً على شروع إسرائيل في بنائها. وفي مقال نشره أمس في صحيفة "إسرائيل اليوم" أشار بيلين إلى أن إسرائيل تتكبد خسائر كبيرة لاضطرارها تعويض أصحاب المصانع المقامة في المستوطنات بسبب المقاطعة الأوروبية لمنتوجاتها. وحذر من أن تعاظم المقاطعة سيفاقم من اعتماد إسرائيل على الولاياتالمتحدة وسيزيد من ارتباطها بجهود الإدارة الأميركية لصد حملات نزع الشرعية. من ناحيته اعتبر زئيف إلكين نائب وزير الخارجية الإسرائيلي أن حملات المقاطعة المفروضة على إسرائيل تمثل "نسخة جديدة من "اللاسامية". ونقل موقع "وللا" عن إلكين قوله إنه لا يجوز تسييس التعاون المشترك بين أوروبا وإسرائيل في المجال العلمي.