أحيت مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر مع شروق شمس اليوم السبت الاحتفال بتعامد الشمس على ما يطلق عليه "قدس أقداس الإله آمون" وسط معابد الكرنك حيث جرى الاحتفال بهذا الحدث الذي استمر لقرابة عشرين دقيقة بحضور المئات من السياح الأجانب والمصريين. وتزامن تعامد الشمس على "قدس أقداس الإله آمون" بمعابد الكرنك مع تعامد مماثل للشمس على "قدس أقداس معبد الملكة حتشبسوت" غرب الأقصر والمعروف باسم معبد الدير البحري، وذلك ضمن ثلاثة أحداث متزامنة لتعامد الشمس على ثلاثة معابد مصرية بمحافظتي الأقصر والفيوم ضمن ما يسمى يوم الانقلاب الشتوي الذي يُعد إيذاناً ببدء فصل الشتاء. ويفسر علماء الفلك تلك الظاهرة الفريدة بأن محاور معبدي الكرنك والدير البحري تتجه ناحية الأفق الذي تشرق منه الشمس يوم الانقلاب الشتوي، الأمر الذي يؤكد أن قدماء المصريين كانوا على دراية تامة بحركة الأرض حول الشمس أو الحركة الظاهرية للشمس حول الأرض. " المحافظ طارق سعد الدين: الاحتفال بهذا الحدث التاريخي والعلمي الفريد، الذي يأتي ضمن 4500 ظاهرة فلكية شهدتها مصر الفرعونية على مر العصور، ضمن مساعي سلطات الأقصر للخروج من أزمة التراجع السياحي " أزمة ومساعٍ وقال المحافظ طارق سعد الدين إن احتفال الأقصر بهذا الحدث التاريخي والعلمي الفريد، الذي يأتي ضمن 4500 ظاهرة فلكية شهدتها مصر الفرعونية على مر العصور، ضمن مساعي سلطات المحافظة للخروج من أزمة التراجع السياحي التي تشهدها منذ تفجر ثورة يناير 2011. وأشار سعد الدين إلى الاستعداد لإقامة مهرجان للزواج على الطريقة الفرعونية إضافة إلى مهرجان للسينما المصرية الأوروبية وآخر للسينما الأفريقية، وغيرها من الأحداث الثقافية والفنية والسياحية. ويُعد تعامد الشمس على قدس أقداس معابد الكرنك الحدث الثاني من حيث الأهمية بعد تعامدها على معبد أبو سمبل، ويمكن للزائر مشاهدة التعامد بصورة واضحة من أماكن مختلفة داخل المعابد بداية من البوابة الشرقية للمعبد ومن صالة الاحتفالات للملك تحتمس الثالث ومن أمام قدس الأقداس ومن الساحة الأمامية للمعبد طوال عشرين دقيقة. وجرى تعامد الشمس على قدس أقداس المعبود آمون -قديما- في يوم نقل الشمس وبداية فصل الشتاء لدى المصريين القدماء حيث تتعامد الشمس على قدس الأقداس ثم تنتقل إلى بهو الأعمدة مشكلة علامة "الأخت" الفرعونية بمعنى "الأفق" في تأكيد لعلاقة آمون بعبادة الشمس وفق معتقدات المصريين القدماء. وتحتوى المناطق الأثرية المصرية على العديد من المعالم الأثرية التي تؤكد تقدم قدماء المصريين في مجال علوم الفلك، مثل منطقة "وادي النبطة" شمال غرب أبو سمبل التي تتميز بقيمة فلكية كبيرة، وعثر فيها على أول بوصلة حجرية وأقدم ساعة حجرية تحدد اتجاهات السفر وموعد سقوط المطر. ويرجع تاريخ البوصلة والساعة الحجريتين إلى 11 ألف سنة، وهو أقدم دليل تاريخي حدد بدايات السنة والانقلاب الشمسي والاتجاهات الأربعة، كما أنه من أعظم الاكتشافات الفلكية بمصر والعالم.