قال الشيخ أحمد المحلاوي خطيب مسجد القائد إبراهيم بمدينة الإسكندرية المصرية إن ثورة 25 يناير حققت جزءا من أهدافها بعدما تخلص الشعب من النظام المستبد، لكن عليه التخلص من بقايا رموزه وضرورة الاستعداد للنزول إلى الشارع من جديد لو لم تتحقق مطالبهم. وأضاف المحلاوي في حوار مع الجزيرة نت أن الثورات التي تقوم في البلدان العربية في الوقت الحالي هي الأولى تاريخياً التي تقوم وتنجح وفقا لأجندات أهلها وضد مصالح الدول الغربية التي تسعى دائماً لامتلاك السيطرة على دول الشرق الأوسط عبر تولي من يدين لها بالولاء قيادتها. واعتبر المحلاوي الذي يترأس لجنة حماية المقدسات الإسلامية أن الدول العربية عاشت عقودا طويلة من الاحتلال غير العسكري، إلى أن قررت الشعوب الثورة على الحكام المستبدين والفاسدين عبر القوة الشعبية الضاغطة، مطالباً بتنحي كل من ارتبط بالنظام السابق عن العمل السياسي في الفترة المقبلة. ورفض التعويل على الحكام العرب في حقن الدماء والحفاظ على أرواح المواطنين الليبيين في ما تشهده ليبيا من أعمال عنف وإبادة جماعية على أيدي رجال ومرتزقة العقيد معمر القذافي، مؤكداً أنهم يقفون معه في نفس الخندق بسبب اشتراكهم جميعاً في الفساد والاستبداد. وأضاف أن حكام الدول الغربية ومؤسسات الأممالمتحدة ومجلس الأمن تعمل وفق مصالحها الخاصة وليس وفقاً لمصالح الشعوب. اللحظة التاريخية وطالب الشيخ المحلاوي الشعب المصري بتحمل مسؤوليته تجاه الشعوب العربية التي تسعى للحصول على حريتها وكرامتها، مؤكداً ضرورة مواجهة اللحظة التاريخية بالشكل المناسب، كما طالب حكام الدول العربية بالانصياع إلى مطالب شعوبهم والابتعاد عن الغرور والغطرسة والتمسك بالحكم، على غرار بن علي ومبارك. كما طالب شعوب هذه البلاد باستمرار الثورة وعدم الرجوع مرة أخرى إلى زمن الذل والهوان والرضا بحكم الفاسدين والمستبدين، مشيراً إلى أن "حمى" الثورات ستنتقل من كل دولة عربية إلى أخرى حتى تحرر كل البلدان العربية وتصل بها إلى مصاف دول العالم الحر والمتقدم. وقال إن الشعب المصري استطاع التخلص من الطاغية، ويقوم حالياً بالتخلص من بقايا نظامه المستبد، وإن عليه إعادة بناء الاقتصاد الوطني وبناء مؤسسات الدولة مرة أخرى، بعد مرور عشرات السنين من الفساد والاضمحلال وإهدار مكانة مصر بين الدول. وأضاف المحلاوي أنه لا بد من تصحيح أوضاع مؤسسات الدولة التي تخاذلت عن القيام بدورها، وساعدت على استمرار إمداد النظام المستبد وتقويته أمام الشعب الذي من المفترض أنه مصدر السلطات كما ينص الدستور. وأشار إلى ضرورة تطهير وزارة الداخلية وجهاز الشرطة عبر محاكمة كل من تورط من أفرادهما في جرائم وانتهاكات ضد المواطنين، واعتذار باقي الأفراد للمواطنين، وبدء مرحلة جديدة من العلاقة القائمة على احترام كل طرف للآخر في ظل سيادة القانون ومواد الدستور الذي يرضى عنه جميع المواطنين. وشدد على ضرورة قيام مؤسسة الأزهر بحملة تطهير داخلية عن طريق تصحيح أوضاع المنتمين إليها وتعديل لائحتها وإقرار مادة تنص على أن يكون منصب شيخ الأزهر بالانتخاب المباشر من أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وشيوخ وعلماء الأزهر. خطيب الثورة يشار إلى أن "خطيب الثورة" هو اللقب الذي يحلو للعديد من المواطنين إطلاقه على الشيخ أحمد المحلاوي، بعد دوره البارز في إشعال حماس الشباب المشاركين في ثورة 25 يناير التي انطلق الكثير منها من مسجد القائد إبراهيم وسط محافظة الإسكندرية شمالي مصر. ويعد المحلاوي (86 عاما) أحد أكثر الشخصيات المسلمة تأثيرًا في مصر بشهادة مختلف التيارات الإسلامية، وهو خريج جامعة الأزهر عام 1957ورئيس لجنة الدفاع عن المقدسات الإسلامية. وقد صدرت له العديد من المؤلفات والتسجيلات لمحاضراته ودروسه التي تم منعه من الخطابة أكثر من مرة بسببها لانتقاده المستمر للنظام الحاكم، ومنذ عام 1996 منعته الأجهزة الأمنية من اعتلاء منبر أي مسجد.