عيدروس الزبيدي يصدر قرارا عسكريا جديدا    الحوثيون يرتمون في محرقة طور الباحة ويخسرون رهانهم الميداني    خوسيلو يقلب الطاولة على ميونيخ ويقود الريال للقاء دورتموند    جريمة مروعة تهز مركز امتحاني في تعز: طالبتان تصابا برصاص مسلحين!    بعد وصوله اليوم بتأشيرة زيارة ... وافد يقتل والده داخل سكنه في مكة    العرادة يعرب عن أمله في أن تسفر الجهود الدولية بوقف الحرب الظالمة على غزة    فلكي يمني يحدد أول أيام شهر ذي القعدة 1445    "القضاء في لحج يُثبت صرامته: إعدام قاتلين عمداً"    سقوط نجم الجريمة في قبضة العدالة بمحافظة تعز!    قصر معاشيق على موعد مع كارثة ثقافية: أكاديمي يهدد بإحراق كتبه    دوري ابطال اوروبا .. الريال إلى النهائي لمواجهة دورتموند    الضالع تحت نيران الحوثيين: صرخة مدوية تطالب بوضع حدّ للعدوان الحوثي    قناتي العربية والحدث تعلق أعمالها في مأرب بعد تهديد رئيس إصلاح مأرب بقتل مراسلها    "علي عبدالله صالح والزوكا شهيدان ماتا بشرف": دبلوماسي يمني يوجه رسالة ليحيى الراعي    أحذروهم في عدن!.. المعركة الخطيرة يقودها أيتام عفاش وطلائع الإخوان    اختيار المحامية اليمنية معين العبيدي ضمن موسوعة الشخصيات النسائية العربية الرائدة مميز    مطالبات بمحاكمة قتلة مواطن في نقطة أمنية شمالي لحج    انفجار مخزن أسلحة في #مأرب يودي بحياة رجل وفتاة..    دورتموند الألماني يتأهل لنهائي أبطال أوروبا على حساب باريس سان جرمان الفرنسي    اكتشاف مقبرة جماعية ثالثة في مستشفى الشفاء بغزة وانتشال جثامين 49 شهيدا    حقيقة ما يجري في المنطقة الحرة عدن اليوم    تراجع احتياطيات النقد الأجنبي بالصين في أبريل الماضي    فريق شبام (أ) يتوج ببطولة الفقيد أحمد السقاف 3×3 لكرة السلة لأندية وادي حضرموت    الولايات المتحدة تخصص 220 مليون دولار للتمويل الإنساني في اليمن مميز    الوزير البكري: قرار مجلس الوزراء بشأن المدينة الرياضية تأكيد على الاهتمام الحكومي بالرياضة    مدير عام تنمية الشباب يلتقي مؤسسة مظلة    الاتحاد الدولي للصحفيين يدين محاولة اغتيال نقيب الصحفيين اليمنيين مميز    تستوردها المليشيات.. مبيدات إسرائيلية تفتك بأرواح اليمنيين    الاشتراكي اليمني يدين محاولة اغتيال أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين ويدعو لإجراء تحقيق شفاف مميز    قمة حاسمة بين ريال مدريد وبايرن ميونخ فى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    مورينيو: لقد أخطات برفض البرتغال مقابل البقاء في روما    لماذا تقمع الحكومة الأمريكية مظاهرات الطلبة ضد إسرائيل؟    عصابة معين لجان قهر الموظفين    الحكومة الشرعية توجه ضربة موجعة لقطاع الاتصالات الخاضع للحوثيين.. وأنباء عن انقطاع كابل الإنترنت في البحر الأحمر    استشهاد وإصابة 160 فلسطينيا جراء قصف مكثف على رفح خلال 24 ساعة    تحديث جديد لأسعار صرف العملات الأجنبية في اليمن    رغم إصابته بالزهايمر.. الزعيم ''عادل إمام'' يعود إلى الواجهة بقوة ويظهر في السعودية    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    نيمار يساهم في اغاثة المتضررين من الفيضانات في البرازيل    قصة غريبة وعجيبة...باع محله الذي يساوي الملايين ب15 الف ريال لشراء سيارة للقيام بهذا الامر بقلب صنعاء    وداعاً صديقي المناضل محسن بن فريد    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أغلبية الناخبين رفضوا المشاركة بالاستفتاء على الدستور.. والإخوان يفشلون بإقناع المعارضة بالتحاور
نشر في الجنوب ميديا يوم 27 - 12 - 2012

أغلبية الناخبين رفضوا المشاركة بالاستفتاء على الدستور.. والإخوان يفشلون بإقناع المعارضة بالتحاورالقاهرة - 'القدس العربي' حفلت الصحف المصرية الصادرة أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء بالكثير من الأخبار والأحداث، أبرزها إعلان نتيجة المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور التي تمت يوم السبت الماضي، وبالتالي إعلان النتيجة النهائية للمرحلتين.
وأشارت الصحف الى الاعتداء الآثم وغير المسبوق على رئيس نادي القضاة المستشار أحمد الزند من جانب أشخاص متهمين بالانتماء للإخوان، وذلك أثناء خروجه من النادي وإصابته بحجر، في وجهه ومحاولة لضربه لولا القضاة ووكلاء النيابة الذين سارعوا بمطاردة المعتدين والقبض على ثلاثة منهم وادخالهم للنادي، وكان من بينهم طالب فلسطيني اسمه عبدالرحمن عيسى زيد، قيل انه من حركة حماس، وضبطت معه فلاشة عليها معلومات، وتم التحقيق معهم وحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وعلى الفور بدأت فرقة الإخوان في معزوفة جديدة وهي ان الزند هو الذي دبر حادثة الاعتداء عليه، ووصف المعتدين بأنهم من شباب الثورة، وشارك في العزف جريدة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة'، وجريدة 'المصريون' وبالذات رئيس تحريرها وصاحبها زميلنا جمال سلطان، يومي الثلاثاء والأربعاء بمشاركة وعزف زميلنا محمد خضر الشريف.
ايضا بدأ النائب العام الإخواني المستشار طلعت ابراهيم إنهاء ندب من يريد للتخلص منهم واستمرار وكلاء النيابة بفضهم له ولوجوده، وقيام جريدة 'الوطن' - الأربعاء - بنشر صورة أخرى لحارس خيرت الشاطر المحبوس خليل العقيد، وهو يحرس الرئيس مرسي اثناء أدائه صلاة الجمعة في مسجد عمرو بن العاص، أواخر يونيو الماضي، والأزمة التي اثارها حديث ياسر برهامي نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية وذراعها السياسي حزب النور مع القيادات السلفية، وأكد فيها انه حدثت تسوية مؤقتة مع شيخ الأزهر للإبقاء عليه، في منصبه لكن ستتم الإطاحة به بتغير القانون بتحديد سن معينة للإحالة للمعاش، وأصدر الأزهر بيانا ندد فيه ببرهامي، وأصدر البنك المركزي بيانا اكد فيه انه يضمن الودائع في البنوك ولا خوف عليها ردا على ما اشيع بأن الحكومة تريد الاستيلاء على الودائع لأنها لا تجد مرتبات الموظفين والعاملين فيها، كما تواصل قيادات الإخوان توجيه النداءات بشكل أراقت فيه ماء وجهها الى قيادات كفار قريش من جبهة الانقاذ الوطن للاجتماع معها لا مع الرئيس للاتفاق وتقديم بعض من التنازلات التي ترضيها، والجبهة ترفض، وان كان احد القادة وهو عمرو موسى، تقدم باقتراح لتشكيل حكومة انقاذ وطني برئاسة الرئيس، والخلاصة، ان العاصفة التي ستضرب الإخوان والسلفيين، قادمة، قادمة، وكل نذرها تتجمع في سماء مصر.
وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:
الدستور الجديد اعرج وسيبقى محط خلاف
تشكل نتائج الاستفتاء على الدستور - رغم ما يشار حول ايجابيتها للقوى الاسلامية - ضربة موجعة للإخوان والسلفيين، رغم فرحتهم المفتعلة لما اعتبروه نصرا، لأنه سيمكنهم من اليوم وعلى مدى الشهرين القادمين حتى إجراء انتخابات مجلس الشعب من إصدار سلسلة القوانين التي يجهزونها لإحكام سيطرتهم على البلاد بواسطة مجلس الشورى الذي آلت إليه سلطة التشريع الآن بشكل مؤقت الى ان يتم انتخاب مجلس الشعب، والنتيجة النهائية كانت ثلاثة وستين وتسعة عشر في المائة قالوا نعم، وستة وثلاثين وواحد في المائة قالوا لا، لكنهم يتعمدون إخفاء الرقم الثالث والأكثر دلالة وهو أن عدد الذين أدلوا بأصواتهم بالنسبة لمن لهم حق الانتخاب وصل الى ثلاث وثلاثين في المائة، أي أن سبعة وستين في المائة رفضوا الإدلاء بأصواتم، أي ان من صوتوا بنعم لا يتجاوزون ربع عدد لناخبين، وهذه هي اقصى ما وصل إليه الإخوان والسلفيون والذين صدقوا انهم يصوتون لصالح الشريعة والإسلام والاستقرار دون ان تكون لهم أي صلة بالإخوان والسلفيين، ورغم الضغوط والتزوير والحيل والتخويف للأقباط خاصة في الصعيد وهو ما سجلته الكاميرات عن أصحاب اللحى وهم يزورون، وهذه هي القراءة الواقعية لما حدث، ايضا قد نشرت الصحف عن قرار الرئيس بتعيين الثلث المتبقي من أعضاء مجلس الشورى وعددهم تسعون، ليكتمل العدد وهو مائتان وسبعون، وعدد لا بأس به من المعينين يدركون انهم مجرد ستارة للإخوان مهما ادعوا سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، وانتهازيتهم - للأسف - مكشوفة، وهم شخصيات لا تأثير لها بالمرة ولو على مجموعات من عشرات الأشخاص، أما الذين تم تعيينهم من قوى إسلامية فلهم وجود يتفاوت من قوة أو حزب لآخر وهم يعرفون هدفهم من التحالف مع الإخوان، ومجلس الشورى هذا تم انتخاب ثلثي أعضائه بنسبة مشاركة بلغت سبعة في المائة من عدد الذين لهم حق الانتخاب، ومطعون عليه ومن المفروض حله.
حرب المساجد وسعي الاخوان لتسييسها
ونبدأ بالتطور الخطير والملفت في دلالاته، وهو تسبب الإخوان المسلمين في نقل الخلافات والمعارك السياسية إلى داخل المساجد هم وحلفاؤهم السلفيون، عندما استخدموها خاصة المساجد التابعة لوزارة الأوقاف بعد تعيين الوزير الإخواني الشيخ الدكتور طلعت عفيفي، وزيرا، وبمساندة من الشيخ الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة وهي كبرى الجمعيات الإسلامية، وإخراجه لها عن مسارها الدعوي والخيري البعيد عن السياسة، لتكون فرعاً للإخوان بقيادته، والوزير هو نائبه في الجمعية، والاثنان المهدي وعفيفي، أزهريان وعضوان في مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، وهو ما يلقي بالشبهات حول الموقف السياسي للمجمع، خاصة انه يضم في عضويته إخوان صرحاء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي نشط في الفترة الأخيرة ليحل محل المجمع والأزهر بإصداره - أي الاتحاد - بيانات سياسية تدخل فيها في الشؤون الداخلية لنا، وتحول إلى طرف في الخصومات السياسية بوقوفه صراحة مع الإخوان والرئاسة ضد القوى والأحزاب المعارضةز
وعلينا تذكر أن وزير الأوقاف الإخواني كان قد دعا الشيخ القرضاوي لإلقاء خطبة الجمعة في الأزهر، وأعلن انه سيلقي خطبة فيه كل شهر، ولما واجه معارضه تحايل على الموقف. وقالت الوزارة انها تخطط لأن يلقي الخطبة على التوالي علماء من الأزهر، والقرضاوي أزهري، وجاءت بعده بالدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الاسبق، وكان رئيساً للجنة الدينية في الحزب الوطني الحاكم، لكن المهم ان اللعبة انكشفت.
وسوف يتعرض الجميع للاحراج بعد اندلاع فتنة المساجد، وقيام المصلين بالاعتراض على خطباء الإخوان والسلفيين الذين إذا ما تركوا الوعظ الى الدعاية السياسية، وانزالهم من على المنبر وحدوث معارك داخل المساجد، بلغت أخطر مظاهرها في حادثين، الأول اثناء وجود الرئيس نفسه لأداء صلاة الجمعة في مسجد فاطمة الشربتلي القريب من مسكنه في التجمع الخامس، عندما شبهه الخطيب بالرسول صلى الله عليه وسلم، فحدث هرج ومرج واحتجاج وأوقف الحاضرون الخطيب، وكان موقفاً محرجاً للرئيس ولاح الخطر لبعض الوقت لولا إعلان الرئيس انه غير موافق على ما قاله الخطيب، وبعد انتهاء الصلاة لم يلق الرئيس خطبة كما اعتاد وأسرع الحرس بإخراجه من الباب الخلفي.
والحادث الثاني الأكثر شهرة هو ما حدث للداعية الشهير أحمد المحلاوي إمام وخطيب مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية قرب محطة الرمل، يوم الجمعة قبل الماضي، وكان قد استفز الكثيرين بسبب استخدامه المنبر لمهاجمة معارضي الإخوان ومرسي، وتمادى وركبه الغرور ونسي نفسه عندما قام أنصاره بالقبض على ثلاثة من المصلين المعارضين، واعتدوا عليهم بالضرب مما أدى الى غضب زملائهم، ومحاصرتهم المسجد للإفراج عنهم، وفوجىء بمجموعات من أنصار المحلاوي كانوا مستعدون بالسيوف والعصى وزجاجات المولوتوف والطوب للاعتداء عليهم، ودارت معارك استمرت مدة، ومطاردات في الشوارع المحيطة بالمسجد الى ان تم دفع بلطجية الشيخ بعيدا.
'الحرية والعدالة' تكشف وقائع محاصرة مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية
ولم يفك المتظاهرون الحصار إلا بعد أن أفرج الشيخ عن زملائهم المحتجزين، ورغم ذلك، فان الإخوان والسلفيون استمروا في نشر التبريرات ليغطوا على ما فعله المحلاوي وأنصاره داخل المسجد، وقد أوقع ربك الشيخ في شر اعترافاته دون أن يدري، فقد نشرت له جريدة 'الحرية والعدالة' - لسان حال حزب الإخوان - حديثا يوم الخميس على معظم مساحة الصفحة السابعة، أجراه معه زميلنا أحمد عبدالماجد قال فيه بالنص: 'كانت خطبتي في الجمعة الماضية حول قول الله تعالى: 'أيا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين'.
وكنت أقصد توجيه رسالة إلى طائفتين، أولاهما الإعلام الفاسد الذي لا يراعي الله في نقل الأخبار ويكذبون ويشوهون الواقع. أما الرسالة الثانية الى الشعب الذي يلتقف هذه المعلومات دون تحقيق أو بيان، وهو ما يسبب مشاكل لا حصر لها، وانتهت الخطبة وأدينا الصلاة وجلست مع بعض المصلين بعد الصلاة للدردشة'.
وفي هذه الفقرة اعتراف صريح بشنه هجوما على الإعلام الفاسد المعارض، مع استمرار صديقنا الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وأنصاره في محاصرة مدينة الانتاج الإعلامي حتى يتم تطهير الإعلام، ويتوافق مع الحملات الأخرى التي يشنها قادة الإخوان وعلى رأسهم الرئيس ضد الإعلام، فهل هذا وعظ ديني أم عمل سياسي وانحياز للإخوان المسلمين ودعاية لهم ومهاجمة لمعارضيهم، الذين أصبح من حقهم أما منعه واحترام قدسية المسجد، أو الرد عليه في نفس المكان وأمام المصلين؟ خاصة انه لم يعين المسجد من ماله وأعلن انه مسجد خصوصي له ولمحبيه، وللإخوان والسلفيين فقط؟ وإنما مسجد تابع للدولة ومصروفاته من ضرائب المسلمين والمسيحيين أيضا فهل هذا يليق؟
أما الاعتراف الثاني والأخطر فهو قوله بالنص: 'فوجئنا بعد هذه الجلسة بأفراد مدربين يقذفون المسجد بالحجارة، والبازلت الخاص بقضيب الترام، وأصيب البعض، وقمنا بإغلاق المسجد، ثم قذفوا الشبابيك فأغلقناها، وقبل أن نغلق الأبواب تجرأ اثنان من البلطجية وحاولا الدخول الى المسجد، فامسك بهما المصلون، ووضعوهما في المكتب عندي واحدهما يدعى موسى.
ومن الواضح انه مهم لديهم لأنهم كانوا يساومون على ذلك الرجل بشدة في مقابل مغادرة المكان، ثم جاءت قوات الشرطة ومدير الأمن، وقال لي، أعدك انك لو أفرجت عن الاثنين سيغادران المكان، فقلت له، أنت رجل الأمن المسؤول الآن، وهذه مهمتك، وسلمنا الشخصين وخرجا وعلى الرغم من ذلك لم ينته الحصار، وللمبالغة في الاستفزاز لأن مخططهم كبير، قالوا ان هناك أفرادا آخرين مقبوضا عليهم داخل المسجد ولا بد أن ندخل للتأكد.
دخول الامن والمحامين لمعاينة المسجد
وطلب مدير الأمن منا دخول أحد المحامين التابعين لهم ودخل بصحبته ولم يجد أي شيء، وكانت تمثيلية لاستفزازنا ودخل آخر للسبب نفسه ولم يجد شيئاً أيضاً'.
إذن فهذا اعتراف صريح، باحتجاز معارضين في غرفة مكتب المحلاوي داخل المسجد، والتحقيق معهم بمعرفته وكأنه ضابط مباحث أو وكيل نيابة وقبل ضميره الديني والأخلاقي أن يقول عنهم بلطجية.
وكان في حديث سابق له قد ادعى انه وجد مع واحد منهم قطعة حشيش، أي أن الضرب والاحتجاز حقيقي، وهو الذي أشرف بنفسه عليه، فما الذي كان ينتظره من زملائهم؟ أن يتركوه حتى يقيم عليهم حد الحرابة داخل المسجد؟ والذي يكشف مدى استخفافه بالعقول وعدم التحكم في معاني كلماته، قوله: 'فوجئنا بأفراد مدربين يقذفون المسجد بالحجارة'، وهذه أول مرة أسمع فيها عن تدريب لإلقاء الحجارة.
وما نعلمه هو أطفال الحجارة وأبطالها من الفلسطينيين الذين أبهروا الدنيا بإلقائهم الحجارة على جنود الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، فلماذا لم يتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح بتدريبهم وإمدادهم بالمال والحجارة، لأنه لا يعقل ان تفعل حماس ذلك مع شيخ للإخوان؟
مهزلة ومسخرة، ضمتها بتكذيب نفسه لأن آخر عبارة في الحديث، كانت قوله بالنص: ' وجاء إلى المسجد المستشار محمود الخضيري وحاولت إقناعه بالمغادرة ولكنه رفض وقال، كيف أذهب وأنام والشيخ المحلاوي محاصر هنا'.
محاولات من الاسلاميين لتقديس ائمة المساجد
أي ان البلطجية الذين يحاصرونه تركوا الإخوان المستشار محمود الخضيري يدخل المسجد دون ان يتعرض له أحد، وتكتمل المسخرة، والمهزلة عندما نقرأ في نفس العدد مقال عضو مكتب الإرشاد السابق الشيخ محمد عبدالله الخطيب وهو يحاول ان ينزل دون فائدة دمعتين، من عينيه، ويقول في مقاله بالصفحة الأخيرة بعنوان - رسالة الى فضيلة الشيخ أحمد المحلاوي: 'عشنا معكم في يوم الجمعة وأنتم محاصرون في بيت الله عز وجل صابرون محتسبون وحول مسجدكم مجموعات من الغوغائيين الساقطين السكارى والفسقة الذين تجرأوا على الله عز وجل، ولم يراعوا حرمة لعلماء الأمة ولا لمساجدها، بماذا توصف هذه الأخلاق؟ أهؤلاء بشر أم ذئاب تجرأوا عليكم وخانوا الله ورسوله'. أي انه رفع المحلاوي الى مرتبة الله والرسول؟
التجرؤ على رد كلام المحلاوي أو أحد علماء الدين، تجرؤ على الله وعلى الرسول؟ وهل في مطالبة هؤلاء العلماء صيانة حرمة مساجد الله وعدم استخدامها لأغراضهم السياسية، وعدم تحويلها الى ساحات مشاحنات ومعارك تجرؤ على الله ورسوله؟
وهل الله أوحى إليهم أو طلب منهم الرسول مهاجمة الإعلام؟
والله ممكن في عرف هؤلاء الناس الذين ابتلينا بهم في آخر الزمان، وهو ما يعني اننا نشاهد علامات الساعة.
والمهم انه في فقرة أخرى مسح الشيخ الخطيب عن وجهه علامات الطيبة ورسم علامات الدم والقتل بقوله في فقرة أخرى وجهها للفاسقين والسكارى والغوغائيين والساقطين مما سمح له به أدبه وعفة لسانه: ' ليعلم الذين يتآمرون على عباد الله ويسفكون دماءهم ويستبيحون البغي، عليهم، ان صبر الحليم قد ينفد في أية لحظة، وهنا سيجد هؤلاء من يؤدبهم، وكيف يؤدبهم وسيندمون كبارا وصغارا وكل من شارك في هذه الأثام سيعلم غدا، من الكذاب الأشر'.
والكبار الذين يهددهم بالتأديب وأساليبه هم قادة كفار قريش، حمدين صباحي ومحمد البرادعي وعمرو موسى، الذين يتهمهم الإخوان بتحريك الهجمات ضد مقراتهم والمشكلة في أساليب التأديب التي تجهزها ميليشيا الإخوان لهم، التعذيب بالكهرباء، أو قطع الأيدي والأرجل من خلاف، أم قطع الرقاب في احتفال بمقر الجماعة في جبل المقطم؟
كيف يمكن للمعارضة أن تأمن لهؤلاء الناس وهذه نماذج من قياداتهم؟
مسؤولية الفضائيات في تأجيج الصراع في مصر
وفي نفس العدد قال زميلنا لطفي عبداللطيف: 'اننا أمام مشهد رهيب تعدى كل الحدود وتخطى كل الخطوط الحمراء والصفراء والسوداء، عندما تجد من يعتدي على المساجد وبيوت الله في الأرض، ويظهرون بتبجح على الفضائيات بأسمائهم وأشكالهم وهيئتهم كاملة يعلنون مسؤوليتهم عن ذلك ويصرون على فعلتهم الآثمة، وتظهرهم الفضائيات وهم أمام القائد إبراهيم يحاصرونه ويلقون عليه الحجارة وقنابل المولوتوف وهم يرقصون ويصيحون ويهتفون ويسبون ويتطاولون على الأئمة والعلماء تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية وأمام أعين مدير الأمن ومساعديه الذين يتفاوضون معهم ويسلمونهم اثنين من البلطجية فقرا داخل المسجد وحاولوا الاعتداء على إمامه وخطيبه فاحتجزهم المصلون'.
رفض استخدام المساجد للدعاية السياسية
المهم انه اعترف بحكاية الاحتجاز، وأخيراً، الى 'اللواء الإسلام'، ومقال الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور أحمد محمود كريمة وقوله الرافض لاستخدام المساجد للدعاية السياسية، مدللا على علم العالم الحقيقي ونزاهته، ودفاعه عن الدين ووضعه بعيدا عن أيدي التجار، ونضع قبلة على جبينه ثم تركه يغرد قائلا: 'في تاريخ الخلفاء الراشدين والصحابة المكرمين رضي الله عنهم لما استخدمت ورقة الدين في تصرفات سياسية قتل على اثر ذلك سيدنا عثمان بن عفان وسيدنا علي بن أي طالب والحسن والحسين رضي الله عنهم، وبالتلاعب في الدين وقعت المعارك الدموية الطاحنة مثل صفين والنهروان وغيرها مصادمات بين الأمويين والعباسيين وبين الأتراك والمماليك كل هذا عاد سلباً على تماسك المجتمع المسلم وتشرذم الى فرق شيعة وخوارج ومرجئة وأهل سنة وعلت المذهبيات والعصبيات وحل التفرق بأوحاله بانتشر التكفير والحكم بالبدعة والفسق والتقى المسلمان بسيفيهما كل ذلك بأوزاره ومضاره يعود الى التلاعب بورقة الدين، وعلى نفس المنوال وذات النهج أحزاب سياسية وفرق دينية تريد أن تشتغل بالسياسة تحت غطاء الدين فالواقع خير شاهد، ألسنة منفلتة وتعدي لحدود الله وارتكاب تصرفات السياسة المعاصرة الكذب والخداع ونقص العهود والمراوغة والنفاق كل هذا لا يليق بالمشتغلين بالسياسة فلا يصح مطلقاً أن يمارسها منتسبون الى الدعوة الإسلامية لأن الدين الحق بمكارم أخلاقه ومحاق صفاته على نقيض ذلك تماماً، ومن أراد أن يشتغل بالسياسة فعليه ألا يأخذ الدين مطية أو ستاراً قال تعالى: 'ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب' وفي الحلوق مرارة وفي الماء ماء كثير'.
مكانة مصر المرموقة في الاديان
ونأتي الآن إلى القضية الخطيرة التي فجرها المرشد العام للإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع مع الجيش، عامدا، متعمدا، رغم انه أنكر وحاول التراجع، وذلك في رسالته التي نشرتها جريدة الحرية والعدالة يوم الجمعة الماضي، واستخدم فيها أغنية أم كلثوم وقصيدة الشاعر حافظ إبراهيم، وعنوانها - مصر تتحدث عن نفسها - فكان مقاله عنوانه - شعب مصر يتحدث عن نفسه - دون أن يشير إلى القصيدة وصاحبها، وعدم مراعاة حق ورثته، فقد قال بالنص: 'إن لمصر شأنا عظيماً وتاريخاً عريقاً قديماً وحاضراً ترمقه الأنظار، وتتشوق إليه القلوب، ومستقبلا زاهرا باسما 'لا ينشر خيره على مصر وحدها ولكن آمال البشرية عامة والمسلمين خاصة والشرق الأوسط المسلم العربي بخصوصية زائدة.
لقد أكرم الله تعالى مصر بميزات كثيرة من أهلها وتاريخها وجغرافيتها وأبان فضلها بآيات من القرآن وأنزل فيها من البركات ومر بها وعاش فيها من الأنبياء والعلماء والخلفاء والحكماء والخواص والملوك والعجائب مما لم يختص به بلد غيرها ولا ارض سواها، وقد ذكر الله مصر في كتابة العزيز في أربعة وعشرين موضعاً منها ما هو بصريح اللفظ ومنها ما دلت عليه القرائن والتفاسير، وقيل: من أراد أن ينظر إلى شبه الجنة فلينظر الى أرض مصر إذا ازدهرت، إن ذلك ان دل على شيء فإنما يدل على أن مصر باقية وأن خيرها وفير بشرط أن يمسك بأمرها من يجمع بين الايمان والعلم كما قال يوسف عليه السلام: 'إني حفيظ عليم'، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وصيته الغالية يصف أهل مصر بأنهم خير أجناد الأرض، أي أنهم جنود طيعون يحتاجون الى قيادة ولما كانت هناك قيادات فاسدة تبعها هؤلاء الجنود فيحتاج الى قيادة رشيدة مع توعية الجنود، إن من حق الإنسانية عليكم أن تتقدموا لا لنهضة مصر فقط ولكن لتخليص البشرية من ويلاتها وآلامها التي حلت بها بسبب النظام العالمي الجديد الذي يتشدقون به، ولقد تنبأ الإمام حسن البنا - رحمه الله - بأن المستقبل للإسلام فقال: 'لقد كانت قيادة الدنيا في وقت ما شرقية بحتة ثم صارت بعد ظهور اليونان والرومان غربية ثم نقلتها النبوات الموسوية والعيسوية والمحمدية الى الشرق مرة ثانية ثم غفا الشرق غفوته الكبرى ونهض الغرب نهضته الحديثة فكانت سنة الله عز وجل التي لا تتخلف وورث العرب القيادة العالمية وهاهو ذا العزب يظلم ويجور ويطغى وبحار يتخبط فلم تبق إلا أن تمتد ير شرقية قوية يظللها لواء الله سبحانه وتخفق على رأسها راية القرآن ويمدها جند الإيمان القوي المتين 'فإذا بالدنيا مسلمة هانئة'.
رد الجيش العنيف على المرشد
وهذا الكلام معناه الواضح أن مصر في حاجة إلى قيادة الإخوان المسلمين لجندها، والكلمة هنا تنصرف إلى الجنود، وإلى القيادات العسكرية، وهو ما أدى إلى ردة فعل عنيفة وسريعة من جانب الجيش، واتهام المرشد بتحريض الجنود على قياداتهم، أو اتهامه للقيادة العسكرية السابقة بالفساد، لكنه سارع بإصدار بيان ينفي فيه ذلك.
وقال فيه - نقلا عن الحرية والعدالة يوم الأحد، وعرض زميلنا إسلام توفيق:
'طالعتنا بعض وسائل الإعلام بتفسيرات مغلوطة وخاطئة وموجهة لفقرة في رسالتي الاسبوعية الصادرة يوم الخميس 20-12-2012م وذلك بحديثها عن أني تحدثت عن الجيش المصري وأساءت لقيادته وهو ما لم يرد على الإطلاق في نص الرسالة المنشورة والموزعة على وسائل الإعلام كافة، إن المقطع المشار إليه كان خلال رسالته الاسبوعية في معرض الحديث عن مصر وأهلها وقيادتها السياسية عبر التاريخ ولم يتطرق الحديث عن القيادة العسكرية بأي صورة من الصور وهذا نص المقطع و'رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته الغالية يصف أهل مصر بأنهم خير أجناد الأرض أي انهم جنود طيعين يحتاجون الى قيادة، ولما كانت هناك قيادات فاسدة تبعها هؤلاء الجنود فيحتاج الى قيادة رشيدة مع توعية الجنود' أن الفقرة التي قبلها تتحدث عن القيادة السياسية بوضوح تام لا لبس فيه وهذه الفقرة تتحدث عن شعب مصر والفقرة التي تليها تتحدث عن وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بأقباط مصر'.
والمؤسف ان الفقرة السابقة لا ذكر فيها ابداً ذكر للقيادة السياسية في مصر، وهذا إنكار لا يليق لأن المقال منشور بالكامل في جريدتهم، إذن فهو يقصد قيادة الجيش وجنوده، ولو كان يقصد بالجنود، شعب مصر كله، لأوضح ذلك، صراحة حتى يفهمه الناس على وجهه الصحيح، أما أن يلقي بالكلام لاختبار رد فعل قيادة الجيش عليه، فإذا ابتلعته وخافت، واصل الهجوم لتركيعها ثم قبولها ما يريده الإخوان منها، والتمهيد للإجراءات التي يخططون لها، سواء بإصدار قرارات مفاجئة بعزل هذه القيادات، أو إجبارها على الأقل لادخال دفعات في الكليات الحربية من طلاب الإخوان وتنقلات في قيادات الكتائب او الفرق، الله أعلم ماذا يخططون له في هذه المرحلة، أما إذا ردت قيادة الجيش برفضها التهديدات المبطنة، فالتراجع موجود وسهل، وهو تفسير للعبارات.
وكان رسم زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم في 'الشروق' يوم الأحد، عن جندي ضخم، وبجواره تعليق 'أصغر جندي في الجيش المصري'، وعلى بعد منه، المرشد في حجم النملة.
السيسي: انحياز الجيش للشعب
كما جاء رد غير مباشر من وزير الدفاع والقائد العام للجيش الفريق عبدالفتاح السيسي، أثناء لقائه مع قيادات في الجيش يوم الاثنين ونشرته صحف الثلاثاء، وأكد فيه على انحياز الجيش للشعب وأن القيادات العسكرية السابقة أدت دورها، ولم تشر جريدة حزب الإخوان إليه حتى لا يتعرف خير أجناد الأرض على اسم قائدهم.
وتوالت الهجمات فوق أم رأس المرشد، فيوم الأحد قال زميلنا في الوطن محمود مسلم وهو يهاجم قيادة الجيش: 'انتقضت الرموز السياسية المعارضة بل والشعب بينما التزم الجيش القيادات والضباط الصمت، وهو أمر يثير الدهشة والاستغراب بل والشفقة! كل يوم يثبت القضاة أنهم قادرون على الدفاع عن استقلالهم وكرامتهم بينما يصمت الجيش المصري أمام ما يوجه إليه من تجاوزات خاصة إذا كانت من مرشد الإخوان وليست من مواطن عادي، وكان أولى بالرئيس مرسي أن يدافع عن جيش مصر، لكن الجميع يعلم أن ذلك لن يحدث لأن مرسي لا يستطيع مواجهة مرشده الذي تراجع قليلا عن تصريحاته لكنه لم يعتذر، وانتظروا الخطوة المقبلة ستكون أشد قسوة على جيش مصر العظيم، ظهرت نداءات كثيرة خلال الاسابيع الماضية من بعض قوى المعارضة تطالب الجيش بالتدخل لحمايتهم من عدوان الإخوان ويبدو أن قيادات الإخوان بهذه التصريحات أرادوا تصدير رسالة لهؤلاء بأن الجيش هو من يحتاج الى تدخل الشعب ليحميه من عدوان الإخوان!'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.