تتواصل الجهود الدولية والعربية لإجلاء آلاف الفارين من ليبيا وإعادتهم إلى بلدانهم. ويأتي ذلك في الوقت الذي عبرت فيه منظمات حقوقية عن تخوفها إزاء مصير الأجانب الذين مازالوا عالقين في هذا البلد الذي يشهد وضعا صعبا للغاية منذ حوالي أسبوعين. ووصفت منسقة الأممالمتحدة لشؤون الإغاثة فاليري أموس في تصريحات اليوم الوضع بالمأساوي. وتتجند الدول المجاورة لليبيا وهي تونس ومصر والجزائر لاستقبال هؤلاء الفارين عبر إيوائهم وضمان إيصالهم إلى بلدانهم. وذكرت مصادر رسمية تونسية أن عدد الذين عبروا الحدود التونسية الليبية منذ العشرين من الشهر الماضي وصل إلى 100 ألف شخص، في حين أكدت مصادر تونسية أخرى عبور 3000 يوم الجمعة. وفي الجزائرالمجاورة لليبيا، أكدت السلطات أمس السبت أن تعليمات وجهت للهلال الأحمر الجزائري من أجل القيام بالتعاون مع الهلال الأحمر التونسي للتكفل بآلاف اللاجئين، كما قررت إيفاد قافلة إنسانية تتضمن بعثة طبية للغرض نفسه توجهت إلى المركز الحدودي الليبي التونسي رأس جدير. وتتألف القافلة التي انطلقت من مدينة تبسة في أقصى شرق الجزائر من عشر شاحنات محملة بنحو 200 طن من الأدوية والمواد الغذائية والفرش والبطانيات والخيم بالإضافة إلى ثماني سيارات إسعاف مجهزة بالكامل ووفد من الأطباء الجزائريين يتألف من 33 طبيبا وممرضين. من جهة أخرى عاد إلى المغرب عبر ميناء طنجة على البحر المتوسط صباح اليوم الأحد أكثر من 1400 مواطن مغربي على متن باخرة مغربية أرسلت لإجلاء الراغبين في مغادرة ليبيا. وأقلت الباخرة المغربية "بركان" أيضا نحو 93 أجنبيا ينتمون لبلدان أخرى، من بينها الجزائروتونس والسودان ومصر وغامبيا وموريتانيا ومالي والسنغال وفلسطين ولبنان. وتسهم الدول الغربية خاصة الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي في عملية الإجلاء بإرسال بوارج حربية إلى تونس لنقل الرعايا ومعظمهم من مصر. فقد وصل 132 مصريا اليوم الأحد إلى القاهرة بعدما أجلتهم طائرات أميركية تابعة لمشاة البحرية وللقوات الجوية من تونس. في حين قال مسؤولون إن الولاياتالمتحدة ساهمت أيضا بمبلغ ثلاثة ملايين دولار إلى المنظمة الدولية للهجرة لمساعدة الرعايا الأجانب الفارين من ليبيا على الوصول إلى أوطانهم في أفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا. بوارج من جهتها أعلنت قيادة الجيش الألماني في بوتسدام عن تحرك ثلاث سفن تابعة للبحرية الألمانية مساء السبت من ميناء قابس التونسي باتجاه ميناء الإسكندرية المصري وعلى متنها أكثر من 400 مصري فروا من ليبيا. وكشف مساعد وزير الخارجية محمد عبد الحكم أمس السبت أن بلاده تمكنت حتى الآن من إجلاء نحو 145 ألفا من مواطنيها، مشيرا إلى أن دولا ساهمت في عملية الإجلاء، من بينها بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وأضاف أن وصول اللاجئين مستمر عبر الطريق الجوية والبرية والبحرية، مشيرا إلى وجود صعوبات في نقل المصريين من أماكن عدة خاصة في مدينة مصراتة. كما قررت الحكومة التركية اليوم الأحد تخصيص سفينة وفرقاطة من البحرية من أجل إجلاء نحو 1200 مصري من طرابلس بليبيا إلى الإسكندرية. ويذكر أن العشرات من اللاجئين من بنغلاديش والصومال وفيتنام وغيرهم عبروا الحدود التونسية مشيا على الأقدام.