انتقد العقيد الليبي معمر القذافي اعتراف فرنسا بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يقود الثورة ضد نظام حكمه، ووصف الموقف الفرنسي بأنه تدخل في شؤون ليبيا. وقال إن هذا الاعتراف مثير للضحك. وأضاف في مقابلة مع قناة فرانس 24 أن الموقف في ليبيا لا يثير قلقًا، وأن الاتحاد الأفريقي سيوفد لجنة لتقصي الحقائق، حتى يؤكد للعالم أن ما ينشر عن ليبيا في الخارج كذب مائة في المائة حسب تعبيره. وبحسب القذافي فإن ليبيا شريك مهم للغرب في احتواء خطر تنظيم القاعدة ومن يحاولون الهجرة إلى أوروبا بطريقة غير مشروعة، وذلك في تحذير على ما يبدو للحكومات التي تعتزم فرض عقوبات على نظامه. ونفى القذافي أن تكون قوات الأمن الليبية قد أطلقت النار على الأبرياء، مجددا الادعاء بأن ما يجري من تدبير تنظيم القاعدة. تنحي القذافي إلى ذلك أعلن المجلس الانتقالي الاثنين أنه لا مجال لحوار موسع مع حكومة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، وأن أي محادثات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي. ويأتي هذا الموقف ردا على مناشدة من رئيس وزراء ليبيا في ثمانينيات القرن الماضي جاد الله عزوز الطلحي -وهو من الشرق الليبي- الذي ظهر في التلفزيون الحكومي وهو يقرأ كلمة موجهة إلى شيوخ قبائل مدينة بنغازي يدعوهم فيها إلى حوار وطني "لوقف إراقة الدماء". وردا على سؤال عن هذه الكلمة، قال المسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي أحمد جبريل لوكالة رويترز إنه على معرفة وثيقة بالطلحي "وهو شخصية محترمة في ليبيا ورجل وقف أمام القذافي". وأضاف أن المحتجين أوضحوا أن أي مفاوضات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي، مشيرا إلى أنه ليست هناك أي تسوية أخرى. وناشد الطلحي شيوخ القبائل "منح فرصة للحوار الوطني وحل الأزمة والمساعدة في وقف إراقة الدماء وعدم منح الأجانب فرصة لاحتلال البلاد ثانية". لكن المناشدة لم تشر إلى أي تنازلات قد تكون حكومة القذافي مستعدة لتقديمها. وتؤشر إذاعة المناشدة في التلفزيون الحكومي على أنها تحظى بتأييد رسمي، لكن القذافي وأعوانه لم يبدوا أي استعداد يذكر للحوار، ويصفون المحتجين بأنهم شبان مسلحون وقعوا تحت تأثير المخدرات ويتلاعب بهم تنظيم القاعدة وقوى أجنبية.