اختتمت مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا اليوم الأربعاء اجتماعها في الدوحة بالاتفاق على ضرورة تنحية العقيد معمر القذافي كوسيلة لأي حل سياسي والاعتراف بالمجلس الانتقالي في بنغازي ممثلا شرعيا للتحاور معه وضرورة حماية المدنيين وقيام حلف شمال الأطلسي (ناتو) بكل ما يلزم ودعم الثوار ماديا. وبحسب البيان الختامي الذي تلاه رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أكد المشاركون في الاجتماع الذي حضرته عشرون دولة ومنظمة على أن القذافي فقد الشرعية وعليه ترك الحكم والسماح للشعب بتقرير مستقبله. وشدد على استمرار تنفيذ قراري مجلس الأمن 1970 و1973 وفرض إجراءات إضافية لحرمان نظام القذافي من العوائد المالية، وعلى الوقف الفوري لإطلاق النار وانسحاب كتائب القذافي من المناطق المتواجدة فيها. وأكدت مجموعة الاتصال على أن الحل السياسي سيكون بتنحية القذافي حتى يمكن البدء بالعملية السياسية، واعترفت بالمجلس الانتقالي في بنغازي ممثلا شرعيا للتحاور معه، ودعت لإنشاء آلية مالية مؤقتة لدعمه. وشددت على ضرورة حماية المدنيين والعمل على فتح طرق آمنة لنقل المساعدات وإخلاء الجرحى، وإطلاق المعتقلين والسجناء السياسيين، والعمل على إعادة الخدمات الأساسية للشعب الليبي. ورحبت بقيادة الناتو للعمليات العسكرية ضد كتائب القذافي، ودعت لرصد تحركات أي مجموعات متطرفة تسعى لاستثمار الوضع في ليبيا. كما رحبت بالمبادرة الأفريقية وبالجهود الأممية سعيا للانتقال للعملية السياسية وتشكيل حكومة منتخبة يكون للشعب الليبي حرية اختيارها. وأشار البيان إلى أن اجتماعا لاحقا سيعقد في إيطاليا ويحدد موعده في المستقبل القريب. وكان ولي العهد القطري تميم بن حمد آل ثاني فد قال في كلمته -لدى افتتاح اجتماع مجموعة الاتصال- إن النقطة المحورية تتمثل في تحقيق الاتصال والتعاون بين الشعب الليبي والمجتمع الدولي، بالإضافة إلى دعم الشعب الليبي في إيجاد الظروف السياسية التي تمكنه من تقرير مصيره بما في ذلك شكل النظام السياسي الذي يرتئيه. وقال إن قطر سارعت بتقديم المساعدات الإنسانية وشاركت في الجهد العسكري لحظر الطيران، كما قامت بنقل العديد من المواطنين من رعايا الدول العربية الذين تعذرت عليهم العودة إلى أوطانهم، كما اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي. من جهته وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته الوضع في المدن الليبية بالخطير جدا وخاصة في مصراتة، وقال إن قوات التحالف تواصل عملياتها العسكرية لحماية المدنين، مشيرا إلى أن القتال مستمرا رغم الجهود الدبلوماسية. وكشف بان كي مون أنه تباحث قبل مجيئه إلى الدوحة مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي وأنه أكد له الحاجة إلى وقف فوري للقتال في ليبيا، كما دعا إلى حشد كل الإمكانيات لمساعدة الشعب الليبي، مؤكدا الحاجة الى 310 ملايين دولار للدعم الإنساني للشعب الليبي. مطالب ومن جهة أخرى، قال مسؤول الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني الإنتقالي في ليبيا، علي العيساوي للجزيرة إن المجلس طرح على المجتمعين وجهة نظره حيال ما يحدث في بلاده من ما سماها جرائم القذافي. وأضاف أن المجلس قدم جملة من المطالب بينها تطبيق القرار الأممي 1973 وخاصة فقرته المتعلقة بحماية المدنيين، مؤكدا أن المجتمعين متفقون على شرعية ودعم مطالب الشعب الليبي. ويذكر أن المجلس الانتقالي طالب قبل اجتماع الدوحة بالاعتراف به وبتسليح الثوار. ومن جهة أخرى، أعلن علي العيساوي في تصريح للجزيرة اليوم أن وزير خارجية ليبيا السابق موسى كوسا المنشق عن نظام القذافي لا علاقة له باجتماع اليوم، وقال إن انشقاقه لا يعني أنه عضو في المجلس الانتقالي. وكشفت مصادر للجزيرة أن موسى كوسا لم يدع لاجتماع الدوحة. يذكر أن اجتماع الدوحة يشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة ووزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا واليونان وتركيا. ويمثل الولاياتالمتحدة في الاجتماع وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية. كما يشارك وزير خارجية الدانمارك لين إسبيرسن والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو والأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ. وتحضر الاجتماع دول مجلس التعاون الخليجي العربية الست إلى جانب كل من لبنان والعراق والمغرب.