محمد النجار-عمان اعتقلت قوات الأمن الأردنية الجمعة العشرات من عناصر التيار السلفي الجهادي، بينهم القيادي في التيار أبو محمد الطحاوي، وذلك على خلفية اشتباكات جرت معهم بمدينة الزرقاء شرق العاصمة عمان. وقد اعتقلت السلطات الأردنية أبو محمد الطحاوي فور الانتهاء من مقابلة مع الجزيرة، أنكر خلالها صحة ما بُث من صور لأعضاء التيار السلفي وهم يحملون أسلحة بيضاء أثناء مواجهاتهم مع قوات الشرطة في الزرقاء. وبينما أعلن مدير الأمن العام الفريق حسين المجالي اعتقال 17 من السلفيين الجهاديين ومتابعة آخرين، قالت مصادر في التيار إن الاعتقالات تجاوزت الثلاثين، وإن هناك "حملات مداهمات" لمنازل خاصة في عمان. وتحدث المجالي عن حماية رجال الأمن لاعتصام السلفيين من مسيرة مناوئة لهم، ومنع أي اعتداء عليهم لمدة ساعتين، دون أي يحدث أي احتكاك معهم "باعتبارهم مواطنين بغض النظر عن الفكر الذي يحملونه". لكنه اتهم السلفيين "بالتحرش بمواطنين وأصحاب محال تجارية"، وأضاف أن الأمن لم يتدخل إلا عندما تطور الأمر لاشتباكات. اتهام واعتبر المجالي أن الدليل على النية المبيتة لدى السلفيين للاعتداء على رجال الأمن "طريقة انتشارهم وحراستهم للموقع، حيث حاولوا استفزاز الأمن، إلا أن رجال الأمن مارسوا سياسة الانضباط والاحتواء". واتهم المجالي السلفيين بالتهجم على المواطنين بعد ابتعادهم عن مكان الاعتصام بأسلحة وخناجر وسيوف وقضبان حديدية، وقال إنهم كانوا يخبئون أسلحة داخل سياراتهم. وتحدث عن إصابة 83 فردا من الأمن العام منهم بعض كبار الضباط، منهم 32 "جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع"، و51 أصيبوا نتيجة الاعتداء عليهم، منهم 4 ما زالوا يعالجون نتيجة إصابتهم بأدوات حادة. واتهم المجالي السلفيين بأن لديهم "نية مبيتة" للاعتداء على رجال الأمن، وقال إنهم حضروا أسلحة لهذه الغاية، لكن قيادات "الجهاديين" نفت هذه الرواية واتهمت الأمن بالتحالف مع "بلطجية" للاعتداء عليهم. تناقض على الجانب الآخر استغرب القيادي البارز في التيار السلفي الجهادي جراح الرحاحلة بشدة الرواية التي ساقها المجالي. وقال للجزيرة نت "المشهد كان واضحا لرجال الأمن، حيث قمنا بالتعاون معهم طوال فترة سير الاعتصام لعدم حدوث أي احتكاك مع البلطجية الذين شاهدهم ضباط الأمن وهم يرمون الحجارة علينا ويسبون الذات الإلهية ويشتمون أعراضنا". وأضاف "أنا كنت آخر من غادر الموقع لتأمين خروج شبابنا وعدم حدوث أي احتكاك، وعندما خرجت آخر مجموعة واقتربت من دوار الجيش في الزرقاء قام البلطجية برشق حافلاتنا بالحجارة، فقام شبابنا بالنزول حيث هرب البلطجية لنتفاجأ في لحظات بحضور عدد كبير من راشقي الحجارة من جهة والدرك من الجهة الأخرى". وبين أنه طلب من رجال الأمن ترك الأمر له لإعادة الشباب للحافلات، غير أنهم "اعتدوا علينا بضرب مبرح، فكان شبابنا يدافعون عن أنفسهم بعصي اليافطات وما توفر لهم"، نافيا حمل أدوات حادة من قبلهم. وقال "نفذنا سبعة اعتصامات منذ شهرين دون أن يخدش أي شخص وكنا نحافظ على أمن الناس، وأعتقد أن هناك من أراد أن ينصب لنا فخا فوقع فيه هو". اعتقالات ومن بين المعتقلين القيادي البارز في التيار الدكتور سعد الحنيطي، الذي قالت زوجته للجزيرة نت إن قوة كبيرة من الأمن دهمت منزله بمنطقة أبو علندا جنوبعمان. وأضافت أنه جرى اعتقاله واعتقال اثنين من أشقائه وابن أحد أشقائه (13 سنة) بعد أن اعتدوا عليهم بالضرب المبرح، وقالت "تم حمل زوجي وشقيقيه حملا من شدة الضرب الذي تعرضوا له". وقبيل اعتقاله صرح الحنيطي للجزيرة نت إن أشخاصا مدنيين اعترضوا سيارته مساء الجمعة بمنطقة المقابلين جنوبعمان وقاموا بإطلاق الرصاص عليها، معتبرا أن ما جرى محاولة لقتله، وأضاف أنه كان يحضر لمؤتمر صحفي يرد فيه على ما ورد في رواية الأمن العام عند إطلاق الرصاص عليه