أصيب عشرة أشخاص في مدينة تعز اليمنية اليوم عندما أطلقت قوات الأمن النار والغازات المسيلة للدموع لتفريق مظاهرة ضخمة مناوئة للرئيس علي عبد الله صالح، وذلك غداة مظاهرات حاشدة بصنعاء تطالب بالتنحي الفوري للرئيس وترفض المبادرة الخليجية التي تتضمن تنحيه خلال شهر. ونقلت وكالات الأنباء أن قوى الأمن تدخلت بشكل كثيف لمنع تقدم المتظاهرين في حي بجنوب شرق تعز الواقعة على مسافة 200 كلم جنوبي صنعاء، مما أدى لإصابة عشرة أشخاص بالرصاص وإصابة آخرين بآثار الغاز المسيل للدموع. وذكر شهود عيان أن آلاف المتظاهرين قدموا من خارج تعز ثاني أكبر المدن اليمنية، للالتحاق بالمتظاهرين داخلها قبل أن تتم مواجهتهم بقوات من الشرطة والجيش فضلا عن مسلحين يرتدون ملابس مدنية. وعبر المتظاهرون الذين قدرت وكالة الأنباء الفرنسية عددهم بمئات الآلاف، عن رفضهم للمبادرة الخليجية التي تنص على تنحي الرئيس خلال شهر ومنحه ضمانات بعدم الملاحقة، وطالبوا بتنحيه على الفور مع تقديمه للمحاكمة، في حين قام بعض المتظاهرين بنزع صور صالح الموجودة بشوارع المدينة. كما ذكرت مصادر للجزيرة أن قوات الحرس الجمهوري قامت باعتقال عشرات المتظاهرين في تعز. وفي اتصال هاتفي مع الجزيرة من تعز، قال الصحفي والناشط السياسي عبد القوي العزاني إن الشباب المتظاهرين مصرون على الاستمرار في التظاهر حتى تلبية مطالبهم. رفض مطلق وكان ائتلاف شباب ثورة التغيير السلمي عبر عن رفضه المطلق لأى مبادرة لا تنص صراحة على التنحى الفورى للرئيس دون قيد أو شرط، ودعا خلال مؤتمر صحفي عقده في صنعاء أمس المعتصمين بساحة التغيير وجميع ميادين وساحات الجمهورية إلى عدم الالتفات لأى مبادرة أو تسوية يمكن أن تطيل عمر النظام. كما دعا الائتلاف إلى تصعيد الموقف وتحديد ما أسماه ساعة الصفر لإسقاط النظام، قبل أن يتوجه بالحديث إلى دول مجلس التعاون الخليجي مؤكدا لها أن نظام صالح "مراوغ وكذاب ولا يفي بعهوده وأن وجوده أصبح خطرا ليس على الشعب اليمني فحسب بل على المنطقة برمتها". من جهة أخرى انتقد الائتلاف أحزاب اللقاء المشترك المعارض لموافقتها على المبادرة الخليجية بشروط، وقال إن هذه الأحزاب لا تمثل إلا نفسها ودعاها إلى الكف عن الدخول في أي مبادرة أو حوار مع صالح ونظامه. وكان صالح أعلن السبت قبوله للمبادرة الخليجية، لكنه عاد الأحد وأكد أنه لن يترك منصبه ولن يسلم السلطة إلا لخليفته الذي سيتم اختياره من خلال الانتخابات، معتبرا أن الدعوة إلى تنحيه انقلاب على الشرعية الدستورية. ونقلت وكالات الأنباء أن صالح قال خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن تنحيه عن السلطة يعني تسلم من سماهم الانقلابيين زمام الأمور في اليمن. وحذر صالح من أن "تنظيم القاعدة يتحرك داخل معسكرات الجيش التي خرجت على الشرعية" وفي أماكن الاعتصامات، كما اتهم الدول الغربية بالتغاضي عما وصفه بالأعمال التخريبية لتنظيم القاعدة في اليمن، محذرا من أن الغرب "سيدفع ثمن ذلك غاليا". مقتل جنود على صعيد آخر، لقي عشرة أشخاص، بينهم سبعة جنود، مصرعهم وأصيب العشرات في اشتباكات جرت أمس بين جنود من الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين في ضاحيتي الزاهر بمحافظة البيضاء والحد بمحافظة لحج جنوبي اليمن. ونقل مراسل الجزيرة نت ياسر حسن عن مصادر محلية أن تعزيزات من الحرس الجمهوري قدمت من محافظة البيضاء من أجل فك الحصار الذي تفرضه جماعات مسلحة على معسكر الحرس الجمهوري في جبل العر بضاحية الحد، وعند وصولها إلى ضاحية الزاهر هاجمها مسلحون قبليون مما أدى إلى مقتل أربعة جنود واثنين من المسلحين إضافة إلى جرحى من الطرفين. وأضافت المصادر للجزيرة نت، أن التعزيزات تقدمت بعد ذلك باتجاه المعسكر المحاصر لتصطدم عند مدخله بالمسلحين مما أدى إلى مصرع ثلاثة جنود وأحد المسلحين وجرح العشرات من الطرفين، كما تمكن المسلحون من أسر ثلاثين جندياً وتفجير ثلاث مصفحات، ولاذ من تبقى من الجنود بالفرار. ووصف محمد العامري، وهو عضو بالمجلس المحلي بضاحية الحد، ما حدث أمس بأنه كان مروعا، موضحا للجزيرة نت أن قوات الحرس الجمهوري قامت بقصف عشوائي أدى لتضرر عدد من المنازل بالمناطق المحيطة بالمعسكر.