قتل شخص وأصيب آخرون بجروح عندما اقتحم أفراد من قوات الأمن والجيش اليمنيين تدعمهم الدبابات ساحة الاعتصام بحي المنصورة بمدينة عدن في جنوب اليمن، كما قتل اثنان من العسكريين وأصيب آخرون منهم مدنيون في ذات الحي باشتباكات مسلحة. يأتي ذلك غداة مظاهرات شارك فيها أمس نحو أربعة ملايين يمني للمطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة فورا ومحاكمته، وبالتزامن مع إضراب عام شل الحياة في عدن. وذكرت مصادر الجزيرة أن قوات الأمن طاردت المتظاهرين وسط المنازل المحيطة بالساحة وأن عددا كبيرا منهم أصيب جراء إطلاق النيران. وذكر الصحفي اليمني أنيس منصور في اتصال مع الجزيرة أن الدبابات "تجوب الآن وسط الميدان" وأن الجنود وقوى الأمن دمروا كل شيء في ساحة الاعتصام. وأضاف –وأصوات الرصاص يمكن سماعها بوضوح على خلفية المكالمة- "دمروا غرفة الإسعاف والمركز الإعلامي وحتى المسجد بجانب الساحة لم يسلم من الاعتداء. وأكد سقوط قتيل في عملية الاقتحام وجرحى بينهم واحد في حالة موت سريري، مشيرا إلى أن الرصاص كان يستهدف الرأس والقلب. عصيان مدني يأتي ذلك متزامنا مع إغلاق مؤسسات القطاع المدني والمتاجر أبوابها استجابة لدعوات إلى العصيان المدني في مدينة عدن. ونقل مراسل الجزيرة نت في عدن سمير حسن عن مسؤول محلي قوله إن ضابطا في سلاح الدفاع الجوي قتل وأصيب جنديان آخران وأربعة مواطنين في اشتباكات عنيفة شهدتها المنصورة صباح اليوم. وأشار المصدر إلى أن مسلحين رموا قنبلة يدوية على قسم شرطة المنصورة، مما أدى إلى تبادل كثيف لإطلاق النيران أسفر عن مصرع ضابط وإصابة جنديين وأربعة مواطنين كانوا موجودين بمنطقة الاشتباكات. وقال خبر بثته خدمة 26 سبتمبر موبايل التابعة لوزارة الدفاع اليمنية إن مسلحين قتلوا ضابطا وجنديا وجرحوا اثنين آخرين. مظاهرات مليونية وتأتي هذه التطورات بعد ما تظاهر أمس نحو أربعة ملايين يمني بأكثر من 17 محافظة للمطالبة بتنحي الرئيس صالح عن السلطة فورا ومحاكمته بدل منحه حصانة، كما تقترح المبادرة الخليجية، في حين جدد صالح تمسكه بالسلطة وب"الشرعية الدستورية". وقال مراسل الجزيرة نت في صنعاء عبده عايش إن نحو مليون ونصف مليون متظاهر تجمعوا في شارع الستين مطالبين بتنحي صالح ومحاكمته على "جرائم القتل وسفك دماء المتظاهرين المسالمين". وردد المشاركون شعارات من بينها "يا شهيد ارتاح ارتاح.. سوف يحاكم السفاح"، وأكدوا أنهم سيظلون معتصمين حتى يسقط النظام. وفي ساحة الحرية في مدينة تعز تظاهر مئات الآلاف مطالبين بتنحي صالح ومحاكمته هو وأقاربه وأركان نظامه فورا. أما في مدينة إب فقد شارك مئات الآلاف في "جمعة الوفاء للشهداء". وفي محافظة ذمار تظاهر مئات الآلاف للمطالبة بإسقاط الرئيس ومحاكمته وأعوانه، ووصفوه ب"السفاح". كما خرجت مظاهرات حاشدة في محافظات عدن والبيضاء وصعدة لنفس المطالب. تمسك بالسلطة وبالمقابل جدد الرئيس صالح أمام جمع من أنصاره وفدوا إلى ساحة السبعين في صنعاء من جميع أرجاء البلاد تمسكه بالسلطة، مستندا في ذلك إلى ما سماه "الشرعية الدستورية". وقد توافدت على صنعاء حشود مناصرة للرئيس، ونظمت تجمعا حاشدا سمته "جمعة الشرعية الدستورية". وقال صالح إن هذه الجماهير "خرجت لتعلن تمسكها بالشرعية الدستورية، ورفضها للانقلابات" ووصف معارضيه ب"القتلة والخونة والعملاء". اعتقالات واشتباكات إلى ذلك احتجزت قوات الأمن بمدينة تعز سيارة إسعاف تابعة للمستشفى الميداني بساحة الحرية واعتقلت طاقمها الطبي المكون من ثلاثة أفراد، ثم أودعتهم بقسم الشرطة في سوق الجملة قبل نقلهم إلى معتقل البحث الجنائي. وهدد شباب الثورة بساحة الحرية بالتحرك بتسيير مظاهرة احتجاجية إلى مبنى البحث الجنائي للإفراج عنهم. هدنة وفي موضوع آخر، تمكنت لجنة وساطة أرسلتها حكومة صنعاء من إبرام هدنة يتوقف بموجبها القتال بين قوات للحرس الجمهوري ومسلحين قبليين في ضاحية الحد يافع بمحافظة لحج (جنوب) كما يفيد مراسل الجزيرة نت في لحج ياسر حسن. وقال عضو اللجنة النائب عبد الله علي الخلاقي إنهم توصلوا مع أطراف النزاع إلى عقد هدنة مدتها 15 يوما يتم خلالها الجلوس مع أطراف النزاع وأهالي المنطقة، مشيرا إلى أنه لابد من النزول عند رغبة أهالي المنطقة المطالبين بانسحاب المعسكر من المنطقة، ولافتا إلى أنه سيتم خلال اليومين القادمين إطلاق سراح ثلاثين جنديا يعتقلهم المسلحون المحاصرون للمعسكر. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل وإصابة نحو 30 شخصا في صفوف الطرفين. يُذكر أن المجاميع القبلية المسلحة يقودها طاهر طماح قائد كتائب سرو حمير التابعة للحراك الجنوبي. المصدر:الجزيرة + وكالات