دعا رئيس الوزراء المصري عصام شرف الى اجتماع طاريء لمجلس الوزراء يوم الاحد بعد مقتل عشرة في اشتباكات بمنطقة امبابة في القاهرة الكبرى بسبب اعتناق مسيحية الاسلام. وكان هذا الصراع الطائفي يوم السبت هو الاسوأ منذ مقتل 13 شخصا في أعمال عنف في التاسع من مارس اذار نتيجة حرق كنيسة ويمثل تحديا جديدا بالنسبة للمجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك. وحدث اطلاق للنار لفترة قصيرة يوم الاحد في حي امبابة الذي اندلعت به الاشتباكات. وقال التلفزيون المصري يوم الاحد ان حظرا للتجول فرض على شارع الاقصر بحي امبابة حتى الساعة 11 (0900 بتوقيت جرينتش) من صباح يوم الاثنين. وكان نحو 500 من السلفيين احتشدوا أمام كنيسة مار مينا في حي امبابة يوم السبت مطالبين المسيحيين هناك بتسليم امرأة قالوا انها اعتنقت الاسلام وانه يجري احتجازها رغما عن ارادتها. وانضم مسلمون اخرون للسلفيين وطالبوا بدخول الكنيسة لمعرفة ما اذا كانت بالداخل. وتصاعدت التوترات وبدأ اطلاق النار وتبادل الجانبان القاء القنابل الحارقة والحجارة. وأطلق أفراد من الجيش والشرطة النار في الهواء واستخدموا الغاز المسيل للدموع للفصل بين الجانبين لكن التراشق بالحجارة استمر حتى الليل في الشوارع الواقعة قرب الكنيسة. وأدى انقطاع الكهرباء الى غرق المنطقة في الظلام مما جعل من الصعب على قوات الامن اخماد أعمال العنف. وأضرمت النار في كنيسة أخرى هي كنيسة العذراء ولحقت بها تلفيات كبيرة خلال الاشتباكات التي حدثت الليلة الماضية. وبحلول صباح الاحد كان الجيش أرسل دبابات الى الشوارع المحيطة بالكنيسة وقام بتفتيش كل من يمشي في المنطقة. وطلب السكان من المارة تجنب حي امبابة الذي ساده الهدوء بصفة عامة اليوم باستثناء ما حدث من اطلاق للنار. وقال جمال عيد وهو كاتب ونشط في مجال حقوق الانسان انه يعتقد أن الجيش في حالة من التشوش. وأضاف أن الجيش يخشى اتخاذ اجراءات صارمة ضد المتطرفين خشية اتهامه بقمع تلك الحركات. وقال الجيش المصري في صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي اليوم ان 190 شخصا سيجري محاكمتهم أمام المحكمة العسكرية بسبب العنف الذي حدث يوم السبت. وجاء في صفحة المجلس الاعلى انه تقرر "احالة جميع من تم القاء القبض عليهم في أحداث الامس وعددهم 190 فردا الى المحكمة العسكرية العليا لتوقيع العقوبات الرادعة." وتندلع من حين لاخر توترات طائفية بين المسلمين والمسيحيين اما بسبب اعتناق أفراد دين الطرف الاخر أو بسبب نزاعات عائلية أو بناء كنائس. وأبدى المسلمون والمسيحيون تلاحما كبيرا خلال ثورة 25 يناير كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك لكن التوترات الطائفية برزت الى السطح مرة أخرى. وألغى رئيس الوزراء شرف جولة بمنطقة الخليج داعيا لعقد اجتماع طاريء لمجلس الوزراء صباح الاحد لاتخاذ قرار حول كيفية مواجهة هذه الاحداث. كما تعقد مؤسسة الازهر أعلى سلطة دينية في مصر اجتماعا طارئا لبحث أمر هذه الاشتباكات. وقال على عبد الرحمن محافظ الجيزة التي تقع بها الكنيسة ان أقارب القتلى والجرحى سيحصلون على تعويضات. وقال بعض المسيحيين ان قوات الامن تباطأت في تفرقة الحشود التي تجمعت أمام الكنيسة وكانت تراقب من بعيد الاوضاع بينما خرجت التوترات عن نطاق السيطرة. وأعلنت وسائل اعلام حكومية عن العدد الجديد للقتلى وعدلت عدد المصابين الى 186 مع وجود اثنين في حالة حرجة بأحد المستشفيات. ووردت أنباء عن مقتل خمسة على الاقل واصابة 75 يوم السبت. وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط ان احدى الجثث عثر عليها داخل كنيسة مار مينا.