ينبغي على عبد القادر هلال أمين العاصمة " ألا يتدخل فيما لا يعنيه " وان يترك القوى المتصارعة وشانها .. فقصة الدمار والاقتتال في البلاد لم تكتمل بعد ويبدو أن ثمة فصول أخرى لا زالت غامضة وأطرافها متمسكة بنهاية دامية لا محالة .. ليس شان هلال من يقتل او يحرق بيته في العاصمة , كما أن الشعور بالأمن ليس من اختصاصاته أيضا , فوزارة الداخلية هي الكفيلة بذلك وان عجزت .. وعلى أمين العاصمة أن يهتم بعمال النظافة وتنظيف الشوارع والتشجير فقط وان تعدى ذلك فنحن له بالمرصاد .. هذا لسان حال تجار الحروب الذين يخبئون للوطن الويلات والآهات بعدما ساقوه إلى الجحيم ولا زالوا ليجنوا مآربهم الرخيصة على حساب دماء الأبرياء .. في الوقت الذي شعر الجميع بالرعب والخوف لما سببته التفجيرات التي حدثت داخل الفرقة الأولى مدرع عوضا عن ما خلفته من خسائر بالأرواح والعتاد والمنازل جراء تطاير الشظايا والصواريخ على مناطق متفرقة , وفي نفس اللحظة التي خرج بها عبدالقادر هلال عن صمته ليطالب بإفراغ العاصمة من المعسكرات والثكنات التي تزعزع السكينة وتجعل حياة الآلاف عرضة للخطر ، انبرى صوت شاذ لازال بوسعه الحديث و التحجج بغباء قديم لينتقد أمين العاصمة على مطلب يؤيده الجميع ممن تجرعوا مرارة الذعر في الأشهر الماضية , ومن ينكر ذلك فما هو إلا صوت نشاز يغرد "داخل سرب البطش والنهب "و يؤكد انه المستفيد الحقيقي من استمرار الفتن وعرقلة الوصول إلى زاوية الأمان التي ننشدها جميعا .. ما الخطأ الذي اقترفة هلال بحقكم ؟ عندما ناشد رئيس الجمهورية بإصدار توجيه حازم بإخراج معسكرات القوات المسلحة التي تتمركز بين الأحياء السكنية إلى خارج العاصمة صنعاء كونها تشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين. وما هي الخطيئة في طلب إخراج المعسكرات دون استثناء أو تفريق وتحويل مساحات تواجدها إلى مصالح عامة من منتزهات وحدائق ومدارس ومستشفيات ومباني حكومية وخدمية. الخطأ الوحيد هو أن المطلب سيحظى بتأييد شعبي منقطع النظير حتى أثار حفيظة المتربصين ليذهب ذلك الصوت النكير إلى التشكيك بنزاهة الحلم المنتظر منذ زمن و إيهام الرأي العام بتبعية عبدالقادر هلال لجهة ليس من المنطق - على الإطلاق - إلحاقه بها . وهذا ما يعيد للأذهان الرواية الرخيصة والشهيرة "ببنت الصحن " والعقاب الذي لحق هلال لمجرد كلمة صدق وموقف وطني شجاع اتخذه في لحظة الخضوع , وهذا ما يكشف أيضا الغطاء عن هوية مختلق تلك القصص التي تنال من الشخصيات الوطنية , وانه لازال بنفس العقلية الركيكة التي رفضها الناس ودفعوا أرواحهم ثمنا لذلك . فعلى هؤلائك أن يستوعبوا الدرس جيدا وان يدركوا أن أقاويلهم الهوجاء لم تعد تجدي نفعا وما تزيد إلا إصرارا للسير - ولو حفاة - على الدرب وتجاوز الأشواك التي ينثرونها في كل مكان . لاشك عندي ان "بنت الصحن" المشبعة بالعسل الدوعني الشهير قد التهمت وهاهو "الصحن" خال الا من فتات فاتركو لنا الفتات لنعيش عليه ونقبل قسمته بيننا وهنيئا لكم "القطايف " لكن ؛ خارج المدن .