مصيبة أن يقوم عشرة ارهابيين بأقتحام أكبر مؤسسة عسكرية في البلد، ويلقنون من فيها درسا في علوم الاقتحام والسيطرة، والمصيبة الاكبر أن يتم ذلك في ظل تأهب أمني واعلان الجاهزية القصوى . لا ألوم الرئيس هادي على ماحصل، ولكنني ألومه على عدم تعليق المشانق لمن قاموا بهذا العمل الجبان، فما حصل اليوم هو سلسلة لأحداث سابقة، فلو تم القصاص ممن قتلوا شباب جمعة الكرامة ؛ لما حدث الذي حدث اليوم،، ولو لم تطالب الوزيرة حورية مشهور ومن يقف ورائها بأطلاق سراح مرتكبي جريمة دار الرئاسة؛ لما تجرأ الخونة بأقتحام مجمع الدفاع . هذه الجريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، طالما القتلة والمجرمون يسرحون ويمرحون على الجماجم دون أخذ العقاب ، وماستشهده الأيام القليلة القادمة سيكون أسوأ، ولانستبعد أن تطال يد الغدر والخيانة، الضباط المكلفون بالتحقيق في جريمة اليوم . مايدعو للهول هو أن من اقتحموا وزارة الدفاع لا يتجاوزون العشرة، فلو كانوا مثلا خمسون أو أكثر بقليل .. بأعتقادي سيطيحون بهادي وجيش هادي . وهذا مايبرهن أن ماحدث ليس انقلاب، بل رسالة وعرض عضلات، وبمعنى أدق .. ترك القيادة بين خيارين ، إما الولاء بدون شروط أو تنازلات ، واما الأطاحة والموت الفجأة . نتمنى من أصحاب القرار المدنيين والعسكريين، الألتفاف حول القيادة، لتجاوز هذا المنعطف الخطير ، فالشعب في النهاية سيرفع صوته ويحاسب كل من تولوا مسؤوليته ولم يتحملوها بجدارة .