بقلم / بسام اليافعي كلما حدثت شاردة أو واردة في مكان ما ، يبحثون فورا عن كبش فداء لمواراة الكثير من أفعالهم ، لكن هذه المرة بدت الصورة أكثر وضوحا والطبخة " خربت " ! القصة بإيجاز شديد أن هناك معلومات ، مجرد معلومات ، حول نية الحكومة الاتفاق مع شركة إماراتية لتكون مشغلا للهاتف النقال وربما الانترنت أيضا ، في المحافظات المحررة ، وبحسب تسويق الحكومة ، فإن الاتصالات والانترنت برمتها ، تخضع لسيطرة المتمردين في صنعاء ولمراكز نفوذ لم تمس رغم الخلاف السياسي والعقدي القائم ، إلا أن المصالح استمرت قائمة بين تلك الأطراف ، وتقول بعض المصادر الحكومية إن معظم الاغتيالات والحوادث الإرهابية التي تشهدها عدنوالمحافظات المحررة ، ترتكز ، بشكل رئيسي ، على معلومات من شركات الاتصالات ، هذا عوضا عن سوء الخدمة ! وربما لهذه الأسباب أو غيرها ، تتجه الحكومة لمنح مشغل إماراتي الحق للعمل في المناطق المحررة ثم بقية المناطق اليمنية ، بعد انتهاء الحرب ، ولكن وبمجرد أن خرجت المعلومات ، لا نعرف أنها صحيحة أو غير صحيحة إلى الآن ، ثارت ثائرة تلك الأطراف المستفيدة من السلم والحرب في هذا البلد ، وبدلا من أن تتخاطب مع الجهات المعنية ، صوبت سهامها باتجاه نجل الرئيس هادي ! الناس ، في الجنوب واليمن عموما ، يعرفون من هو جلال هادي ومدى الاحترام الذي يحظى به ، لأنه يربأ بنفسه عن الخوض في جدل معهم بخصوص أمور كثيرة ، يدركون ما هيتها ، ولكنهم يدركون ، أكثر من ذلك ، أن الشارع الجنوبي يعرف ، تمام المعرفة ، من هم حيتان الاستثمارات وفارضي الشراكات بالقوة على الشركات العالمية والمستثمرين و " المكوشين " على كل شيء ، وفي المقدمة ثروات الجنوب ! الرئاسة في اليمن والحكومة اليوم ، ليست كتلك في عهد سيء الذكر عفاش ، هاتان المؤسستان لا تداران بنفس آلية الفساد وعقلية " الفيد " التي كانت سائدة ، وإضافة إلى ذلك ، فإن عهد الوصاية سواء على الجنوب أو تعز أو تهامة أو غيرها من المناطق ، قد ولى إلى غير رجعة ، فقد شبت الناس على الطوق وباتت تعرف مصلحتها ، وما هي إلا فترة قصيرة وسيسقط الانقلاب وستسقط أصنامه وأعمدة فساده ، وستسقط ، أيضا ، أقنعته من هم يولولون هنا وهناك ويتحدثون عن الشعب ، فيما هم لا يفكرون سوى في مصالحهم وفي تضخيم أرصدتهم !! ربما تمتلكون آلة أو آلات إعلامية ضخمة ، لكن الحقيقة تظل ، أما الأكاذيب والأباطيل فتذهب إدراج الرياح !
