بقلم / توفيق علي عبد ربه منصور هادي، ذلك الزعيم الذي ظل يضرب بسيف الحكمة والسلم، وعندما حان وعد استخدام القوة، كان الوقت في غاية الدقة على الموعد مع قدر وطني وإقليمي وعربي غير مسبوق في التاريخ، يجسد المعنى الحقيق للدفاع عن اﻷمة وهويتها ومكانتها . بدأ هادي الحكم وتكاد كافة القوى تنهش في عضده، وظهر كثيرا كمحارب الساموراي الذي يواجه جميع اﻷعداء برباطة جاش ﻻ تضاهي، معجونة بصبر وحكمة ﻻ مثيل لهما . تحمّل مسؤولية بلد مثقل بالقضايا التاريخية، والمشاكل وتشتت أجنداته المختلفة وتداخلها وتعقدها وظل صامدا صمود جبال شمسان وعيبان. منذ ما قبل تحمله المسؤولية المثقلة، والجميع يتآمر عليه، ويخذلونه وظل كل طرف يجيره لحساب الطرف اﻵخر، بينما في الحقيقة ظل وحيدا مع الوطن! بل وسددوا الطعنات تلو الطعنات في ظهره لكنه يرفض باستماتة اليماني الشجاع، أن يسقط أو تخور قواه ! صمد في منعطفات توقع الجميع أن يعلن معها اﻻستسﻼم وصمد وصمد وها هو يواصل الصمود اﻷسطوري على نحو مذهل. لم يتحمل رجل قط أثقال، تنوء بها الجبال لمشاكل وقضايا متشعبة لبلد مدمر تعصف به الحروب والفقر والمرض وتنعدم فيه أدنى معايير الخدمات، كما تحملها هادي!. شرع منذ توليه زمام دفة قيادة البﻼد، في تعزيز روح التوافق الوطني بناءا على المبادرة الخليجية وظل كل طرف يجيره للطرف اﻵخر! كما ظل يراهن بقوة على عقد مؤتمر الحوار الوطني في ظل وضع ملتهب ومعقد، ونجح ﻷنه يراهن على أن مشروعية إصﻼح الوضع لن تأتي إﻻ من خﻼل اﻹجماع الوطني وهو ما تم فعﻼ خﻼل مؤتمر الحوار الذي جسد الحكمة اليمانية في أبهى صورها. استطاع جمع الفرقاء، ونجح في عقد مؤتمر الحوار متجاوزا حقوﻻ شاسعة من اﻷلغام التي نصبت له ولمشروع التغيير الذي تجسده شرعيته وخطواته المنصفة، وازداد تربص المتربصين بُعيد اختتام أعمال مؤتمر الحوار بوثيقة تاريخية تكفلت علميا بحل كافة مشاكل بلدنا التاريخية والمعاصرة وفي مقدمتها القضايا السياسية واﻻقتصادية بدءا بالقضية الجنوبية التي تمثل مفتاح الحل لكافة القضايا اﻷخرى. واجه هادي منفردا، ردّة الفعل الغاضبة والمنفلتة من قبل القوى اﻻنقﻼبية وهي ترى المشروع الوطني الذي يتقاطع ومصالحها اﻷنانية الفئوية يتخلق في شكل دولة اتحادية منصفة لجميع أبناءها حيث ﻻ ظالم فيها وﻻ مظلوم . ووصل بها اﻷمر إلى إشعال حرب ضروس حشدت خﻼلها كل حقد تأريخي على ثورتي سبتمبر وأكتوبر ومن بعدهما ثورة 11فبراير السلمية. وقدّر له الله أن يخرج هادي من بين يدي عصابات اﻹجرام السﻼلي المدعومة من إيران، لم يصل عدن منتقما بل ظل ذلك المسؤول المتزن المدرك لعواقب اﻷمور ومآﻻتها. ثم تحمل وتحمل تداعيات شن الحرب عليه وظل بذات الرؤيا التي خرج بها مؤتمر الحوار الذي ظل يراهن عليه وهاهو يكسب رهانه بالتفاف شعبي لم يشهد له تأريخنا الوطني مثيﻼ. نختلف معه في كثير من التناوﻻت، لكننا نقف بقوة إلى صف شرعيته .. شرعيته هي المحك وهي المعيار الحقيقي لمن يقف اليوم في صف الوطن أو أعداءه سواء أولئك الذين يقفون مع اﻻنقﻼب صراحة، أو الملتبسين، المتلبّسين لباس الحقوق والدفاع عن المواطنين وتحت يافطة طويلة من الشعارات البراقة في جوهرها، والمخفية ورائها سما زعافا للوطن ولمشروع الدولة اﻻتحادية المنشودة. جميعنا ينتقد الحكومة وجوانب القصور، وهذا جانب ايجابي ﻻ خﻼف عليه، بل ومرحبا بالنقد البناء، لكننا مع هامش الدولة وان كان ضعيفا .. اﻻنقﻼبي المتخفي هو ذلك الذي يسعى لهد أركان الدولة تحت مسميات أخرى غير التي يتبناها اﻻنقﻼب صراحة.. نحن ضد تقويض الدولة تحت أي مسمى، أن ننسلخ عن صف الدولة ومشروعيتها ومشروعها فذلك الخطر الداهم الذي لن يسمح به شعبنا مجددا مهما تم تغليف الخطابات ببريق الزيف الكذاب. كل خطأ تقترفه الدولة ستتكفل الدولة القوية المسنودة بالوعي الشعبي بإصﻼحه ، هذا ما ظل يردّده لنا التأريخ .. وبإرساء دعائم الدولة القوية اﻻتحادية، بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي تكفل علميا بحل كافة قضايا البلد، سنمضي ببلدنا صوب الغد المنشود والذي بات قريبا . من يتبنى خطابا يشكك في شرعية الرئيس وحكومته، يعد داعما لﻼنقﻼب بوعي أو بدون وعي .. ومن يسعى لتقويض عرى الدولة فهو يقدم البلد على طبق جاهز ﻷعدائها المتربصين بها . حكومته اليوم حققت نجاحات كبيرة وهو ما أثار غيرة أعداء النجاح، وتخطت عقبات مهولة . وأنجزت ملفات شائكة ونوعية وتعمل ليل نهار على تطبيع الخدمات العامة وإيصال مرتبات موظفي الدولة في كافة محافظات الوطن في تحدٍ فارق . يقف الرئيس اليوم في العاصمة المؤقتة عدن، ومعه دولة رئيس الوزراء الدكتور احمد بن دغر وأعضاء حكومته الذين يستمدون قوتهم على اﻷرض من صلابة وثبات رئيسهم المناضل هادي، يمشون بخطى ثابتة يحميها ويحيط بها إجماع شعبي، لﻺشراف على إنهاء اﻻنقﻼب الذي دنى حتفه، يعملون ليل نهار لﻺشراف على تطبيع اﻷوضاع والخدمات العامة للمواطنين في العاصمة المؤقتة والمحافظات المحررة، مدعومين بتحالف عربي لم يشهد له التأريخ مثيﻼ ولم يسخر هذا اﻻصطفاف العربي لزعيم عربي قبله، وهو ما جسد أزهى صور اﻷخوة والتكاتف التي انتظرناها طويلا لحماية اﻷمة من مشاريع أعدائها، لكن أن تأتي متأخرا خير من أﻻ تأتي .