تربطني صداقات ومعزة وأخوة ومواقف بمراد المشائخ والقبيلة، تلزمني الكتابة والدفاع عنها وعن ما يسيئ لها وتاريخها، فأي قارئ لتاريخ اليمن سيجد فيه علماً خافقاً مرتفعاً في عنان السماء على الناضر إليه رفع رأسه وبصره لرؤيته، ذلك هو موقف مراد القبيلة والدور والتاريخ، فلقد لعبت قبيلة مراد دوراً بارزاً في تاريخ التغيير في اليمن فمنها خرج الشهيد البطل الشيخ علي ناصر القردعي بطل ثورة ٤٨ حين جبنت وعجزت بنادق وشجاعة القوم عن مواجهة طاغية عصره الإمام يحي، الذي مات اليمنيين جوعاً ومدافنه مليئة بالحبوب، وتصدر الشيخ القردعي لمهمة قتله وتخليص اليمن من طغيانه، تدفعه لذلك نجدة وشيم القَبْيَلة في مراد الذي رضع منها الشجاعة والكرامة والعزة والنصرة والوقوف مع الحق، لقد تسابق ابنائها للدفاع عن الثورة والجمهورية في كل مواقع الشرف والبطولة تدفعهم هذه القيم النبيلة والأصيلة، في الوقوف ضد الظلم والظالمين، ونصرة الحق والمظلومين، وصنعوا البطولات في كل مواقع الدفاع عن الجمهورية. واليوم يتسابق ابنائها للدفاع عن شرعية الرئيس هادي ومشروعه الاتحادي ضد الانقلاب الإمامي، في كل موقع والكل تابع بطولات الشيخ مفرح بحيبح ودوره في بيحان والبيضاء وأبنائه الذين استشهدوا دفاعاً عن الشرعية والمشروع، وكذلك بطولات الشيخ ذياب القبلي في حماية فخامة الرئيس هادي أثناء خروجه لعمان والمتآمرون يحاولون النيل منه وطيران الإنقلاب وجيشه يطارد ويترقب، ورفضه مغريات النظام السابق من مال وجاه ، وغيرهم الكثير في كل المواقع والمواقف.
حسين حازب المحسوب على مراد بموقعه وموقفه ودوره مع الإنقلاب الإمامي الحوثي وميليشياته، يعمل على فرض تدريس ملازم الحوثي في الجامعات، وتغيير مناهج كليات الشريعة خدمة للإمامة، لقد اختاروه بعناية من القبيلة التي أطلقت رصاصة الموت على الإمامة، ولعبت دوراً في مواجهتها وإنهائها في الماضي والحاضر، ليسخروا من اليمن وقبيلة مراد، ويثبتوا بأن القبيلة التي لعبت دوراً في إخراجهم من تاريخ اليمن وحكمه، هي نفسها تعيدهم عن طريق ابنها حسين حازب لليمن وحكمه، فعن طريق حسين حازب ودوره، يتم إلغاء ثورات اليمن ضد الإمامة، وإلغاء تاريخ القردعي وتاريخ قبيلة مراد، وإيقاف بناء حاضر اليمن بدولته الإتحادية التي لأول مرة تمكنت مأرب بأبنائها وقبائلها أن يأخذوا حقوقهم ويصبحون مشاركين في السلطة والثروة .
على مراد القبيلة والتاريخ والدور أن توقف ابنها العابث بها وبدورها وتاريخها ومستقبل اليمن ومشروعه الإتحادي فهي قطعاً لا تريد ذلك ولا تقبله ويهمها المحافظة عليه دون تشويه . د عبده سعيد مغلس ١٥-٩-٢٠١٨
