قال مفوض الامن والسلم في الاتحاد الافريقي رمضان العمامرة لوكالة فرانس برس ان القادة توصلوا الى "اتفاق اطاري" ينص في احد بنوده على "ان القذافي يجب الا يشارك في العملية التفاوضية". واوضح العمامرة ان الاتفاق، الذي رأى النور بعد مشاورات ومفاوضات استغرقت ساعات طويلة وعتمت على بقية ملفات القمة، هو بمثابة "تحديث" للاقتراحات التي وضعها وسطاء الاتحاد الافريقي، اي جنوب افريقيا والكونغو ومالي واوغندا وموريتانيا، في 26 حزيران/يونيو في بريتوريا. وينص الاتفاق الاطاري على "انهاء النزاع (...) والبدء بعملية سياسية تتيح تلبية التطلعات المشروعة للشعب الليبي الى الديموقراطية". ويضيف نص الاتفاق ان "الفترة الانتقالية تنتهي باجراء انتخابات ديموقراطية" وهي تتطلب "نقل السلطة الى حكومة انتقالية"، مشيرا من جهة اخرى الى ضرورة نشر "قوة حفظ سلام". وسلمت هذه الوثيقة مساء الجمعة الى طرفي النزاع اللذين وبحسب رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما "استقبلاه بحرارة". وتعذر على وكالة فرانس برس الاتصال باي من الطرفين ليلا لاستيضاحهما هذا الامر. واكد زوما "لقد بلغنا مرحلة سنكون فيها قادرين قريبا على معالجة المشكلة وارساء السلام والاستقرار في ليبيا (...) نحن لا نؤيد حلا عسكريا"، مشيرا الى ان قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1973 "لا يقول +دعونا نقصف ليبيا+. انه يتحدث عن منطقة حظر جوي". وعلى الرغم من الرضا الذي ابداه القادة الافارقة على ما اثمرت عنه مفاوضاتهم الا ان دبلوماسيين ومراقبين اكدوا ان "الحوار الشامل" يعني ان "جميع الاطراف بمن فيهم القذافي يجب ان يكونوا موافقين وان يكونوا قادرين على المشاركة". ولخص دبلوماسي الامر بعبارة "تمخض الجبل فولد فأرا". وعلى صعيد متصل قرر الاتحاد الافريقي خلال قمته في مالابو ان اعضاءه لن ينفذوا مذكرة التوقيف التي اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق العقيد القذافي. وبحسب القرار فان "الدول الاعضاء لن تتعاون في تنفيذ مذكرة التوقيف" بحق القذافي. وطلب الاتحاد من مجلس الامن الدولي "تطبيق الاجراءات التي تكفل الغاء الية المحكمة الجنائية الدولية حيال ليبيا"، معربا عن "قلقه لكيفية قيام مدعي المحكمة الجنائية الدولية بادارة الوضع في ليبيا، وهي قضية احالها مجلس الامن الدولي على المحكمة الجنائية". كذلك، لاحظ الاتحاد ان "مذكرة التوقيف (...) تعقد في شكل خطير الجهود الهادفة الى ايجاد حل سياسي تفاوضي للازمة في ليبيا والتعامل مع مسائل الافلات من العقاب والمصالحة في شكل يأخذ المصلحة المتبادلة للاطراف المعنيين في الاعتبار". والاربعاء، صرح رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ "الجميع يلاحظ ان المحكمة الجنائية الدولية تحضر دائما في الوقت غير الملائم لتصب الزيت على النار. لقد تعودنا هذا الامر. انه يعقد الوضع. لست الوحيد من يقول ذلك، حتى الدول الغربية تقوله". واصدر قضاة المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق القذافي ونجله سيف الاسلام ومدير الاستخبارات الليبية عبدالله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية في ليبيا منذ منتصف شباط/فبراير. وفي موسكو صرح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الجمعة ان فرنسا ابلغت الحلف الاطلسي ومجلس الامن الدولي بتسليمها الثوار الليبيين اسلحة. ولفت الوزير ردا على سؤال بشان الانتقادات الروسية لتسليم اسلحة للثوار في ليبيا "لم نخرج عن اطار قرارات مجلس الامن" الدولي. واضاف "لقد ابلغنا مجلس الامن وشركاءنا في الحلف الاطلسي" هذا الامر. وتابع جوبيه "لدينا خلافات حول هذه النقطة (مع روسيا)، وهذا لا يمنعنا من العمل معا". وبدا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جهته منتقدا لتسليم اسلحة فرنسية للثوار في ليبيا الذين يقاتلون نظام القذافي، وندد ب"التفسيرات" المختلفة لقرار الاممالمتحدة الرقم 1973 الذي يتيح اللجوء الى القوة لحماية المدنيين. وقال "هناك موقف دقيق جدا حاليا، اذ يمكن تفسير (القرارات بشان ليبيا) كيفما كان". واعرب الثوار الليبيون عن "عميق امتنانهم" لفرنسا. وقال عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي مساء الخميس "ما من شك في ان الليبيين في جبال نفوسة (غرب) يعيشون اليوم بامان بفضل شجاعة وبطولة الثوار وايضا بفضل حكمة فرنسا ودعمها". من جانبه دعا القذافي الجمعة انصاره الى الاستيلاء على الاسلحة التي القتها فرنسا للثوار الليبيين في منطقة جبل نفوسة، مهددا بنقل المعركة الى "البحر المتوسط واوروبا". وقال القذافي في كلمة عبر مكبرات الصوت خاطب فيها الافا من انصاره تجمعوا في الساحة الخضراء في طرابلس "ازحفوا على الجبل الغربي وافتكوا السلاح الذي القاه الفرنسيون، ثم اذا اردتم ان تعفوا عنهم (الثوار) فاعفوا عنهم". كذلك، حض القذافي انصاره على "الزحف على مصراتة ثم تحريرها شبرا شبرا ولكن بدون سلاح" مضيفا "انهوا المعركة بسرعة". وتقع مصراتة في غرب طرابلس ويسيطر عليها الثوار منذ اسابيع عدة وقد اكدوا في بداية حزيران/يونيو انهم صدوا العديد من هجمات قوات القذافي في محاولة لاستعادة المدينة. وفي تهديد لدول حلف شمال الاطلسي، اكد القذافي ان الشعب الليبي "قادر في يوم ما ان ينقل المعركة الى البحر المتوسط واوروبا". واضاف "قد يستبيح بيوتكم ومكاتبكم وعائلاتكم لتصبح كلها اهدافا عسكرية مشروعة مثلما انتم حولتم مكاتبنا ومقراتنا ولبوتنا واطفالنا الى اهداف عسكرية مشروعة لكم". وتابع "اذا قررنا نحن قادرون على ان ننتقل الى اوروبا مثل الجراد مثل النحل، ولكن ننصحكم ان تتراجعوا قبل ان تحل بكم الكارثة". واكد القذافي ايضا ان هجمات الحلف الاطلسي "ليس لها فائدة، واسقاط السلاح على الطابور الخامس في الجبل الغربي لم يفعل شيئا".