أعلن الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع انه سيقبل نتيجة الانتخابات "مهما كان الفائز" وانه سينسحب "نهائيا من الحياة السياسية" حال تسليم الرئاسة لرئيس يختاره المجلس التاسيسي المنتخب، وذلك في مقابلة تنشرها صحيفة الصباح اليومية الاحد. واوضح المبزع في المقابلة التي وصلت مقاطع منها الى وكالة فرانس برس "ساعترف بالنتائج مهما كان الفائز ومهما كان اللون السياسي للاغلبية القادمة، وساسلم الرئاسة لمن يختاره المجلس الوطني التاسيسي المنتخب رئيسا جديدا للجمهورية فور مباشرة المجلس مهامه واكمال الجوانب الاجرائية".
من جانب آخر، قال كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس مساء السبت ان نسبة مشاركة التونسيين بالخارج في انتخابات المجلس التاسيسي تقترب 40 بالمئة، بحسب تقديرات الهيئة.
واضاف في تصريح للتلفزيون التونسي "يصعب اعطاء رقم (نهائي) حيث لا يزال التصويت متواصلا في بعض المكاتب لكن التقديرات تشير الى نسبة تفوق 30 بالمئة وتقترب من 40 بالمئة".
ولاحظ ان هذه النسبة تعتبر "عالية جدا" مقارنة بدول اخرى "حيث عادة ما يكون تصويت العاملين بالخارج اقل والمعدل العالمي هو 10 بالمئة ونحن سنكون ثلاثة اضعاف ذلك على الاقل. هذه نسبة كبيرة".
وقال ان التصويت في 456 مكتبا في الخارج الذي بدا الخميس وينتهي السبت "جرى في ظروف عادية مع كثافة كبيرة في الاقبال في فرنسا خاصة واوروبا عامة" بيد انه "حدثت بعض الاشكاليات لكن لم تحصل تجاوزات من شانها التاثير على المسار الانتخابي" مؤكدا انه "في حالة وجود اخلالات يمكن ان نلغي النتائج عند الاقتضاء".
وفي هذا السياق اشار نبيل بفون عضو الهيئة المستقلة للانتخابات المكلف بالخارج الى شكاوى وردت على الهيئة خصوصا بشان سير العملية الانتخابية في مصر.
ويمثل التونسيون في الخارج (اكثر من مليون نسمة) نحو 10 بالمئة من مجموع التونسيين ويوجد اكثر من 80 بالمئة منهم باوروبا وخاصة بفرنسا.
وسيمثلهم في المجلس الوطني التاسيسي 18 عضوا.
وحول الانتخابات داخل تونس التي تجري الاحد اكد الجندوبي "بصورة عامة نحن جاهزون لاستقبال ملايين التونسيين الاحد وكلنا ننتظر هذا اليوم التاريخي".
ودعا التونسيين الى الاقبال بكثافة على التصويت وخاطبهم قائلا "فكروا في تونس، ومستقبل تونس العظيمة، وفي شهداء الثورة الذين سمحوا لنا بان نعيش هذا اليوم العظيم (..) انه يوم تاريخي يظهر فيه الشعب التونسي قدرته على رفع تحديات التاريخ".
وحذر رئيس الهيئة الانتخابية من اي "تشويش" على العملية الانتخابية خصوصا عبر الانترنت مؤكدا ان "المصدر الوحيد للمعلومة هو الهيئة وكل الارقام والاحصائيات والنتائج مصدرها الوحيد الهيئة" العليا المستقلة للانتخابات التي تشرف للمرة الاولى على انتخابات في تونس بعد ان كانت وزارة الداخلية تشرف على الانتخابات في البلاد منذ استقلالها في 1956.
وبعد تسعة اشهر من فرار زين العابدين بن علي ومرحلة انتقالية اولى تخللتها بعض الاضطرابات التي لم تمس من استمرارية الدولة، دعي اكثر من سبعة ملايين ناخب تونسي لاختيار 217 عضوا في مجلس وطني تأسيسي.
وتتمثل مهمة المجلس التاسيسي في وضع دستور جديد ل"الجمهورية الثانية" في تاريخ تونس يحل محل دستور 1959 وايضا تولي التشريع وتقرير السلطات التنفيذية خلال المرحلة الانتقالية الثانية التي تلي الانتخابات ولحين تنظيم انتخابات جديدة في ضوء الدستور الجديد.