اعلن الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع انه سيقبل نتيجة الانتخابات "مهما كان الفائز" وانه سينسحب "نهائيا من الحياة السياسية" حال تسليم الرئاسة لرئيس يختاره المجلس التأسيسي المنتخب، وذلك في مقابلة تنشرها صحيفة الصباح التونسية الأحد. وأوضح المبزع في المقابلة التي وصلت مقاطع منها إلى وكالة فرانس برس "ساعترف بالنتائج مهما كان الفائز ومهما كان اللون السياسي للاغلبية القادمة، وسأسلم الرئاسة لمن يختاره المجلس الوطني التأسيسي المنتخب رئيسا جديدا للجمهورية فور مباشرة المجلس مهامه واكمال الجوانب الاجرائية". وشدد المبزع في المقابلة التي تنشر في يوم انتخابات تاريخية في تونس على انه "لا مجال لان يقبل البقاء في منصبه بعد الانتخابات مهما كانت المبررات والاقتراحات". وقال "سانسحب نهائيا من الحياة السياسية"، بحسب المصدر ذاته. ولم يستبعد أن تسفر الانتخابات عن "مفاجآت سياسية" باعتبارها أول انتخابات حرة وديمقراطية. ودعي أكثر من سبعة ملايين ناخب تونسي لاختيار 217 عضوا في مجلس وطني تأسيسي تتمثل مهمته في وضع دستور جديد ل"الجمهورية الثانية" في تاريخ تونس يحل محل دستور 1959 وايضا تولي التشريع وتقرير السلطات التنفيذية خلال المرحلة الانتقالية الثانية التي تلي الانتخابات ولحين تنظيم انتخابات جديدة في ضوء الدستور الجديد. وتشير الكثير من التوقعات إلى أن حزب النهضة الاسلامي سيحصل على افضل نتيجة في هذه الانتخابات. بيد ان المبزع قال "اثق في اعتدال الشعب التونسي وساسته (..) وانا متفائل بمستقبل تونس وبسير الانتخابات في احسن الظروف". واشاد المبزع مجددا بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات ورئيسها كمال الجندوبي وبتجربة تنظيم الانتخابات لاول مرة من قبل هيئة مستقلة وليس من قبل الحكومة ومؤسساتها الرسمية. وتولى فؤاد المبزع (78 عاما) رئاسة الدولة اثر فرار زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/ يناير الماضي. والمبزع الوزير السابق كان تولى رئاسة مجلس النواب التونسي منذ 1997 الذي كان تحت هيمنة بن علي. وكان وعد في كانون الثاني/ يناير ب"القطع التام مع الماضي".