وصل الخميس إلى صنعاء جمال بن عمر مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، في زيارة تهدف لتقييم ما تم تنفيذه من بنود قرار مجلس الأمن الدولي 2014 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية. كما يناقش بن عمر شكاوى تقدمت بها المعارضة حول ما تسميها خروقات ارتكبها نظام الرئيس على عبد الله صالح كقتل المتظاهرين وعرقلة مهام لجنة الشؤون العسكرية وتأخر تشكيلها، بالإضافة إلى القرار الذي أصدره صالح بتعيين أمين عام جديد لرئاسة الجمهورية. وعبر بن عمر عن ارتياحه لما تحقق حتى الآن من تنفيذ بنود التسوية. في هذه الأثناء استمرت التظاهرات في صنعاء ومعظم المدن اليمنية للمطالبة برحيل رموز النظام ومحاكمتهم، وعبر المتظاهرون عن احتجاجهم الشديد على وجود عدة وزراء ضمن حكومة الوفاق الوطني ممن تورطوا حسب قولهم بقتل المتظاهرين. وخرج عشرات الآلاف من اليمنيين الخميس إلى شوارع العاصمة صنعاء وهم يهتفون "لا شراكة مع القتلة" ، وذلك في إشارة إلى أنصار نظام الرئيس على عبد الله صالح والذين عينوا في مناصب وزارية بحكومة الإنقاذ الوطني. وكان رئيس الوزراء اليمني المكلف محمد باسندوه قد كشف النقاب عن وزراء حكومته الأربعاء، وتبين أن نصف الوزراء أعضاء في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم الذي يرأسه صالح، بينما كان النصف الآخر من المعارضة. وقد قتل مئات اليمينيين وأصيب آلاف آخرين على مدى أكثر من 11 شهرا من المواجهات الدامية بين المتظاهرين المطالبين بالإصلاح وقوات الأمن والجيش الموالية للنظام. وبالرغم من موافقة الرئيس على عبد الله صالح على توقيع المبادرة الخليجية الرامية لنقل السلطة سلميا في إطار صفقة مع المعارضة ، إلا أن الاحتجاجات لم تتوقف ، خاصة وأن كثيرا من المحتجين من الشباب الذين أعربوا عن غضبهم لتوقيع تلك المبادرة التي تضمن لعبد الله صالح حصانة من المحاكمة عما يقولون إنه جرائم ارتكبها في حق الشعب اليمني منذ بداية الثورة. ومن المقرر أن تؤدي الحكومة الجديدة اليمين الدستورية يوم السبت القادم وذلك وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية اليمنية، على أن تقوم الحكومة بمهامها مدة ثلاثة أشهر وحتى خروج الرئيس صالح من السلطة وفقا لما اتفق عليه في المبادرة الخليجية ، وسيعقب ذلك إجراء انتخابات مبكرة تحت إشراف نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي ، وهو الذي من المتوقع أن يتولى منصب الرئيس. وفي الوقت الراهن يعد على عبد الله صالح رئيسا شرفيا لليمن، ولكن معظم وحدات الجيش وقوات الأمن في اليمن لا تزال خاضعة لسيطرة أبنائه وأقاربه ، وذلك بالرغم من تشكيل لجنة لإعادة هيكلة القوات المسلحة اليمنية حسبما منصوص عليه في خطة نقل السطلة. المصدر: BBC