رقص العشرات من الفتية والشبان رقصات شعبية وأخرى غربية من بين آخرين تحلقوا حول منصة حفل فني انطلقت منها عبر مكبرات صوت أغاني عدنية وأخرى أجنبية وسمعت أصدائها في المنطقة المحاطة بالجبال. وأقيم الحفل الذي حمل شعار "من أجل الحفاظ على ماتبقى من متنفسات عدن..باقون هنا" فوق أرضية يملكها رجل الأعمال "شاهر عبد الحق" وفق صفقة غامضة, وينوي إقامة مشروع استثماري فوقها. وحذر بيئيون من مخاطر ردم البحار في مدينة عدن الساحلية وأضرار هذا الردم على الكائنات الحية القريبة من الساحل وعلى السكان القاطنين في المناطق المحاذية. ويسعى محتجون منذ أسابيع لإيقاف أعمال البناء عبر إقامة وقفات احتجاجية منتظمة وخصصوا يوم الخميس لإقامة أنشطة ترفيهية متنوعة للضغط نحو إيقاف البناء وترك الأرضية كمتنفس بحري لسكان المدينة. وقام آخرون بتحريك قضية ضد المشروع في محكمة مختصة بعد تفويض. وابتدأ الحفل قرابة السادسة والنصف مساء بالتوقيت المحلي لمدينة عدن (15:30 ت.غ) واستطاعت أنغام مقطوعات فنية وأغاني من التراث العدني جذب عدد من المارين الذين أوقفوا مركباتهم وانضموا إلى المحتفلين. وهذا الحفل هو الأول من نوعه ضمن برنامج تصعيدي لتثبيت صفة "المتنفس" على الأرضية الواقعة بين مجمع عدن مول التجاري وفندق ميركيور. ومن بين الأغاني العدنية التي أديت في الحفل "مهما غبت عني", "محبوب قلبي", "أسمر وعاده زاد", "صاحب أناني", "بلادي أحييكِ", "أوعدك". وقام بأداء هذه الأغاني وبقية الفقرات الفنية عدد من الشبان الموهوبين من سكان المدينة, وبصورة تطوعية ضمن برنامج التنديد بالمشروع الاستثماري. ورقص شبان رقصة شعبية تؤدى في مدينة عدن ومدن ساحلية أخرى تعرف ب"الشرح", وأدوا كذلك رقصات غربية أخرى. وقامت الناشطة الشابة "رؤى نعمان" بأداء فقرات الربط, وهي أيضاً صاحبة فكرة الحفل الذي أقيم بجهود ذاتية مع آخرين. وأضاءت ألعاب نارية سماء المتنفس الذي احتضن نشطاء ومهتمين من الجنسين. ومن شأن البناء فوق هذه الأرضية التي تحولت قضيتها إلى قضية رأي عام الإطاحة بآخر المتنفسات في مدينة كريتر (عدن الأصلية) بعد إغلاق خليج حقات أمام مرتاديه لاحتضانه قصراً رئاسياً.