لقيت حادثة الانفجار الانتحاري الذي وقع في ميدان السبعين بالعاصمة اليمنيةصنعاء اليوم الاثنين إدانات واسعة من هيئات يمنية ودولية. وقتل في الانفجار أكثر من تسعين جندياً أثناء استعدادات فرق عسكرية للعرض العسكري الذي سيقام يوم غد الثلاثاء بمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية.
وبحسب رسائل نصية أرسلتها خدمة «الصحوة موبايل»، فقد أكد الإصلاح على ضرورة «إجراء تحقيق جاد وعاجل لكشف هوية الجناة ومن يقف ورائهم وإعلان نتائج التحقيق للرأي العام في أسرع وقت ممكن».
وأكد الإصلاح دعمه للجيش في حربه «على قوى الإرهاب ومن يسعون لإعاقة التحول الديمقراطي السلمي».
من جهته، دان التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ما وصفها ب«الجريمة الإرهابية الوحشية» التي استهدفت القوات المسلحة والأمن. واستنكر هذه «الجريمة البشعة المنافية لكل القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية»، مطالباً الجهات المختصة «بسرعة التحقيق وكشف تفاصيل الجريمة وإعلانها للرأي العام».
وجدد التنظيم موقفه الداعي «لسرعة إنهاء الانقسام في القوات المسلحة والأمن وتوحيدهما وإخضاعهما لسلطة وزيري الدفاع والداخلية»، داعياً حكومة الوفاق الوطني إلى إعلان الحداد.
وأبدى استغرابه ل«التوقيت المريب» لمثل هذه الحادثة «في الوقت الذي يحتفل فيه الشعب اليمني بالذكرى ال 22 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة».
ودعا التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري كافة أعضائه وأنصاره لسرعة التوجه إلى المستشفيات للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى، معبراً عن تعازيه لأسر الضحايا والشعب اليمني.
كما أدان حزب المؤتمر الشعبي العام بشدة ما وصفها ب«الجريمة الإرهابية الشنيعة» في ميدان السبعين، وقال في بيان له «لقد حاولت القوى المتطرفة والإرهابية من خلال هذه الجريمة الإرهابية أن تفسد على الشعب اليمني فرحته بالاحتفال بالعيد الوطني الثاني والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990».
وأضاف ان «هذه العملية الإرهابية التي استهدفت منتسبي المؤسسة الوطنية العسكرية والأمنية تؤكد أن المعركة ضد الإرهاب لن تنتهي كما أعلن ذلك الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة».
وجدد المؤتمر الشعبي العام دعمه ومساندته المطلقة ووقوفه خلف الرئيس هادي في الحرب على ما يسمى ب«الإرهاب»، مطالباً الحكومة بسرعة التحقيق وكشف ملابسات الحادث ومنفذيه ومن يقف وراءهم وملاحقة الجناة وتقديمهم إلى العدالة في أسرع وقت ممكن، كما دعاها لتحمل مسؤولياتها في تحقيق الأمن والاستقرار والسكينة للمجتمع، محملاً إياها «مسؤولية استمرار الاختلالات الأمنية والتي تعد معالجتها أولوية باعتبارها المدخل لمعالجة بقية القضايا والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية».
إلى ذلك، وأدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني بشدة التفجير الذي يعتقد أن انتحاري نفذه في ميدان السبعين بصنعاء.
ووصف الزياني في بلاغ صحفي التفجير بأنه «عمل إرهابي جبان يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وكافة القيم الإنسانية».
وقال «إن استهداف تدريبات عسكرية بمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية، وهي مناسبة وطنية عزيزة على اليمنيين وكل أشقاء وأصدقاء اليمن ما هي إلا محاولة فاشلة لوقف مسيرة اليمن نحو الاستقرار والتنمية، في وقت يعمل فيه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة والحكومة اليمنية على دفع مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتوفير البيئة الضرورية لبدء الحوار الوطني استكمالاً لتطبيق مبادئ المبادرة الخليجية».
وأضاف ان «هذا العمل الإجرامي جريمة نكراء لن تزيد الأشقاء اليمنيين إلا قوة وعزيمةً وإصراراً على التمسك بوحدتهم الوطنية ومحاربة الفكر الإرهابي المتطرف». حسب وصفه.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بأن ما حدث اليوم في صنعاء «يؤكد على أهمية تكثيف الجهود ومضاعفة العمل من أجل التصدي لمثل هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية وتفعيل القرارات والبيانات الصادرة عن المنظمات الدولية واٌلإقليمية المعنية بمكافحة الإرهاب».
من جهته، أدان الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بتفجير ميدان السبعين في صنعاء.
وقال العربي ان «هناك من يحاول عرقلة الجهود العربية والدولية المبذولة لمساعدة اليمنيين على تجاوز تحديات المرحلة الانتقالية التي تمر بها اليمن»، مشدداً على أهمية تضافر كل الجهود من أجل حماية مسيرة الاستقرار وإعادة البناء في اليمن.
وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية ان «المشاورات مستمرة مع القيادات اليمنية ومختلف الأطراف العربية والدولية المعنية من أجل دعم الجهود المبذولة لمتابعة تنفيذ المبادرة الخليجية بشأن اليمن، والتي يرعى تنفيذها مبعوث الأممالمتحدة لليمن السيد جمال بن عمر».
كما أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلى بشدة التفجير الانتحاري الذي وقع في صنعاء، مؤكداً في بيان صحفي وزعته المنظمة التي تتخذ من مدينة جدة السعودية مقرا لها «ثقته في قدرة حكومة الوحدة الوطنية في اليمن على مواصلة جهودها الرامية إلى استتباب الأمن والاستقرار في اليمن».
وجدّد الأمين العام موقف منظمة التعاون الإسلامي المبدئي «الذي يدين كافة أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف المدنيين الأبرياء».
وأدانت فرنسا بشدة هجوم صنعاء. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي عقده اليوم في باريس «إن فرنسا تدين بأشد العبارات الهجوم الذي استهدف عرضا عسكريا في ميدان السبعين وسط العاصمة اليمنيةصنعاء وتعرب عن تعازيها للسلطات اليمنية ولأسر الضحايا في هذا الحادث المأساوي».
واكد فاليرو مجددا دعم ومساندة بلاده لجهود الرئيس عبدربه منصور هادي «في التصدي للإرهاب ومواصلة عملية الانتقال السياسي وفقا لتطلعات الشعب اليمني».
إلى ذلك، اعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إدانته واستياءه الشديدين للحادث الذي وقع اليوم الاثنين في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء.
وذكر المكتب الصحافي للرئاسة الروسية (الكرملين)، ان الرئيس بوتين بعث ببرقية عزاء إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، قال فيها «إنني مستاء من العملية الإرهابية غير المسبوقة من حيث الوقاحة والقسوة، التي نفذت بصنعاء وأسفرت عن وقوع الكثير من الضحايا».
وأضاف الرئيس الروسي في برقيته «إنني على قناعة بانه على الرغم من محاولات المتطرفين لعرقلة العملية السياسية الشاملة التي قد بدأت في اليمن، سيستمر بنشاط، تنفيذ التحولات الديمقراطية والاقتصادية الاجتماعية، وان مدبري ومنفذي هذه الجريمة سينالون العقاب العادل».
وتابع قائلاً «أرجو، وأنا أدين بحزم هذه العملية غير الإنسانية، نقل أصدق التعازي إلى أقرباء الضحايا، وكلمات المؤازرة والتمنيات بالشفاء السريع إلى كافة المصابين».
من جانبها دانت وزارة الخارجية الروسية هذا الحادث، واعتبرته محاولة لإحباط الحوار السياسي في اليمن.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها «نحن ندين بحزم هذه العملية الدموية غير المسبوقة من حيث وقاحتها التي قام بها المتطرفون الذين يسعون إلى خلخلة الوضع في اليمن مهما كان الثمن، بهدف إحباط العملية السياسية الشاملة التي قد بدأت في البلاد».
وأكد البيان استعداد روسيا لتقديم الدعم اللازم للحوار الوطني الواسع والمساعدة على تحقيق التحولات الديمقراطية والاقتصادية الاجتماعية بما يتجاوب مع مصالح وأماني كافة المواطنين اليمنيين.