تستعد «دولة فلسطين» لتنظيم احتفال حاشد واستقبال الرئيس محمود عباس العائد من نيويورك ومعه انتصار دبلوماسي بالحصول على اعتراف ضمني من الاممالمتحدة بدولة ذات سيادة على اراضي 1967، فيما بدأ التخبط السياسي في اسرائيل عبر تبادل الاتهامات حول المسبب بالفشل الدبلوماسي. وحملت المعارضة حكومة نتانياهو المسؤولية الناتجة عن توقف المفاوضات، بينما ردت حكومته على الانتصار الفلسطيني بإعلان بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في القدس والضفة. وكانت الجمعية العامة للامم المتحدة وافقت بأغلبية 138 دولة على مشروع قرار ترقية فلسطين من كيان مراقب الى دولة مراقب غير عضو، وعارض القرار تسع دول و41 دولة امتنعت. وسارعت الولاياتالمتحدة الى التقليل من اهمية القرار ودعت الفلسطينيين الى استئناف المفاوضات المباشرة، ووصفت القرار بالمؤسف وغير البناء. أما صباح فلسطين فبدا مختلفاً أمس، وخرج آلاف الفلسطينيين من مختلف الفصائل بمسيرات في الضفة وغزة. وصدرت مواقف عربية مؤيدة للانتصار الجديد في حين لفت موقف الفاتيكان الذي دعا الى وضع خاص في القدس يحظى بضمانة دولية.
في وقت تستعد دولة فلسطين فيه لتنظيم احتفال حاشد لاستقبال الرئيس محمود عباس العائد من نيويورك ومعه انتصار دبلوماسي بالحصول على اعتراف ضمني من الاممالمتحدة بدولة فلسطينية ذات سيادة على اراضي عام 1967، لوحظ التخبط السياسي في اسرائيل عبر تبادل الاتهامات حول المسبب بهزيمة دبلوماسية تل ابيب وفشلها في اقناع الدول الغربية، لا سيما القسم الاكبر من الدول الاوروبية برفض التوجه الفلسطيني. وفي غضون ذلك ردت اسرائيل على الانتصار الفلسطيني باعلانها نيتها بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية سكنية جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية، بحسب ما اكد مسؤول اسرائيلي لوكالة فرانس برس، بدون ان يحدد الموقع بالضبط.
وفي حين يستعد الرئيس الفلسطيني لمغادرة نيويورك عائداً إلى دولته الوليدة بعد 65 عاماً من الكفاح، يغادر رئيس وزراء اسرائيل إلى برلين للقاء المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في 5 و6 ديسمبر لبحث الوضع الحالي في الشرق الاوسط في ظل المتغير الجديد.
تبادل اتهامات
اما في تل ابيب فحجارة الاتهامات ترمى بغزارة على نتانياهو وحكومته، حيث اتهم اليمين الاسرائيلي الفلسطينيين بتخريب مفاوضات السلام، بينما حملت المعارضة الاسرائيلية على فشل نتانياهو في وقف المسعى الفلسطيني. وحملت المعارضة الاسرائيلية حكومة نتانياهو مسؤولية جمود المفاوضات. وقالت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني «خسرت اسرائيل اليوم مع اعتراف الاممالمتحدة جميع الانجازات التي حصلنا عليها عبر المفاوضات». واضافت مؤسسة حزب الحركة الجديد ان «هذا نتيجة سياسة خاطئة واربع سنوات من الجمود السياسي والخطب والاتهامات من حكومة نتانياهو (...) التي قوضت اسرائيل ومصالحنا الامنية في مواجهة الفلسطينيين والعالم».
وندد رئيس الوزراء الاسرائيلي بانتقاد عباس الحاد لإسرائيل ووصف خطابه بأنه «عدائي وسام» وحافل «بالدعاية الكاذبة». وقال «هذه ليست كلمات رجل يريد السلام.» مكرراً دعوة إسرائيل الى مفاوضات مباشرة، واصفا القرار الاممي بأنه «لا معنى له». وأكد خلو قرار الجمعية العامة من أي دلالة حقيقية. وشدد على استحالة قيام دولة فلسطينية دون التوصل إلى حل تفاوضي يضمن أمن إسرائيل.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة وافقت بأغلبية ساحقة فجر امس على مشروع قرار يقضي بترقية وضع السلطة الفلسطينية من كيان مراقب إلى دولة غير عضو بصفة مراقب، وهو ما يعني ضمنا الاعتراف بدولة فلسطين ذات سيادة. وجاءت الموافقة بعد تقديم مندوب السودان لمشروع القرار بصفته رئيس المجموعة العربية ومندوب دولة عضو في المنظمة الدولية، وبعدها ناشد الرئيس محمود عباس الجمعية «إصدار شهادة ميلاد لدولة فلسطين» تأخرت طويلا. وقال عباس في كلمته «قبل 65 عاما وفي مثل هذا اليوم أصدرت الجمعية العامة القرار 181 الذي قضى بتقسيم أرض فلسطين التاريخية وكان ذلك بمثابة شهادة ميلاد لدولة إسرائيل». واضاف «لم نأت إلى هنا ساعين إلى نزع الشرعية عن دولة قائمة بالفعل منذ عقود هي إسرائيل، بل لتأكيد شرعية دولة يجب أن تقام سريعا هي فلسطين، مؤكداً ان «العالم مطالب بتصحيح الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني وإصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين». وتطرق عباس مرارا الى العدوان والجرائم الاسرائيلية الوحشية التي ترتكب بحق الفلسطينيين.
138 على لائحة الشرف
ونال القرار موافقة 138 دولة، في حين عارضته تسع دول و41 دولة امتنعت عن التصويت، في حين لم تشارك ثلاث دول في التصويت وقد صوتت 17 دولة أوروبية على الأقل لصالح القرار من بينها النمسا وفرنسا وإيطاليا والنرويج وأسبانيا. واختارت بريطانيا وألمانيا وبلدان أخرى الامتناع . وكانت جمهورية التشيك فريدة في موقفها بين بلدان أوروبا إذ انضمت الى الولاياتالمتحدة واسرائيل وكندا وبنما ودول جزرية صغيرة في المحيط الهادي مثل نارو وبالاو وجز المارشال وميكرونيزيا في التصويت برفض القرار.
مؤسف وغير بناء
وبعد التصويت على القرار دعت الولاياتالمتحدةالفلسطينيين والاسرائيليين إلى استئناف محادثات السلام المباشرة. وقالت السفيرة سوزان رايس ان الولاياتالمتحدة ستكون «مستعدة لمساندة الأطراف مساندة نشطة في هذه الجهود».
وانتقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون القرار ووصفته بأنه «مؤسفة وغير بناء» ويضع مزيدا من العقبات في الطريق الى السلام. وقالت «لقد أوضحنا بجلاء أنه لا يمكن للفلسطينيين والإسرائيليين إلا من خلال المفاوضات المباشرة تحقيق السلام الذي يستحقونه ».
وفي واشنطن أعلنت مجموعة من الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ عن تشريع سيغلق المكتب الفلسطيني في واشنطن إذا لم يدخل الفلسطينيون في «مفاوضات جادة» مع إسرائيل ويلغي كل المساعدات الأميركية للسلطة إذا اتجهت إلى المحكمة الجنائية الدولية.