يبدأ في 1 يونيو القادم تصدير أسماك أوروبية تمت تغذيتها سراً على لحم الخنزير بعد أن قررت أوروبا أن تسمح بإدخال لحم الخنزير المهروس إلى علف الأسماك ذاتها التي يتم استيرادها وبيعها بكميات كبيرة في دول الشرق الأوسط ومن بينها اليمن.. وأطلقت "آفاز وهي منظمة حملات عالمية قوامها 20 مليون عضو، تعمل على ايصال آراء ووجهات نظر الشعوب إلى صناعة القرار العالمي" أطلقت حملة مناهضة لقرار المفوضية، وقالت "تأمل المفوضية الأوروبية أن هذا الأمر سيمر دون أن يلاحظ أحد، ولكن إذا أثرنا ضجة هائلة الآن، لن نترك لحكوماتنا أي خيار سوى منع دخول سمك الخنزير إلى أسواقنا أو المخاطرة بمواجهة فضيحة كبيرة" وبحسب "آفاز" فإنه لن يكون هناك أي إشارة لهذه الجريمة بحق المسلمين على غلاف عبوة السمك للاعتراف، احتراما لحقوق المستهلكين، بأن ما نأكله ونطعمه لعائلاتنا قد تغذى على لحم الخنزير، محذرة من تمرير القواعد الجديدة التي تسمح بإدخال لحم الخنزير إلى غذاء السمك الذي سيبدأ خلال أسابيع قلائل، مشيرة أن السماح بإدخال لحم الخنزير في غذاء السمك يعد محرما طبقا للشريعة الإسلامية وخطرا من الناحية الصحية.. وكان هذا العلف ذاته الذي وافقت عليه المفوضية الأوروبية قد مُنع سابقاً في عام 1997 نظراً لارتباطه بمرض جنون البقر لكن المفوضية الأوروبية تتعرض لضغوط هائلة من جماعات الضغط التي يهمها تخفيض كلفة تربية السمك.. وطالبت آفاز من حكومات دول المنطقة، بضرورة إرسال تحذيرات رسمية إلى المفوضية الأوروبية لتدرك أبعاد جريمتها وأن أنها ستكون الخاسرة في حال سماحها بتلويث غذائنا سراً بلحم الخنزير، وأنه في حال قام الشرق الأوسط بأكمله بمقاطعة استيراد هذه الأسماك، ستخسر أوروبا سوقاً هائلة.. وقالت "لدينا أسابيع فقط قبل إدخال الخنزير إلى علف السمك، دعونا نوجه رسالة قوية إلى المسئولين الحكوميين للمطالبة بإبقاء سمك الخنزير خارج أسواقنا مما سيجبر المفوضية الأوروبية بالعدول عن قرارها هذا وإبقاء لحم الخنزير بعيداً عن أسماكنا" وكانت أوروبا قد أعطت الضوء الأخضر لمربي الأسماك لتغذية أسماكهم اعتبارا من يونيو بطحين مستخلص من لحوم وعظام الخنازير والدواجن بعد منعها داخل دول الاتحاد الأوروبي في العام 2001 بعد ظهور داء جنون البقر الذي أصاب الماشية في بادئ الأمر لتنتقل العدوى بعد ذلك إلى البشر ويتحول إلى "مرض كروتزفيلد جاكوب" الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص في العالم معظمهم في بريطانيا.. وتقوم الطريقة التي سيعود إليها مجددا مربو الأسماك في مزارع دول الاتحاد الأوروبي على إطعام الأسماك بروتينات حيوانية مستخلصة من لحوم الخنازير والدواجن.. وقد جاء في تقرير للجنة الأوروبية التي كلفت بدراسة القضية بأن "هذه الطريقة سوف تساعد على ديمومة قطاع الحيوانات المائية لأنها توفر بديلا لطحين الأسماك الذي يعد موردا نادرا" مؤكدة كذلك توافق هذه الطريقة مع البحوث العلمية التي أثبتت هي الأخرى فاعليتها وعدم خطورتها.. لكن رغم تطمينات الدوائر الأوروبية المختصة إلا أن العديد من الجمعيات والمنظمات التي تعنى بالمستهلك والصحة دقت ناقوس الخطر بمجرد إعلان بروكسل العودة إلى هذه البروتينات الحيوانية المحولة لتغذية الأسماك والحيوانات المائية.. وانتقدت فرنسا هذا القرار حيث صرح وزير الزراعة والتغذية غيوم غارو بأن "الأمر يأتي في ظرف غير ملائم" مؤكدا بأن "بلاده عارضت منذ البداية هذه الطريقة الأوروبية" ومطمئنا كذلك بأن بروكسل لا يمكنها إجبار البلدان الأوروبية على اعتمادها..