اتهم تكتل أحزاب اللقاء المشترك في اليمن الرئيس السابق علي عبد الله صالح ومن وصفهم ب "بقايا النظام السابق" بالعمل على إفشال التسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وجر البلاد الى ازمات وصراعات من شأنها خدمة اجندتهم اللا وطنية التي يتصدرها الانتقام والانقضاض على السلطة. وشن بيان صدر عن التكتل، وزع أمس في صنعاء، هجوما لاذعا على أكثر من مؤسسة رسمية في البلاد، منها مجلس النواب ومجلس الشورى واللجنة العليا للانتخابات، مشيرا الى "التوجهات والأساليب التي يمارسها بقايا النظام السابق بإشراف مباشر من المخلوع علي عبدالله صالح". وأكد المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك الذي يتقاسم مقاعد الحكومة مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح، على رفضه القاطع الممارسات التي يقوم بها رئيس البرلمان المخالفة للقانون ولوائح المجلس وأسس التوافق التي نصت عليها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، متهما إياه بتحويل البرلمان الى "هيئة خاصة للمؤتمر الشعبي العام وفقا للأغلبية العددية التي أسقطتها المبادرة الخليجية". ودعت احزاب المشترك الرئيس عبد ربه منصور إلى "القيام بواجباته وفقا للمبادرة الخليجية وإيقاف الممارسات المخالفة لها من قبل هيئة رئاسة البرلمان في ما يخص قانون الجامعات وقانون العدالة الانتقالية وغيرها من الممارسات". ودان المشترك ما أسماها "العمليات الاجرامية الممنهجة الهادفة الى اضعاف وإسقاط، بل الى ضرب قدرات الوطن الامنية والدفاعية المتمثلة في اسقاط عدد من الطائرات العسكرية واغتيال عدد من الطيارين الوطنيين والكوادر الامنية المتميزة بالإضافة الى اختلالات أمنية متعددة". ودعت أحزاب المشترك إلى "كشف الجهات المتورطة التي تقف وراء هذه العمليات الهادفة الى تقويض الامن والاستقرار وعرقلة المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة والسعي لإفشال مؤتمر الحوار الوطني". في غضون ذلك، أكد الرئيس السابق علي عبدالله صالح أن من فجروا جامع دار الرئاسة، هم أنفسهم الذين قتلوا الشباب في جمعة 18 آذار، المعروفة بمجزرة الكرامة، ووصف صالح في منشور على صفحته الشخصية في "الفيسبوك" اليوم الجمعة الذي سيصادف الذكرى الثانية لتفجير جامع دار الرئاسة ب "اليوم المبارك"، حيث قال إن "الإجرام فشل عن تحقيق مبتغاه في إدخال اليمن في حرب تأكل الأخضر واليابس". وكشف صالح للمرة الاولى معلومات عن اللحظات التي أعقبت تفجير الجامع الذي كان يصلي فيه مع عدد من قادة الدولة، وأودى بحياة عدد منهم، وجرح آخرين كان هو أحدهم، حيث أكد أنه بمجرد أن أفاق من غيبوبته من تلك الاصابة البالغة التي لحقت به، وجه قائد الحرس الجمهوري السابق (نجله الأكبر أحمد) والرئيس الحالي عبدربه منصور هادي (نائبه حينها) بعدم الانزلاق الى المواجهة أو تفجير الموقف كما يريد الضالعون في التفجير". وأضاف "بمجرد استيقاظي من الغيبوبة بمستشفى مجمع الدفاع يوم الحادث الأليم، كان خوفي كله أن يحقق التفجير هدفه الكبير، المتمثل في ادخال البلاد في حرب أهلية شاملة تأكل الأخضر واليابس، فقد تيقنت لحظتها أن من وراء هذه الجريمة هم أنفسهم الذين فشلوا في تحقيق ذات الهدف بتخطيطهم لتنفيذ واستغلال قتل الشباب في تظاهرة يوم الجمعة 18 اذار، ولكن شعبنا كان واعيا رغم جراحه، فجنب الله البلاد فتنة شعبية لا يحمد عقباها". وقال "لقد قلت للقادة حينها لا تستجيبوا للفتنة، امتنعوا عن القيام بأي رد فعل وعلى الجميع الالتزام بتعليمات الاخ عبدربه منصور هادي فاليمن فوق الجميع رئيساً أو مرؤوساً، كما وجهنا بعدم تحويل جمعة رجب الى تاريخ بداية حرب شاملة". وأشار صالح إلى أن الخلافات والصراعات في البلاد ستبقى سياسية، وأن الخاسر الأكبر من ذلك هم المقامرون.