أكد وكيل محافظة عدن لشؤون المديريات/نائف البكري أن مستوى الفعاليات والأنشطة الشبابية في مدينة عدن بحالة تطور دائم بما يتناسب ومتطلبات المرحلة الحالية، قائلاً: "هناك العديد من الأعمال الشبابية الإبداعية تلقى الترحيب والمساعدة والدعم المعنوي والمادي من إدارة المحافظة، وأغلبها تُعنى بالثقافة والفنون، وتعمل على ترسيخ مبادئ السلام التي عُرفت بها مدينة عدن"، مضيفاً: "كانت عدن سباقة باحتضان جميع الحضارات والثقافات والديانات، ولا تزال كذلك، وستستمر"، مؤكداً أن على عاتق الشباب تقع مسئولية إخراج المدينة بصورة أفضل، صامدة أمام كل محاولات تغيير ملامحها الجمالية. جاء ذلك في تدشين فعاليات الندوة التعريفية الثالثة صباح اليوم الأربعاء الموافق 17 سبتمبر 2014م في إحدى قاعات قسم الفنون بالجامعة اللبنانية الدولية، تحت شعار"ضع بصمتك في مدينتك..تحسين جولات عدن" ضمن مشروع"عدن مدينة السلام..بناء عدن بأيادي أبناء عدن"، الذي تنفذه مؤسسة"عدن" للفنون والعلوم كأكبر مسابقة لتحسين المدينة، بحضور عدد من طلاب وأساتذة مختلف الكليات بالجامعة وعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني بالمحافظة. افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية قدمها المعيد بكلية الآداب-جامعة عدن/أبو بكر هاشم، جاء فيها لمحة تاريخية عن مدينة عدن، وسبب تسميتها، ونماذج لأشكال التعايش والتسامح فيها، وتخللها قراءة لأبيات من الشعر القديم والحديث عن وصف عدن، كما قدم الطفل/سامي سهيم أغنية عن السلام بعنوان"دروب السلام"، وأغنية أخرى عن معاناة الطفولة. ألقيت في الندوة عدد من الكلمات عن المشروع، والمشاركة الشبابية، والشراكة بين المنظومات التعليمية والمجتمع المدني والسلطة المحلية. وفي تصريح خاص قال مندوب صندوق النظافة وتحسين المدينة-مدير مكتب الحدائق والتشجير/حسين الميسري: "اقتران السلام بمدينة عدن لم يأتِ من فراغ، فلطالما كانت عدن عنوان للتسامح والتعايش السلمي"، مؤكداً أن إشراك الشباب بشكل فعال وفاعل في المشاريع التنموية يأتي من باب الثقة بهم، وكذلك لتفريغ طاقاتهم بشكل إيجابي وإظهار إبداعاتهم، مشيراً إلى أنه يمكن لشرائح المجتمع المختلفة المشاركة كلاً بحسب إمكاناته وقدراته المتاحة، منوهاً إلى أن المشاركة المجتمعية بفكرة تعتبر خطوة صحيحة في الطريق الصحيح نحو مجتمع كل أفراده يشاركون في بنائه. من جانبه أشاد مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل/أيوب أبو بكر بالدور الإيجابي الذي تلعبه المؤسسة منذ سنتين في المجتمع المدني بالمحافظة، مؤكداً بقوله: "إن تلاحم كافة الجهود بما فيها الشعبية والرسمية سيفضي إلى الحفاظ على وجوه السلام والمحبة لمدينة عدن، فالمواطن هو أساس تطور المجتمع، وعلى السلطة المحلية بكافة أجهزتها ومرافقها تقديم التسهيلات له". بينما قدم مدير المؤسسة/عبدالله البكري نبذة مختصرة عن المشروع للحضور، موضحاً أن المرحلة الحالية منه تتلخص باستلام الأفكار والتصاميم الخاصة بإعادة تأهيل الجولات(الدوارات)، حيث وصل عددها إلى 25 تصميم و30 فكرة من طلاب مدارس وكليات وناشطي منظمات مجتمع مدني وشباب آخرين، مشيراً إلى أن مرحلة التنفيذ ستنطلق مطلع شهر أكتوبر القادم، وأن العمل بالمشروع سيبدأ في جولتين هما: جولة البجع بمديرية خور مكسر وجولة زكو في مديرية كريتر، من أصل 22 جولة وتقاطعات مهمة و18 حديقة عامة كبيرة في المدينة بمختلف الأحياء السكنية في المديريات الثمان بالمحافظة، مؤكداً أن الباب لا يزال مفتوحاً أمام تقديم الأفكار والتصاميم لدى مندوبي المشروع في كليتي الهندسة والمجتمع والمعهد الفني والتدريب المهني، على أن تخضع لاحقاً للجنة تقييم؛ لتختار التصميم الأنسب من بين تلك المقدمة. بدوره أفاد مستشار المشروع المهندس/محمد غانم أن من بين الأهداف الرئيسية للمشروع هي: إبراز المواهب الشبابية، وتقديمها للمجتمع، والعمل على تطويرها، وقال: "إن إعادة التصميم أصعب من التصميم ذاته، ولذلك فإن الجولات المستهدفة ستحافظ على تصميماتها السابقة مع إجراء تعديلات بسيطة فيها، توازياً مع مراعاة معايير معينة معلنة مسبقاً"، مؤكداً أن لجنة تقييم المشاركات ستلتزم بالشفافية والمصداقية بتحديد الفائز أو مجموعة الفائزين، وأن التصاميم ستراعي الظروف الخاصة بكل جولة من حيث حمايتها وتوفير المواد اللازمة لتشييدها ومزاجية الأهالي والأبناء المحيطين بها. وفي كلمته أشاد مدير الجامعة اللبنانية الدولية/معمر طقطق بالشراكة بين الجامعة ومنظمات المجتمع المدني، والتسهيلات التي تقدمها إدارة المحافظة؛ لإنجاح المشاريع التنموية، كما استعرض بإيجاز عدد من أنشطة وفعاليات الجامعة، مشيراً إلى أن الجامعة تحاول نقل عدد من فعالياتها وأنشطتها المقامة في لبنان؛ لتنفيذها في المحافظات التي تتواجد فيها فروع الجامعة، وقال: "لا بد من تشجيع كافة الشباب على المشاركة في مثل هذه المشاريع؛ لإرجاع السلام إلى مدينة عدن". يُذكر أن الندوة التعريفية المذكورة أعلاه تعتبر الثالثة ضمن مجموعة من الندوات التعريفية للمشروع ذاته، وكانت المؤسسة قد عقدت الندوة التعريفية الأولى يوم الأحد ما قبل الماضي في كلية الهندسة بجامعة عدن، بينما عُقدت الثانية يوم الأحد الماضي في كلية المجتمع بمديرية دار سعد، وذلك برعاية من ديوان محافظة عدن وصندوق النظافة وتحسين المدينة ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل وديوان جامعة عدن ومكتب التعليم الفني والتدريب المهني في محافظة عدن.
