اهتمت الصحف العربية الصادرة الأسبوع الماضي بالأحداث الساخنة التي تشهدها المنطقة العربية والصراعات التي لا يحمد عقباها أحد، والتي تشكل خطورة كبيرة على وحدة المنطقة العربي. ففي الأسبوع الماضي تصدرت الأزمة التي تمر بها بلاد اليمن المشهد، حيث أشارت بعض الصحف إلى حالة التوتر والقلق الذي يخيم على المنطقة نتيجة الأحداث التي يمر بها اليمن الشقيق والتي من شأنها أن تهدد استقراره.
وفي ذات السياق دعت بعض الصحف اليمنيين إلى الوحدة والتنازل من أجل مصلحة البلاد وأن يكون استقرار اليمن ووحدة أراضيه وسلامة شعبه فوق كل اعتبار شخصية أو أية مصالح أخرى.
من جهتها رأت بعض الصحف أن تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة والعقوبات التي أقرت من جانب مجلس الأمن على الرئيس السابق وبعض القيادات الأخرى إنذار لكل من تخول له نفسه العبث باستقرار اليمن.
ففي هذا الشأن قالت صحيفة الوطن السعودية في إحدى افتتاحيتها: إن القرار الذي صدر مؤخرا، بالتزامن مع تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة، عقوبات من مجلس الأمن على الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، واثنين من قيادات الحوثيين فتلك رسالة لكل من يريد استمرار الفوضى في اليمن أن اليمن متوجه نحو الاستقرار إن عاجلا أو آجلا.
وأضافت أن الرئيس اليمني السابق فوت على نفسه فرصة ذهبية لتصحيح أوضاعه وأوضاع اليمن بعدم التزامه ببنود المبادرة الخليجية التي يبدو أنه وافق عليها مضطرا لأنه لم يكن أمامه سواها، على أمل أن يكسب عامل الزمن فيحاول استعادة الامتيازات السابقة عبر توظيف أعوانه لأجل ذلك، وعلى هذا الأساس تظاهر مؤخرا عدد كبير من أنصاره في العاصمة صنعاء اعتراضا على مشروع العقوبات، ورددوا هتافات ضد الرئيس الحالي، غير أن كل ما فعلوه لم يؤثر على صدور قرار مجلس الأمن الحاسم. ولن تفيد الرئيس السابق قراراته الانفعالية بإقالة الرئيس عبدربه منصور هادي من حزب «المؤتمر الشعبي»، والتراجع عن المشاركة في الحكومة.
وأضافت الوطن لو فكر من أدرجت أسماؤهم في لائحة العقوبات بتجميد الأصول والمنع من السفر في جميع دول العالم أنهم بتصرفاتهم غير المسؤولة لم يسيئوا إلى بلدهم فحسب، بل أساؤوا إلى أنفسهم، ولو فكروا أكثر لاكتشفوا أن السبيل الوحيد أمامهم للتصحيح هو العمل مع باقي التيارات اليمنية من أجل البناء والاستقرار، أما أن يهدد قياديون في حزب المؤتمر الشعبي العام -حزب صالح- بأن نتائج العقوبات سوف تطال أمن اليمن وتؤثر على جيرانه، فلا منطق هنا سوى التعنت والإصرار على الخطأ.
وأضافت أن واقع الحال يقول إن ما مارسه حزب المؤتمر الشعبي خلال الفترة السابقة أضر باليمن كثيرا، وهذا ما أدركه عدد من القياديين طبقا للأخبار عن الحزب فقدموا استقالاتهم، وانضم بعضهم إلى الرئيس الحالي، فيما أصر عدد آخر على مناصرة صالح من غير أن يقدروا أن الأولوية يجب أن تكون لليمن قبل الشخص والحزب، وأن حملة المناصرة داخل الحزب التي أدت إلى المظاهرات المؤيدة لصالح ليست أكثر من زوبعة في فنجان.
واختتمت الوطن افتتاحيتها بقولها إن اليمن الجديد مقبل، والحكومة تشكلت، والحوثيون ما من خيار أمامهم إلا الاندماج مع الجميع والسعي للسلم أو العبث وتطبيق الأجندات الخارجية، وبالتالي الفوضى التي سيكون ضررها عليهم وعلى غيرهم.
وتحت عنوان «مصلحة الجميع» قالت صحيفة 26 سبتمبر اليمنية إن تفويض القوى السياسية والحزبية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة المكلف الأستاذ خالد عمر بحاح باختيار وزراء يتمتعون بالكفاءة والخبرة والنزاهة، حمل رسالة واضحة تؤكد إدراكها الواعي بالتحديات والمخاطر التي لو استمرت الأوضاع على ما هي عليه سوف تفلت الأمور في الوطن من يد الجميع وتنزلق نحو كارثة لطالما حاول كل الخيرين ومن يهمهم حاضر الوطن ومستقبل أجياله تجنبها بتغليب منطق العقل والحكمة على المصالح الأنانية الضيقة الشخصية والحزبية والمناطقية والقبلية والطائفية وأجندة المشاريع الصغيرة المدمرة التي لم تجلب لليمن إلا الفتن وما تعنيه من صراعات وعنف وإرهاب وفوضى.
وتابعت الصحيفة لقد آن أوان وقف رياحها الهوجاء التي ستعصف بكل ما ناضل من أجله شعبنا وتطلع إلى تحقيقه طوال مسيرة نضال حركته الوطنية وفي الصدارة بناء يمن جديد ودولة مدنية ديمقراطية حديثة قوية وقادرة وعادلة لكافة اليمنيين ينعمون في ظلها بالمواطنة المتساوية.. إن الدلالة الأهم في هذا التفويض بتشكيل حكومة كفاءات وطنية -بعد التجاذبات التي تعاطت مع مقترحات الشراكة على أساس المحاصصة التي لا يجب أن تكون في لحظة فارقة دقيقة وحساسة يمر بها الوطن اليمني- تجسد ثقة القوى السياسية بالأخ رئيس الجمهورية وتعكس استيعاب حقيقة أنه تحمل مسؤولية قيادة الوطن في فترة وصل فيها إلى حافة الهاوية متحملاً على عاتقه مهمة إنقاذ بلد ينوء بأثقال تركة من الأزمات المتراكمة الموروثة من ماض قريب وبعيد ليتمكن بحكمته وصبره النابع من إيمان عميق وحرص صادق على اليمن ووحدته وأمنه واستقراره من تجاوز الكثير من المعيقات والمعضلات والتعقيدات الموضوعية أو تلك الذاتية التي وضعتها بعض القوى والأطراف للحيلولة دون نجاح التسوية السياسية ومؤتمر الحوار الوطني الذي هدف إلى إيصال اليمن (الوطن والشعب) إلى بر الأمان.
وأضافت أن ذلك هو ما يواصله اليوم الرئيس عبدربه منصور هادي وما يبذله من جهود مضنية لوضع شعبنا على المسار الصحيح الذي يخرجهم من تشابكات المتاهة المليئة زواريبها بالإشراك والأفخاخ التي تعددت أشكالها بين افتعال الصراعات والاحتراب والعنف والإرهاب من قبل أولئك الذين لم يتخلصوا من أوهام أن هذه الممارسات ستمكنهم من تصفية حساباتهم وفرض إرادتهم، وتحقيق مشاريعهم على الشعب اليمني وهي من دون شك تعود إلى زمن ولى يستحيل الرجوع إليه، وعلى من ما زالوا يصرون على نهج سفك الدماء اقتتالاً وعنفاً وإرهاباً واغتيالاً للقامات والعقول والكفاءات الوطنية أن يفهموا أن أكبر المستفيدين من مغادرته وأكبر الخاسرين من استمراره هم.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بقولها لذا عليهم أن يعيدوا حساباتهم قبل أن يحاسبهم الله وشعبنا اليمني والتاريخ، وتطاردهم لعناته إلى أبد الآبدين.. وحتى يتجنبوا هذا المصير المخزي عليهم الاصطفاف مع كل أبناء الشعب والالتفاف حول الرئيس للتسريع بتشكيل حكومة الكفاءات الوطنية والوقوف معها ودعمها وبما يمكنها من إنجاز الاستحقاقات المتبقية من المرحلة الانتقالية والمتمثلة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ووضع الوطن في سياق شرعية دستورية وطنية جديدة.