تفويض القوى السياسية والحزبية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة المُكلف الأستاذ خالد عمر بحاح باختيار وزراء يتمتعون بالكفاءة والخبرة والنزاهة.. حمل رسالة واضحة تؤكد إدراكها الواعي بالتحديات والمخاطر التي لو استمرت الأوضاع على ما هي عليه سوف تفلت الأمور في الوطن من يد الجميع وتنزلق نحو كارثة لطالما حاول كل الخيرين ومن يهمهم حاضر الوطن ومستقبل أجياله تجنبها بتغليب منطق العقل والحكمة على المصالح الأنانية الضيقة الشخصية والحزبية والمناطقية والقبلية والطائفية وأجندة المشاريع الصغيرة المدمرة التي لم تجلب لليمن إلاَّ الفتن وما تعنيه من صراعات وعنف وإرهاب وفوضى, آن أوان وقف رياحها الهوجاء التي ستعصف بكل ما ناضل من أجله شعبنا وتطلع إلى تحقيقه طوال مسيرة نضال حركته الوطنية وفي الصدارة بناء يمن جديد ودولة مدنية ديمقراطية حديثة قوية وقادرة وعادلة لكافة اليمنيين ينعمون في ظلها بالمواطنة المتساوية.. إن الدلالة الأهم في هذا التفويض بتشكيل حكومة كفاءات وطنية- بعد التجاذبات التي تعاطت مع مقترحات الشراكة على أساس المحاصصة التي لا يجب أن تكون في لحظة فارقة دقيقة وحساسة يمر بها الوطن اليمني- تجسد ثقة القوى السياسية بالأخ رئيس الجمهورية وتعكس استيعاب حقيقة أنه تحمل مسؤولية قيادة الوطن في فترة وصل فيها إلى حافة الهاوية متحملاً على عاتقه مهمة إنقاذ بلدٍ ينوء بأثقال تركة من الأزمات المتراكمة الموروثة من ماضٍ قريب وبعيد ليتمكن بحكمته وصبره النابع من إيمان عميق وحرصٍ صادق على اليمن ووحدته وأمنه واستقراره من تجاوز الكثير من المعيقات والمعضلات والتعقيدات الموضوعية أو تلك الذاتية التي وضعتها بعض القوى والأطراف للحيلولة دون نجاح التسوية السياسية ومؤتمر الحوار الوطني الذي هدف الى إيصال اليمن (الوطن والشعب) إلى بر الأمان.. وهو ما يواصله اليوم الرئيس عبدربه منصور هادي وما يبذله من جهود مضنية لوضع شعبنا على المسار الصحيح الذي يخرجهم من تشابكات المتاهة المليئة زواريبها بالأشراك والأفخاخ التي تعددت أشكالها بين افتعال الصراعات والاحتراب والعنف والإرهاب من قبل أولئك الذين لم يتخلصوا من أوهام أن هذه الممارسات ستمكنهم من تصفية حساباتهم وفرض إرادتهم, وتحقيق مشاريعهم على الشعب اليمني وهي بدون شك تعود إلى زمنٍ ولى يستحيل الرجوع إليه, وعلى من مازالوا يصرون على نهج سفك الدماء اقتتالاً وعنفاً وإرهاباً واغتيالاً للقامات والعقول والكفاءات الوطنية أن يفهموا أن أكبر المستفيدين من مغادرته وأكبر الخاسرين من استمراره هم.. لذا عليهم أن يعيدوا حساباتهم قبل أن يحاسبهم الله وشعبنا اليمني والتاريخ, وتطاردهم لعناته إلى أبد الآبدين.. وحتى يتجنبوا هذا المصير المخزي عليهم الاصطفاف مع كل أبناء الشعب والالتفاف حول الأخ الرئيس للتسريع بتشكيل حكومة الكفاءات الوطنية والوقوف معها ودعمها وبما يمكنها من إنجاز الاستحقاقات المتبقية من المرحلة الانتقالية والمتمثلة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ووضع الوطن في سياق شرعية دستورية وطنية جديدة.