قال المدير التنفيذي لتحالف رصد مطهر البذيجي إن الجانب الآخر للحرب التي تشهدها اليمن منذ أربعة أعوام؛ يتمثل في الحالة الإنسانية التي امتدت على مستوى البلد بشكل عام، مؤكداً أن المعاناة الإنسانية تضاعفت مع توسع وتعقد خارطة الصراع، وتداخل الفاعلين فيه محليا وإقليميا ودوليا. جاء ذلك في مستهل استعراضه لتقرير الرصد نصف السنوي الذي أعده تحالف رصد عن النصف الأول من العام 2018.
وذكر البذيجي أن هذه المدة شهدت الكثير من الجرائم التي تعد انتهاكا لمبادئ القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، والتي تنوعت ما بين القتل والإصابة المعاملة القاسية والإعدام غير المشروع والاختطاف والاعتقال وتجنيد الأطفال وانتهاكات جماعية مثل حصار المدن وتفجير المنازل وغيرها، منبها إلى ما يرد في هذا التقرير جزء من الحقيقة وليس الحقيقة كاملة.
ورصد التقرير خمس جهات تقوم بالانتهاكات، وهي ميليشيات الحوثي، وقوات تابعة للحكومة اليمنية، وطيران التحالف العربي، والعصابات المسلحة، وتنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية، والطائرات بدون طيار الأميريكية (الدرونز).
ورصد التحالف مقتل 1224 مدني، وإصابة 1220 آخرين، بينهم 232 طفلا، و 129 امرأة و69 مسناً، ساهم الحوثيون في قتل 679 منهم، وحدد عدد 201 بالقصف العشوائي للأحياء السكنية، و248 قتلوا بنيران القناصة وأسلحة مباشرة أخرى، في حين قتل طيران التحالف العربي 253 مدنيا بالغارات الجوية، و35 قتلتهم القوات الحكومية، و91 على أيدي قوات عسكرية غير موالية للحكومة، أما الطائرات بدون طيار الأميركية؛ فتولت قتل 36 مدني، وسقط 70 مدنياً بنيران جهات مجهولة، أما تنظيم القاعدة فكان عدد ضحاياه 60 مدنيا.
وبحسب التقرير، فقد تحقق تحالف رصد من مقتل 182 مدنيا بسبب الألغام الفردية والعبوات الناسفة بينهم 41 طفلا و24 امرأة و11 مسنا، وإصابة 138 مدني بينهم 19 طفل و15 امرأة و4 مسنين، وذلك في محافظاتالحديدة، تعز، الجوف، لحج، البيضاء، شبوة، إب، صنعاء، الضالع، ومأرب
ورصد التقرير مسؤولية في زراعة الألغام إلى ميليشيات الحوثي التي زرعت الألغام والأشراك الخداعية على هيئة لعب أطفال ومقتنيات أثرية وأحجار صُنعت يدويا، وتحتوي متفجرات زرعت في الأزقة والحارات والطرقات.
كما وثق تحالف رصد مقتل 34 يمنيا في عمليات إعدام غير مشروعة، ووفاة 36 بسبب التعذيب والمعاملة القاسية في أماكن الاحتجاز، وحمل ميليشيات الحوثي مسؤولية قتل 25 منهم، و10 قتلتهم تنظيمات متطرفة مثل القاعدة، فيمَ تم اعتقال واختطاف 1067 مدني بطرق غير مشروعة، بينهم 42 طفلاً، و23 امرأة، و230 سياسي وناشط حزبي، و32 ناشط حقوقي، و17 إعلامي، ونالت صنعاء النصيب الأكبر من هذه الانتهاكات برصيد 152 انتهاك، تلتها المحويت ب124، والبيضاء ب111، وتعز انتهاك.87
وعرفت البلد خلال النصف الأول من هذا العام، 278 حالة اختفاء قسري، بينهم 8 نساء و6 أطفال و40 سياسي وناشط حزبي و7 إعلاميين و5 نشطاء.
وتتحمل ميليشيا الحوثي المسؤولية عن تجنيد 848 طفل من إجمال 852 طفل تم تجنيدهم خلال هذه الفترة، وتتصدر محافظة صنعاء قائمة المحافظات التي شهدت هذا النوع من الانتهاكات بواقع 153 طفل، تليها عمران بواقع 147 طفل، ثم حجة بواقع 136 ثم ذمار ب107، وأخيراً صعدة ب82.
وطالب تحالف رصد في ختام التقرير بوقف الهجمات العشوائية وهجمات القناصة والمسلحين ضد السكان المدنيين والاحياء السكانية، ووقف زراعة الألغام بمختلف أنواعها، والتحقيق في كل جرائم الإعدام غير المشروعة المرتكبة، وإطلاق سراح كافة المحتجزين والمختفين قسرياً، وتسريح كافة الاطفال المجندين في صفوفها والتوقف عن حشد مزيد من الاطفال أو تجنيدهم في قواتها العسكرية.
وطالب التحالف العربي بوضع قواعد اشتباك واضحة للتمييز بين المدنيين والعسكريين والأهداف المدنية والعسكرية، وإعمال كافة قواعد القانون الدولي في حماية المدنيين أثناء العمليات العسكرية، وتعويض كافة الضحايا وذويهم الذين سقطوا بغارات طيران التحالف العربي، وإغلاق كافة السجون التي تتبعها في عدن وحضرموت، وإطلاق سراح كافة المعتقلين والمختفين وإخضاع كافة السجون لإشراف وسلطة القضاء والنيابة العامة، ومساعدة الحكومة اليمنية في اخضاع كافة القوات اليمنية لسلطتها واشرافها وبسط نفوذها على المحافظاتاليمنية المحررة من مليشيا الحوثي.
كما دعا تحالف رصد لجنة الخبراء التابعة لمجلس والخاصة باليمن إلى رصد ودراسة حالة حقوق الانسان في اليمن بحيادية واستقلالية، والعمل علىن الوصول الى كافة الأراضي اليمنية التي تشهد انتهاكات واسعة بحق المدنيين كمحافظة تعز، وإبلاغ ذلك إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان؛ بما من شأنه تعزيز احترام وحماية حقوق الانسان.
وطالب تحالف رصد مجلس حقوق الإنسان بإلزام ميليشيات الحوثي وكافة الأطراف اليمينة بتنفيذ قرارات المجلس المتعلقة باليمن، وحث كل الأطراف على التحقيق في كل ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، والسماح للمنظمات الوطنية ووسائل الاعلام بالعمل في كافة المناطق اليمنية دون عراقيل.