حمّلت الولاياتالمتحدة، الأربعاء، مليشيا الحوثي باليمن، المسؤولية عن تداعيات أي تسرب نفطي أو انفجار محتمل للناقلة "صافر" الراسية أمام سواحل اليمن منذ سنوات. وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، كيلي كرافت، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الأزمة اليمنية: "إذا حدث تسرب، أو ما هو أسوأ، انفجار، فسيتحمل الحوثيون المسؤولية الكاملة عن أي كارثة؛ بسبب جهودهم لاستخدام الناقلة كورقة مساومة لزيادة النفوذ السياسي والاقتصادي". وترسو هذه الناقلة قبالة ميناء "رأس عيسى" على البحر الأحمر، في محافظة الحُديدة (غرب)، منذ اندلاع الحرب في اليمن، وتواجه الناقلة خطر الانفجار أو تسريب حمولتها، المقدرة بنحو 1.5 مليون برميل من النفط الخام؛ جراء تعرض هيكلها الحديدي للتآكل والتحلل بسبب غياب الصيانة. وأضافت السفيرة الأمريكية: "يجب علينا منع الكارثة"، متابعة "يحتاج الحوثيون إلى الوفاء بالتزاماتهم، وتسهيل التقييم (لحالة الناقلة) دون مزيد من التأخير أو الشروط المسبقة". وأردفت "وذلك عبر السماح للفرق الفنية التابعة للأمم المتحدة بالوصول الفوري إلى الناقلة لإجراء تقييم للوضع، ولتحديد الخطوات المناسبة للتخفيف من خطر تسرب النفط أو حدوث انفجار". وفي بداية الجلسة، أبلغ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، أعضاء المجلس، بأن فريقا فنيا من المنظمة الدولية سيصل إلى الناقلة، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لتقييم حالتها. وأضاف أن "سلطات (الحوثيين- غير معترف بها) أكدت كتابيا أنها ستقبل بعثة الأممالمتحدة المخطط لها منذ وقت طويل للوصول إلى الناقلة، والتي نأمل أن تتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة". وحذر من أنه "إذا حدث تسرب، في الشهرين المقبلين، يتوقع الخبراء أن 1.6 مليون يمني سيتأثرون بشكل مباشر، حيث ستشهد كل مجتمعات صيد الأسماك على طول الساحل الغربي لليمن انهيار سبل عيشها وتعاني خسائر اقتصادية كبيرة". من جهته طالب رئيس مجلس الامن الدولي السفير كريستوف هويسجن، في حديث للصحفيين بمقر الاممالمتحدة عبر دائرة تليفزيونية نهاية الجلسة، مليشيا الحوثي ب"تنفيذ إجراءات ملموسة دون تأخير "بشأن أزمة الناقلة صافر الراسية قبالة ميناء "راس عيسي" بمحافظة الحديدة غربي اليمن. وأعرب هويسجن عن "الانزعاج الشديد تزايد خطر تحلل أو انفجار ناقلة النفط ، وحدوث كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية لليمن وجيرانه". وقال السفير الألماني "اطلعنا كل من المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة إنغر أندرسون ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك خلال الجلسة على المخاطر البيئية والإنسانية المتزايدة التي تشكلها الناقلة، والتي يتضح من حالتها تسرب مياه البحر لغرفة محركها في 27 مايو/ايار الماضي". وأضاف "أعرب أعضاء المجلس عن انزعاجهم الشديد من تزايد خطر تحلل أو انفجار ناقلة النفط ،وحدوث كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية لليمن وجيرانه". وتابع "وأقر أعضاء المجلس بإعلان الحوثيين السماح لفريق اممي بالوصول للناقلة، ودعا ممثلو الدول الاعضاء الحوثيين لتحويل هذا الالتزام إلى إجراء ملموس في أقرب وقت ممكن"، واستطرد قائلا "بما في ذلك الموافقة على تصاريح الدخول، وطريق سفر آمن إلى الناقلة، وجميع الترتيبات اللوجستية الأخرى". وشدد كريستوف هويسجن على أهمية "تسهيل الوصول غير المشروط لخبراء الأممالمتحدة التقنيين لتقييم حالة الناقلة وإجراء أية إصلاحات عاجلة محتملة، وضمان التعاون الوثيق مع الأممالمتحدة". ومليشيا الحوثي، المسيطرة على مناطق واسعة في الحُديدة بينها الميناء، تشترط بيع نفط خزان الناقلة لصالحها، وهو ما ترفضه الحكومة، ما جعل الأزمة تستمر سنوات.