أثبتت مليشيا الحوثي الانقلابية إرهابها لليمنيين، اليوم السبت، وذلك عبر ارتكابها مجزرة بحق تسعة أشخاص بعد أن اتهمتهم في التورط بقتل رئيس مجلسها السياسي الصريع صالح الصماد. وكان الصماد قد لقي حتفه في أبريل 2018، بغارة جوية في الحديدة، غرب اليمن. وكان القيادي الذي لقي حتفه مع ستة آخرين، من بين أبرز المسؤولين الذين قتلوا لدى الميليشيات منذ بداية انقلابهم على الشرعية في منتصف 2014. مجزرة بشعة نددت فيها مختلف الأطياف السياسية والصحفية بشدة ووصفتها ب"الجريمة الإرهابية" التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الانقلابية اليوم بصنعاء. وتوالت ردود فعل ناشطون وصحافيين وكتاب يمنيين على هذه المجزرة التي وصفوها بالجريمة التي تخطت كل القيم والحدود المعروفة.
وكتب الصحفي محمد عايش على صفحته ب "فيس بوك" أن كل ما نعرفه ويعرفه الرأي العام الآن عن ضحايا مجزرة اليوم في صنعاء، أنهم مجموعة مواطنين شاركوا في فعالية حوثية حضرها الصماد، وكما يتضح من الفيديو المقدم كدليل ركيك ضدهم، فقد كانوا مشاركين في الفعالية بحماس وباحتفاء كبير بزائرهم. وكانت هذه هي النتيجة. وقال عايش إن عشرة أشخاص من داخل فعالية واحدة، وقاعة واحدة، قررت الجماعة المختلة أنهم الأنسب لتضرب بهم المثل وتقيم العبرة، بهدف بث الذعر وسط الناس، وحماية قيادات الجماعة مستقبلا من "خيانة" المجتمع لهم. وأشار إلى أن مجزرة الحوثي هدفها النهائي بث المزيد من الأمان لدى قيادات حوثية غارقة في الدماء والخوف. وأكد لو كانت الجماعة مقتنعة أنهم مدانون فعلا لحاكمتهم محاكمة علنية، ولبذلت أي جهد يذكر لإقناع الرأي العام بإنهم متورطون. لكنها بدلا عن ذلك عمدت إلى محاكمتهم محاكمة سرية، والمحاكمات السرية وجودها كعدمها، فضلا عن كونها دليلا راجحا على براءة المتهم. وتساءل الصحفي محمد عايش بشأن محاكمة سرية مكلفتة في قضية اغتيال "رئيس جمهورية" كما يقولون؟! أين حدث هذا من قبل؟ وكيف له أن يحدث لولا أنه أمر مفبرك من أوله لآخره. إلى ذلك علق الكاتب والصحفي علي الفقيه، على المجزرة الحوثية بحق تسعة أشخاص اعدمتهم مليشيا الحوثي الانقلابية بصنعاء. وبدأ مقالاً له نشر اليوم، بعنوان "عن حفلة افتتاح "المقصلة"! هل أدركتم الآن لماذا استعجلت مليشيا الحوثي إعدام الأربعة المتهمين بتعذيب وقتل الشاب عبدالله الأغبري في قصة "الموبايلات" الشهيرة؟! ويقول الفقيه، إنه بات واضحاً أن المقصلة لن تغلق اليوم أو غداً، خاصة وأن جماعة الحوثي التي تسيطر على صنعاء وأجزاء واسعة من مناطق شمال ووسط وغرب اليمن، وتحكم قبضتها على القضاء وعلى كل مؤسسات الدولة ومقدراتها قد أصدرت عشرات الأحكام بإعدام سياسيين وإعلاميين ونشطاء من مناوئيها ومصادرة أموالهم وفيما شرعت فعلياً في مصادرة كل المؤسسات التجارية والمالية التابعة لخصومها الذين اضطروا لمغادرة البلاد، فإنها قد أجلت تنفيذ أحكام إعدام كثيرة وتحت مبررات تسوقها للقطعان من أتباعها ومؤيديها وتحاول إقناعهم بها باعتبارها الدولة. واعتبر الفقيه أن الجماعة بهذه الخطوة تغطي على الجريمة الأكبر، وبغض النظر عن كون قتلة عبدالله الأغبري مجرمين حقيقيين يستحقون المصير الذي آلوا إليه، إلا أن المليشيا فاقدة الشرعية، كانت تحقق بإعدامهم أهدافاً عدة، فبقدر ما استخدمت حفلة إعدامهم لتلميع نفسها كسلطة حريصة على تحقيق العدالة الناجزة، فإنها كانت تغطي بها على الجريمة الأكبر وهي الإنقلاب وتدمير اليمن، وتلمع بها أكابر مجرميها الذين أوغلوا في دماء اليمنيين. وبحسب الصحفي اليمني وضاح الجليل فإن عملية اعدام قتلة عبدالله الاغبري سوى عملية دعائية من أجل جريمة الحوثي اليوم. وقال الجليل إن إعدام قتلة الأغبري بعد تهييج الرأي العام؛ حصل #الحوثيون على شهادات المتواطئين والمغفلين بتطبيق مبادئ العدالة وتنفيذ مهام الدولة، وهكذا يتوهمون أن تلك الشهادات ستكون مبررا لجريمة إعدام تسعة مواطنين أبرياء تماما؛ للتغطية على صراع الأجنحة. متسائلاً أين ذهبت أصوات المزايدين بالعدالة #الحوثية؟!. ويرى وضاح الجليل أن جريمة اليوم بإعدام الأبرياء التسعة ليست الدليل الأول ولا الأخير على طبيعة #الحوثي الإجرامية والإرهابية؛ لكنها إدانة واضحة لكل من تحدث بمزايدة وفهلوة حول العدالة الحوثية المزعومة؛ خصوصا عقب إعدام قتلة الأغبري؛ بعد تهييج #الرأي_العام. في السياق، قال رئيس مؤسسة بناء حياة للتنمية والحقوق والحريات كامل الخوداني إن اعدم الحوثيين صباح اليوم تسعة اشخاص أبرياء من أبناء الحديدة لاعلاقة لهم بمقتل صالح الصماد بعد اختطافهم من منازلهم، جريمة بشعه بحق أبرياء تم اختيارهم بعناية وصمت مخزي للاعلام والناشطين والمنظمات والمجتمع الدولي وواصل الخوذاني حديثه، بالقول: لا يقبل بهذه العصابة الكهنوتية القاتلة الا معدوم شرف وكرامة. واعتبر الخوذاني ان من يشاهد اجرام مليشيا الحوثي وقتلها لليمنيين وسفكها دمائهم ومشروعها العنصري التافه الذي تقاتل لتثبيته ومازال يفكر انها سوف تتركه وشأنه او أن لديه مشروع اخر غير قتالها وانه يستطيع التعايش معها شخص معتوه مسخ لاينظر أبعد من قدميه. من جهته، علق الصحفي عبدالاله النقع، على جريمة اعدم الحوثيين اليوم تسعة من أبطال اليمن بتهمة التخابر الذي نتج عنه مقتل العلج الصماد. يقول النقع إن ما يلفت النظر في هذه الحادثة عدم الاهتمام في اوساط أبطال النينجا الذين يملؤون وسائط التواصل الاجتماعي بالضجيج لأمور تافهة كمعارك سكان الفنادق و اخبار هنادي و ماذا طبخت عزيزة لعزيز، مشيراً الى ان الحدث مر وهو حدث جلل وكأنما يحدث في غواتيمالا أو في تيمور الشرقية.. وفيما عدا بعض من نددوا بالأمر متذرعين بأن الشهداء لم يشاركوا في اي امر يخص هلاك الزنبيل الصماد يبدو ناشطي الفايسبوك مهتمين بأمور أخرى. ويضيف ما يلفت النظر ايضا هو أن من تحدث عن الموضوع تحدث عنه في إطار ظلم الحكم الحوثي و عدم عدالته، وذلك في الحقيقة إساءة أخرى لهؤلاء الابطال وكأنما قتل الصماد جريمة. يواصل النقع حديثه في منشور على صفحته في "فيسبوك": كلا ليس جريمة واشهد الدنيا أن هؤلاء الأبطال (سواء شاركوا في هلاك الصماد ام لم يشاركوا فالبطولة حق لهم وقد دفعوا حياتهم الثمن على يد العصابة) اشهد الدنيا انهم أتوا فعل البطولة و الوطنية.. وكل من يقف في وجه هذه العصابة او يحاول مجرد المحاولة النيل منها ومن حقرائها بطل. وتواصل مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، إرهابها بحق المختطفين من السياسين والمدنيين المعارضين لها، حيث كان آخرها عملية اعدام قتلة عبدالله الاغبري في محاولة منها لدفن القضية التي يقف وراءها قيادات بارزة في المليشيات وفق اتهامات الحكومة اليمنية.